تحليل السياسات

ترقب لإعلان اتفاق وقف النار: انتشار للجيش اللبناني وانسحاب إسرائيلي

كتب سعد الياس في  «القدس العربي» ووكالات:

طغت كفّة التفاؤل على التكهنات المتأرجحة حول تسوية وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، وتوقع مسؤول أمريكي أن يوافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على الاتفاق مع لبنان اليوم، وهو ما أورده موقع “أكسيوس” الذي أفاد بأن إسرائيل تتجه صوب إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان مع “حزب الله”.
وأحجم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن التعليق على ما أورده “أكسيوس”.
وقال البيت الأبيض أمس الاثنين إن المناقشات التي أجرتها الإدارة الأمريكية بشأن وقف النار إيجابية وتمضي في الاتجاه الصحيح”، حسب ما أعلنه المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي الذي قال “نحن قريبون. كانت المناقشات بناءة ونعتقد أن المسار في اتجاه إيجابي للغاية”. وفي السياق، قال السفير الإسرائيلي لدى واشنطن: “نحن قريبون جداً من التوصل لاتفاق مع لبنان وقد يحدث ذلك خلال أيام”. ونقلت قناة عربية أن الولايات المتحدة أبلغت مسؤولين لبنانيين بإعلان وقف الحرب خلال الساعات المقبلة. وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية “أن الاتفاق مع لبنان أنجز ولم يتبق سوى المصادقة عليه في الكابينت”.
وقال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب لوكالة رويترز إنه “لم تعد هناك عقبات جدية” أمام بدء تنفيذ هدنة اقترحتها الولايات المتحدة. وأوضح أن المقترح ينص على انسحاب عسكري إسرائيلي من جنوب لبنان ونشر قوات نظامية للجيش اللبناني في منطقة الحدود في غضون 60 يوماً.
وسئل بوصعب عن ارتفاع وتيرة التفاؤل بموضوع وقف إطلاق النار، فأجاب بوصعب “ما أريد قوله إنه في الساعات الماضية ارتفعت وتيرة الاعتداءات من قبل العدو الاسرائيلي الذي صار معروفاً أنه كلما اقتربنا من التفاوض الجدي وهو شريك فيه، يعمد إلى التصعيد للضغط على الفريق الآخر…”.
وقال بوصعب في مؤتمر صحافي “متفائلون… هناك أمل… بس ما فيك تجزم شي مع شخص متل نتنياهو… الميدان يحكم”.
وقال مسؤول لبناني ثان طلب عدم ذكر اسمه لرويترز إن بيروت لم تتلق أي مطالب إسرائيلية جديدة من الوسطاء الأمريكيين، والذين وصفوا الأجواء بأنها إيجابية.
يأتي ذلك في ظل تحذير “حزب الله” من محاولات “نشر أجواء إيجابية كاذبة”.
ونقل موقع “واللا” العبري الخاص عما وصفه بـ”مسؤول إسرائيلي كبير” دون تسميته إنه “تم التوصل إلى اتفاق بشأن عناصر الصفقة”.
وحذر إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي اليميني المتطرف في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، من أن إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بين الدولة العبرية وحزب الله في لبنان سيكون “خطأً كبيراً” حسبما كتب عبر حسابه على منصة إكس.
بدورها، أفادت “القناة 14” الإسرائيلية “أن هيئة الأركان العامة الإسرائيلية تضغط لتعزيز وقف إطلاق النار من أجل إعادة إنعاش القوات والحفاظ على اقتصاد التسليح”.
وحافظ “حزب الله” على ثباته في الميدان واحتفظ حتى الساعات الأخيرة بقدرته على إطلاق الصواريخ. وأوردت قناة “المنار” التابعة لـ”حزب الله” أنه تم الإعلان الأحد عن مجزرة جديدة في دبابات الميركافا في البياضة (8 دبابات خلال أقل من 48 ساعة) والتي شوهدت تحترق بمن فيها.
وفي إطار عمليات “حزب الله”، تم استهداف تجمع لجنود العدو في مستوطنة “ميرون” مرتين بصلية صاروخية، وتجمع آخر للجنود عند مثلث دير ميماس كفركلا. كما هاجم قاعدة “شراغا” وهي المقر الإداري لقيادة لواء غولاني شمال مدينة عكا بالصواريخ. ولفت مراسل “المنار” إلى أنه “تحت وطأة ضربات المقاومة، سحب جيش العدو آلياته من محيط منطقة الدير وتلة اللوبيا وكروم الزيتون وحصر تواجده في دير ميماس في الأطراف الشرقية”.
تزامناً، وبموازاة محاولات التوغل الإسرائيلية التي واجهت مقاومة ضارية في بلدتي الخيام والبياضة، كثّف الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته على مناطق عديدة في الضاحية الجنوبية لبيروت ودمر العديد من الأبنية المدنية. وفي الجنوب، استهدفت غارات معادية بلدات عدة وارتكبت مجازر في مدينة صور. وأفاد رئيس طبابة قضاء صور وسام غزال بارتفاع عدد الشهداء والجرحى إلى 10 شهداء و17 جريحاً نتيجة 3 غارات.
وظهراً، تعرّض حي البياض في مدينة النبطية لغارة جوية. وبعد مرور أكثر من 48 ساعة على غارة البسطة وسط بيروت، لا يزال عمال الدفاع المدني ينبشون وسط أنقاض المبنى الذي كان مكوناً من ثمانية طوابق حيث يجمعون أجساداً بلا رؤوس وأشلاء متناثرة حسب وكالة رويترز في مجزرة سقط فيها 29 شهيداً.
وذكرت القناة 12 العبرية انه في ظل مخاوف من إطلاق رشقات كثيفة من الصواريخ والمسيّرات من لبنان في الساعات الأخيرة قبل دخول وقف إطلاق النار، قررت قيادة الجبهة الداخلية تشديد توجيهات الدفاع في الشمال وإلغاء الدراسة والفعاليات الشعبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى