كتب نخلة عضيمي في نداء الوطن:
يدخل لبنان زمن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب القوي ممزقاً ومدمراً من دون رئيس غارقاً في حرب إيرانية بالوكالة على عكس عام 2016.
حينها، انطلق ما وصف بـ “العهد القويّ”، عهد الرئيس ميشال عون لتبدأ مرحلة الصراع مع الإدارة الأميركية الجديدة التي وضعت لنفسها هدفاً مباشراً ركيزته تقليم أظفار “حزب الله” وإيران.
في تلك الفترة، إذا نظرنا إلى الإجراءات التي اتخذها ترامب، يتبيّن أنّ المواجهة اليوم ستكون بمثابة معركته الأخيرة على طريق الإيفاء بوعده وإيقاف الحرب وإحلال السلام.
فبين أعوام (2016 – 2020)، شددت إدارته العقوبات على “حزب الله”، باعتباره “منظمة إرهابية”. وشملت العقوبات أفراداً وكيانات مرتبطة بالـ “حزب”، كما عملت الإدارة على تقليص الدعم المالي الذي يصل إليه من الخارج. وعام 2019، طبّقت الولايات المتحدة “قانون قيصر” الذي فرض عقوبات اقتصادية مشدّدة على النظام السوري وداعميه. وخلال انتفاضة عام 2019، دعمت إدارة ترامب مطالب الشعب اللبناني في التغيير ومكافحة الفساد المستشري بغطاء من المنظومة السياسية وهيمنة “حزب الله” على كل مفاصل الدولة.
على خطّ آخر، دعمت إدارة ترامب جهود ترسيم الحدود البحريّة بين لبنان وإسرائيل، وقاد هذه المفاوضات مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شينكر. وعلى وقع مواقف حازمة ضد النفوذ الإيراني، عمل ترامب على إنهاء مفاعيل الاتفاق النووي الإيراني عام 2018.
كلّ ذلك يدلّ على أن العهد الجديد سيكون امتداداً للعهد القديم. ويعتبر الرئيس التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري رياض قهوجي، أنّه “من الصعب التكهّن بالمرحلة المقبلة لأننا لا نعرف من سيتسلّم زمام الأمور، لكن فريق ترامب سيعمل انطلاقاً من الواقع النهائي على الأرض”.
ويرى قهوجي أنّه “بناءً على تصريح لبراين هوك الذي كان يمسك بملف إيران في إدارة ترامب السابقة، وحاليّاً سيشرف على انتقال السلطة داخل وزارة الخارجية الأميركية من إدارة بايدن إلى ترامب، سيعيد على الأرجح إحياء “صفقة القرن” للشرق الأوسط ورؤيته الجديدة ويُعيد فرض سياسة الضغط القصوى على إيران.
ويعتبر قهوجي أنّ “المرحلة مفتوحة على مفاجآت عدّة، وأنّ عامل الوقت لن يجدي لإنهاك إسرائيل في ظلّ تقلّص قوة “الحزب” يوماً بعد يوم”.
في هذا الوقت تتجه الأنظار إلى الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها منسّق العلاقات العربية لترامب مسعد بولس إلى بيروت خلال الأيام المقبلة. وعلمت “نداء الوطن” أنه ستكون له لقاءات مع الرئيسين نبيه برّي ونجيب ميقاتي على أن يلتقي عدداً من القيادات السياسية ليعود ويبدأ العمل على صياغة تصوّره لتقديمه إلى ترامب. وتشير المصادر إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب تسلّم تقارير مرتبطة بلبنان، تتعلق بالاستقرار السياسي ومعالجة ملف “حزب الله” وكيفية التعاطي مع النفوذ الإيراني.
في الانتظار، تتخوّف مصادر دبلوماسية من الفترة التي تسبق تسلّم ترامب مقاليد الحكم، وتتوقع فشلاً جديداً للزيارة المرتقبة للموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين. وإلى حينه، ما علينا سوى انتظار موعد العشرين من كانون الثاني، وبعده لكلّ حادث حديث.