تخالف المستجدات الميدانية على الجبهة الجنوبية الترويج الإسرائيلي عن تقدم نحو تسوية بشأن الحرب مع «حزب الله» الذي نفذ الهجوم الأعنف والأثقل على حيفا وجوارها أمس وأمطرها ومناطق الجليل بصواريخ، عشرات منها تعد ثقيلة ووصل عددها حسب الإعلام العبري منذ فجر أمس وحتى المساء إلى 230 صاروخاً.
وأصيب 4 إسرائيليين حسب الإسعاف الإسرائيلي، أمس الاثنين، جراء سقوط صواريخ أُطلقت على مستوطنة الكريوت، بعد الإعلان عن رصد 110 صواريخ أطلقت من لبنان على خليج حيفا والجليلين الأعلى والغربي شمال فسطين المحتلة. وتحدث الإعلام العبري والجيش عن إصابة 15 جندياً وضابطاً خلال 24 ساعة في المواجهات مع الحزب.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلاً عن «نجمة داود الحمراء» (الإسعاف)، إن 4 أشخاص أصيبوا بجروح جراء سقوط صواريخ أُطلقت على الكريوت. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «انفجر صاروخ قرب محطة للحافلات في كريات آتا (بالكريوت)»، وأعلنت إصابة مستوطن بجروح. فيما لم تتضح على الفور معلومات عن المصابين الثلاثة الآخرين بالكريوت. وأضافت الصحيفة: «سجلت أضرار جسيمة في المحطة نفسها وفي السيارات المجاورة. وتم الإبلاغ عن العديد من مشاهد السقوط في الكريوت».
كذلك، أصاب صاروخ بشكل مباشر شقة في «كريات بياليك»، ولم يتم التأكد من عدد الإصابات حيث كان السكان في أحد الملاجئ وقتها، وفق ذات المصدر. وقالت إدارة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية إن مبنى تضرر في «كريات يام»، كما رصدت أضرار بمبانٍ مختلفة في «كريات موتسكين». كما لحقت أضرار بمنزل في كيبوتس «أفيك»، في الكريوت – خليج حيفا أيضا جراء سقوط شظايا صاروخ اعتراضي.
وذكرت الشرطة في بيان أنه تم تحديد 5 إصابات مباشرة لمبانٍ، وأضرار في مركبات في مناطق متفرقة في خليج حيفا، بالإضافة إلى أضرار بيئية وحرائق نتيجة سقوط الصواريخ في منطقة خليج حيفا، وفق القناة (12) العبرية الخاصة.
كما قصف الحزب العديد من المستوطنات والقواعد العسكرية بينها قاعدة شراغا شمال عكا وقاعدة «زوفولون» للصناعات العسكرية شمال حيفا. واستهدف تجمعات للجنود عند أطراف بلدة مارون الراس وموقع العباد ومدينة صفد. وهاجم بسرب من المسيّرات الانقضاضية تجمعاً للجنود في مستوطنة أفيفيم. وأعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 15 جندياً على جبهة لبنان خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وانتقم الاحتلال أمس بقتل المزيد من النازحين كعادته فقد استشهد وأصيب 28 نازحاً من الجنوب، مساء أمس، بغارة إسرائيلية استهدفت مبنى في بلدة عين يعقوب في قضاء عكار شمال لبنان حسبما أفاد مراسل وكالة الأناضول نقلاً عن شهود عيان ومصادر طبية بأن غارة إسرائيلية استهدفت مبنى يقطنه عدد من النازحين وأن عدداً من المفقودين ما زال تحت الأنقاض، وأضافت أن بين الضحايا سوريين ولبنانيين نازحين وأهالي من البلدة.
وفي الوقائع الميدانية، تواصلت الغارات الاسرائيلية على قرى الجنوب وتم تفجير منازل في أطراف بلدة عيتا الشعب. ونفذت غارة معادية على حي الراهبات في النبطية حيث دُمّر مسجد حي البياض الأثري. ووجّه الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي تهديداً على منصة «إكس» لسكان العديد من القرى جنوب لبنان بإخلائها فوراً.
وأكد مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف في «يوم الشهداء»: «استعادة المقاومة الإسلامية المبادرة في الميدان وعَجز العدو الإسرائيلي عن التقدم البري»، وتوجه إلى العدو بالقول «لن تكسبوا حربكم بالتفوق الجوي أبدا… ولن يعود سكان الشمال أبدا»، وأضاف «ما زال العدو عاجزا عن احتلال قرية لبنانية واحدة». و»جوابنا الفعلي هو في الميدان عندما طالت صواريخنا الأسبوع الماضي ضواحي تل أبيب وحيفا… ونؤكد مجدداً أن لدى المقاومين لا سيما في الخطوط الأمامية من السلاح والعتاد والمؤن ما يكفي حرباً طويلة نستعد لها على كل الصعد».