أخبار محلية

ياسر قشلق : الاتصالات لم تنقطع بين واشنطن و طهران

رأى رئيس مجلس الامناء في حركة فلسطين حرة ياسر جابر قشلق : في ظل الوضع الراهن، من السذاجة الاعتقاد بوجود ضمانات أميركية تحمي مصالح لبنان أو أي دولة أخرى في المنطقة، وما حدث في غزة يعد المثال الصارخ على ذلك. إسرائيل كانت ولا تزال أداة لتنفيذ المصالح الأميركية في الشرق الأوسط، ومن يعتقد أن هناك التزامات ثابتة من قبلها يعيش في أوهام. المعركة الحالية أكبر من إسرائيل أو من رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، الذي يبدو أن مصيره مرهون بالمصلحة الأميركية، وقد يُضحى به في أي لحظة لتحقيق أهداف أكبر.

الاتصالات بين الولايات المتحدة وإيران لم تنقطع، وهو ما يعيد التأكيد على أن هاتين العاصمتين – واشنطن وطهران – تتحكمان بمسار المفاوضات الدولية. في المقابل، نحن كدول عربية وإقليمية باتت خارج المعادلة التفاوضية، إذ أن إيران لا تثق بأي دولة للتفاوض نيابة عنها. الوضع بات واضحًا: لا حلفاء حقيقيين لا لمحور المقاومة ولا للمعسكر المقابل، وكل دولة باتت تسعى لمصالحها الخاصة.

أما التصريحات الأوروبية والاستنكارات فهي لا تملك قيمة سياسية فعلية على الأرض، ونتنياهو، كما يبدو، غير متأثر بها على الإطلاق. نحن أمام معركة كبرى، ويجري سوقنا إلى المذابح كالخرفان، في حين يُمنع علينا حتى حق الاعتراض أو قول “لا”. إذا انتصرت إسرائيل في هذه المواجهة، سنواجه كارثة حقيقية تتطلب منا إعادة ترتيب أوراقنا داخلياً، مع التفكير في تغيير الثوابت السياسية التي حكمت لبنان منذ عام 2006. لا يمكن الاستمرار في استخدام الذكاء العاطفي من بعض السياسيين الذين يظنون أن ذلك كافٍ لمواجهة التحديات القادمة.

في لبنان، من يحمل الجنسية الأميركية يُسمح له بالتصرف بحرية تامة، بينما في غزة يتم إعدام الأبرياء بحجة دم الضحايا. هذا التمييز يعكس غياب القوانين والعدالة، وإذا كان الرئيس الأميركي جو بايدن “خارج السمع”، فما بالنا بالسفيرة الأميركية في عوكر؟ هل ننتظر منها موقفًا؟

اليوم، حزب الله يواجه اختراقات متعددة، والتقارير الأمنية تؤكد على أن الموقف معقد بشكل غير مسبوق. أما الفصائل الفلسطينية، فقد فقدت قدرتها على الفعل وأصبحت مجرد أصوات لا تأثير لها في المعركة.

الخيار الوحيد المتاح لنا هو الصمود. نحن بحاجة إلى عمل عسكري يقلب المعادلة الحالية، وإلا فلن تكون هناك أي فائدة تُرجى من المقاومة. الشيعة والسنة وقعوا في فخ الصراع الداخلي، بينما يجني اليهودي ثمار هذا النزاع على المدى البعيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى