«حزب الله» يواصل إيلام قوات الاحتلال وينفّذ أعنف قصف على حيفا وعكا و«الكريوت» وتجمعات الجنود

تخالف المستجدات الميدانية على الجبهة الجنوبية الترويج الإسرائيلي عن تقدم نحو تسوية بشأن الحرب مع «حزب الله» في وقت نفذ فيه الحزب الهجوم الأعنف على حيفا أمس التي أمطرها بصواريخ ثقيلة.
ونفت أوساط قريبة من رئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي تبادل مسودات اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو ما أشار إليه وزير خارجية الكيان الإسرائيلي جدعون ساعر الذي تحدث عن تقدم في محادثات وقف اطلاق النار على جبهة لبنان» زاعماً «أن جيشنا يواصل العمل على تفكيك البنية التحتية لحزب الله في جنوب لبنان» ومعتبراً «أن الحزب أصبح في وضع مختلف ولا يمكنه الآن تنفيذ ما كان ينوي فعله ضد إسرائيل».
وأصيب 4 إسرائيليين، أمس الاثنين، جراء سقوط صواريخ أُطلقت على مستوطنة الكريوت، بعد الإعلان عن رصد 110 صواريخ أطلقت من لبنان على خليج حيفا والجليلين الأعلى والغربي شمال إسرائيل. وتحدث الإعلام العبري والجيش عن إصابة 15 جندياً وضابطاً خلال 24 ساعة في المواجهات مع الحزب.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلاً عن «نجمة داود الحمراء» (الإسعاف) إن 4 أشخاص أصيبوا بجروح جراء سقوط صواريخ أُطلقت على الكريوت.
وذكر أنه «متابعة للإنذارات التي فُعّلت عند الساعة 16:02 ـ 16:03 في الجليل الأعلى والجليل الغربي والخليج، تم رصد نحو 10 صواريخ أُطلقت من لبنان» لاحقاً.
وبعد ذلك بدقائق أعلنت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إطلاق 20 صاروخاً على مناطق صفد و«روش بينا» ومحيطهما بالجليل الأعلى.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «انفجر صاروخ قرب محطة للحافلات في كريات آتا (بالكريوت)» وأعلنت إصابة مستوطن بجروح.
فيما لم تتضح على الفور معلومات عن المصابين الثلاثة الآخرين بالكريوت.
وأضافت الصحيفة: «سجلت أضرار جسيمة في المحطة نفسها وفي السيارات المجاورة. وتم الإبلاغ عن العديد من مشاهد السقوط في الكريوت».
كذلك، أصاب صاروخ بشكل مباشر شقة في «كريات بياليك» ولم يتم التأكد من عدد الإصابات حيث كان السكان في أحد الملاجئ وقتها، وفق ذات المصدر.
وقالت إدارة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية إن مبنى تضرر في «كريات يام» كما رصدت أضرار بمبانٍ مختلفة في «كريات موتسكين». كما لحقت أضرار بمنزل في كيبوتس «أفيك» في الكريوت td خليج حيفا أيضا جراء سقوط شظايا صاروخ اعتراضي.
وذكرت الشرطة في بيان أنه تم تحديد 5 إصابات مباشرة لمبانٍ، وأضرار في مركبات بمناطق متفرقة بخليج حيفا. بالإضافة إلى أضرار بيئية وحرائق نتيجة سقوط الصواريخ في منطقة خليج حيفا، وفق القناة (12) العبرية الخاصة.

أطلق 90 صاروخاً خلال ربع ساعة وتسبب في إصابات ودمار كبير وحرائق

وقصف «حزب الله» عكا و«الكريوت» ومدينة حيفا بصلية صاروخية كبيرة ما أدى إلى أضرار جسيمة واحتراق سيارات. وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن إطلاق أكثر من 90 صاروخاً تجاه عكا وخليج حيفا خلال ربع ساعة وأن «حزب الله» نفّذ أعنف قصف على «الكريوت» منذ بداية الحرب إضافة إلى سقوط صواريخ في «كرمئيل». كما قصف «الحزب» مستوطنة «معالوت ترشيحا» ومستوطنة «غورن» وقاعدة «شراغا» شمال عكا وقاعدة «زوفولون» للصناعات العسكرية شمال حيفا. واستهدف «الحزب» تجمعات لجنود العدو عند اطراف بلدة مارون الراس وموقع العباد ومدينة صفد. وهاجم بسرب من المسيّرات الانقضاضية تجمعاً للجنود في مستوطنة «أفيفيم». واعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 15 جندياً على جبهة لبنان خلال الساعات الـ 24 الماضية.

تفجير منازل

وفي الوقائع الميدانية، تواصلت الغارات الإسرائيلية على قرى الجنوب وتفجير المنازل وهو ما حصل في أطراف عيتا الشعب التي تعرضت لغارة معادية. وسُجلت غارات على كل من صريفا حيث سقط 3 شهداء، السماعية، الخيام، برج قلاويه، شقرا، المنصوري، محيط باتوليه، قرب مخيم الرشيدية في صور، بلدة دبين في قضاء مرجعيون، حي الراهبات في النبطية حيث دُمّر مسجد حي البياض الاثري، يحمر الشقيف، أرنون، زوطر الغربية، الرمادية، صديقين وأطراف شبعا.
وعملت القوات الإسرائيلية منذ صباح على تفخيخ وتفجير عدد من المنازل عند أطراف بلدة عيتا الشعب الجنوبية الحدودية، حسب ما أعلنته «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية.
وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات فجر أمس استهدفت بلدتي مجدل سلم والجميجمة في جنوب لبنان، وقصفت المدفعية الإسرائيلية فجرا خراج بلدتي شقرا وبرعشيت الجنوبيتين بعدد من القذائف المدفعية، حسب ما أعلنه مراسل قناة «المنار» المحلية التابعة لـ «حزب الله».
وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي، على بلدات البرغلية، والرمادية، والجميجمة، والشهابية، وباتولية، وقلاوية وبرج قلاوية، وحي عين التوتة بين بلدتي برج رحال والعباسية في جنوب لبنان، كما أغار على مدخل بلدة طيردبا، وبلدة مجدل سلم الجنوبيتين. وقصفت المدفعية الإسرائيلية ليل أمس أطراف بلدتي شقرا وبرعشيت الجنوبيتين.
وحاولت القوات الإسرائيلية التسلل إلى الأراضي اللبنانية من أكثر من موقع في القطاعين الغربي والاوسط، في جنوب لبنان. واستهدفت «المقاومة الإسلامية» صباحا، تجمعات القوات الإسرائيلية في محور رامية، القوزح، عيتا الشعب في جنوب لبنان وحققت إصابات مباشرة، حسب «الوكالة الوطنية للإعلام».
وقامت القوات الإسرائيلية فجر اليوم، بإطلاق النار من الرشاشات الثقيلة في اتجاه الأحراج المتاخمة لبلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة وعيتا الشعب في جنوب لبنان.
يذكر أن الطائرات الحربية الإسرائيلية بدأت منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي في شن سلسلة واسعة من الغارات لا تزال مستمرة حتى الساعة، استهدفت العديد من المناطق في جنوب لبنان والبقاع شرق لبنان والعاصمة بيروت والضاحية الجنوبية لبيروت وجبل لبنان وشماله. وبدأ الجيش الإسرائيلي في أول أكتوبر/تشرين الأول الماضي عملية عسكرية برية في جنوب لبنان.
ووجّه الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي تهديداً على منصة «إكس» لسكان

تهديد قرى جنوبية

وكانت استمرت الاعتداءات الإسرائيلية طيلة الليل الفائت وحتى صباح الاثنين على قرى قضاءي صور وبنت جبيل، حيث أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدات: البرغلية، حي عين التوتة بين بلدتي برج رحال والعباسية، مدخل طيردبا، الرمادية، الجميجمة، الشهابية، باتوليه، قلاويه وبرج قلاويه. وانتهت عملية رفع أنقاض المنزل الذي استهدف ليلاً في بلدة الخرايب، والحصيلة النهائية 3 ضحايا.
وأطلق الجيش الإسرائيلي فجراً نيران رشاشاته الثقيلة في اتجاه الاحراج المتاخمة لبلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة وعيتا الشعب.
وحاولت تحشدات جنود العدو التسلل إلى الأراضي اللبناني من أكثر من موقع في القطاعين الغربي والأوسط، حيث استهدف «حزب الله» تجمعات الجيش الإسرائيلي في محور رامية، القوزح، عيتا الشعب وحقق اصابات مباشرة.

سقوط شهداء وجرحى بعشرات الغارات الإسرائيلية وتدمير منازل مدنيين قرب الحدود

بقاعاً، استهدفت غارة بلدة حوش السيد علي في قضاء الهرمل، وطالت غارات طاريا في البقاع الاوسط وشمسطار وميدون. وبلغت حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية على محافظة بعلبك الهرمل في الساعات ال 24 الماضية 18 شهيداً، من ضمنهم أربعة ضحايا قضوا في مزرعة سجد في بلدة زغرين، وخمسة ضحايا في بلدة القصر ضمن قضاء الهرمل.
وفي مدينة بعلبك، استهدف الطيران المعادي مبنى من طبقتين في حي آل اللقيس، وتولت فرق الدفاع المدني إخماد النيران، فيما عملت جرافات بلدية بعلبك فتح الطريق وإزالة الركام. كما شنّ الطيران الحربي غارة على مبنى في سرعين التحتا أدت إلى سقوط ضحية وإصابة أربعة بجروح، واستهدفت بلدة السعيدة غرب بعلبك بغارة من دون وقوع إصابات. وسقط 4 شهداء في بلدة بدنايل، وجُرح ثلاثة مواطنين. وبلغت حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية منذ بداية العدوان على محافظة بعلبك الهرمل وصولاً إلى البقاع الأوسط، 796 ضحية، وأكثر من 1350 جريحاً، وعدد الغارات 1157 غارة. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، مساء أمس الاثنين، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على البلاد منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إلى «3 آلاف و243 شهيداً و14 ألفاً و134 جريحاً». وقالت الوزارة في بيان، إن «غارات العدو الإسرائيلي على لبنان الأحد، أسفرت عن 54 شهيدا و56 جريحا».

حصيلة العدوان 3243 شهيداً

وبهؤلاء القتلى والجرحى، حسب الوزارة، يرتفع عدد الضحايا إلى «3 آلاف و243 شهيداً و14 ألفا و134 جريحاً منذ بدء العدوان الإسرائيلي» في أكتوبر 2023.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان بينها «حزب الله» بدأت عقب شنها حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وسعت إسرائيل منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفاً وكثافة، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.