غالباً ما يُطبع في ذاكرة الانسان الاحداث والمحطات الهامة في تاريخه. ومن هذه المحطات في الذاكرة القريبة، مسرح الإليزيه، الذي بدأ قبل حرب ال ٧٥، وعاصرها من بيروت، والأشرفية بالذات، من قلب ساحة ساسين.
وبالإضافة الى كونه رمزاً للمسرح والثقافة، والتعبير الفنّي الحضاري، فهو ايضاً يعكس ثقافة وعادات وتقاليد اللبنانيين وإبداعهم، حتى في احلك الظروف.
ونحن إذ نُعيد خلق المساحة اللازمة لاستنباط القدرة على الخلق والتفاعل، في المدينة التي لا تزال تتلألأ على شاطئ المتوسط
هذا لجهّة المسرح بموقعه وأهدافه. أمّا نحن، الفريق الذي قرر إعادة مسرح الإليزيه الى حيّز الوجود بعد الاوقات العصيبة التي مرّت على الاشرفية، فنحن فريق قرر المجازفة لبعث الحركة الفنية والثقافية في بيروت ولبنان
وكوني ملىء الشغف بعد ان اتممت دراساتي العليا في أميركا وفي هذا الحقل بالذات، تمثيلاً وإخراجاً، واكتسبت الخبرة، لحوالي العشر سنوات، قررت أن أتابع، بصفتي المديرة الفنية للمسرح، ان اتابع ما كان قد بدأه مسرح الاليزيه، في خلق مساحة للموهبة والشغف، وملئ الجو بالافكار الخلّاقة، والثقافة، الحضارية، والترفيه، والسلام، بوجه كل الظروف السلبية التي نمرّ بها
وتحقيقاً لهذه الغاية، بدأنا الخطوة الأولى على طريق طويل، باستقبال خلال حفلة فرنسية الموهوبة جويس خوري، على خشبة المسرح يوم الإثنين ب ١٠/١١/٢٠٢٤ الساعة الثامنة مساءً
آملين ان تشاركونا فرحتنا هذه إحقاقاً للنمو والتطوّر الذي يبدأ باللقاء ولا ينتهي بالمناقشة، خدمةً للابداع والتطوّر والفرح.
وللإغتراب واللبنانيين الذين يعيشون خارج وطنهم، ويحملون لبنان في قلوبهم، نثمّن مساعدتهم، وحضورهم الروحي، والمعنوي، لمساعدتنا بصلواتهم متمنّين لهم العودة الآمنة، مع انتهاء الحروب الى وطنٍ فريد، مميز، حضاري، ثقافي، فنيّ، أثبت حضوره عبر الإنتشار، ما يؤكد تميّز اللبناني اينما حلّ وإعادة انبعاثه مجدداً كطائر الفينيق