على الرغم من ارتفاع نسبة التفاؤل في التوصل الى حل والتوصل لوقف النار في لبنان بعد تسليم مسودة أمريكية للاتفاق إلى رئيس البرلمان نبيه بري، يبدو أن إسرائيل تريد المباحثات «تحت ضغط النار» التي كانت عنيفة ضد الضاحية الجنوبية لبيروت (معقل حزب الله) أمس.
فقد واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الغارات المدمرة على الضاحية بعنف وكثافة وأوضح رئيس بلدية الغبيري معن خليل «أن الغارات الأخيرة في الضاحية استهدفت محيط البلدية وشارع الغبيري الرئيسي ما أدى إلى دمار كبير». في وقت استهدف «حزب الله» 17 تجمعاً لجنود الاحتلال شمالي فلسطين المحتلة وجنوبي لبنان، ما يرفع عدد الهجمات والتصديات التي نفذها، أمس الجمعة، إلى أكثر من 20 حتى ساعات بعد الظهر، حسب بيانات نشرها الحزب عبر حسابه على منصة تلغرام، بينما سقط عشرات الشهداء والجرحى في غارات معادية على الجنوب والبقاع حيث وقعت مجزرة بين المسعفين حصيلتها 12 شهيداً و6 مسعفين في عربصاليم في الجنوب.
وفي جنوب لبنان، أفاد الحزب باستهداف 12 تجمعاً لجنود إسرائيليين بصواريخ ومسيّرات، وذلك في بلدة مارون الراس التي أحرق بصواريخه إحدى الآليات الغازية ودمرها مع طاقمها وشوهدت تحترق في فيديو بثه أمس، وتحدث الإعلام العبري عن حدث أمني صعب جنوب لبنان في بلدة شمع الحدودية ومحاولات لقواته لسحب الإصابات بين جنوده تحت نيران «حزب الله» قرب مقام النبي شمعون في البلدة.
وعلى وقع الغارات الإسرائيلية المتجددة على الضاحية الجنوبية والتي طالت الطيونة والغبيري وصل كبير مستشاري قائد الثورة الإسلامية وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران علي لاريجاني إلى بيروت للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والبحث في التطورات الميدانية والمساعي الجارية لوقف إطلاق النار. وتزامنت زيارته، مع تسلم الرئيس بري مقترحاً أمريكياً من السفيرة الأمريكية في لبنان ليزا جونسون يتضمن مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و»حزب الله». وحسب ما رشح عن هذا المقترح المتوافق عليه مع تل أبيب أنه يتضمن ترتيبات أمنية تطلبها إسرائيل وآلية جديدة للإشراف على ضمان تنفيذ القرار 1701 وعدم تسليح «حزب الله» من جديد.
وحسب تسريبات فإن إسرائيل تصرّ على أنه في حال لم يقم الجيش اللبناني بالدور المطلوب منه لجهة تفكيك البنية التحتية للحزب ومراقبة المعابر يسقط الاتفاق وتعيد شن هجماتها. ويعكف «حزب الله» على دراسة المقترح والنقاط الواردة فيه على أن يبلغ الرئيس بري بجوابه وملاحظاته على المسودة.
وبعد انتهاء محادثاته في بيروت، أعلن لاريجاني «وقوف إيران إلى جانب لبنان حكومة وجيشاً ومقاومة في مواجهة العدوان الإسرائيلي» وتقبل ما تقبله الحكومة والمقاومة. وأوضح «ان إيران تدعم أي قرار تتخذه الحكومة ولا سيما القرار 1701، كما تدعم انتخاب أي رئيس يتوافق عليه اللبنانيون». بعدها انتقل لاريجاني إلى مقر الرئاسة الثانية حيث لفت بعد لقائه الرئيس بري وما إذا كانت زيارته لنسف الوثيقة أو المبادرة الامريكية؟ قال «نحن لا نسعى وراء نسف أي شيء بل نحن نريد حل المشكلة».