تحليل السياسات

احتفالات في طرابلس.. وخصوم بشار الأسد في لبنان يفرحون “لسقوط السجن الكبير ورصاصات الغدر”

كتب سعد إلياس في “القدس العربي”:

عمّت الاحتفالات مدينة طرابلس في شمال لبنان، وفي بلدة سعدنايل بالبقاع وعدد من المناطق، وأُطلقت الأعيرة النارية ابتهاجاً بسقوط نظام بشار الأسد ودخول الثوار إلى دمشق.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور الزعماء الذين اغتالهم النظام السوري أو اغتيلوا بواسطة أدواته، وفي طليعتهم الزعيم الدرزي كمال جنبلاط، والرئيس بشير الجميل، والرئيس رفيق الحريري، وقيادات 14 آذار، ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد، كما انتشرت صور البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير.

جنبلاط وضفة النهر

جاءت المواقف السياسية لتعبّر عن شعور العديد من الفئات اللبنانية بفرحتها من سقوط مَن أسمته “طاغية دمشق”. وأبرز التعليقات جاءت من الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي اشتهر بقوله إنه “ينتظر على ضفة النهر جثة عدوه”.

وقد كتب الزعيم الدرزي على منصة “إكس”: “التحية للشعب السوري بعد طول انتظار”.

 

غير أن منشور نجله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، جاء أكثر تعبيراً، حيث قال: “بعد 47 عاماً انتصرت الحرية. سقط السجن الكبير وانتصرت عذابات السوريين. سقطت رصاصات الغدر وانتصر كمال جنبلاط وشهداء لبنان وسوريا. اليوم قال شعب سوريا كلمته، فلتكن لحظة بناء سوريا الحرة الموحدة، سوريا الدولة العادلة الديمقراطية لكل أبنائها. والأمل أن تتحقق الحرية لكل طالبيها”.

 الأسدَين، من كراهية ودماء بين الشعبين اللبناني والسوري. من طرابلس التي حافظت وستحافظ على روح الوحدة بين جميع أبنائها، نهنئ الشعب السوري من القلب، وإن شاء الله سيكون لبنان السيد الحر المستقل المحرر من الوصاية والاحتلال، خير صديق لسوريا الخالية من الاستبداد.أقِف في هذا اليوم العظيم بإجلال، أمام روح كل شهيد سقط على يد النظام البائد. أقِف بإجلال، أمام أرواح شهداء طرابلس والشمال، وبيروت وزحلة والأشرفية وكل لبنان. التحية لمن اغتالتهم وصاية الأسد، الشهداء القائد كمال جنبلاط، الرئيس بشير الجميل، الشيخ صبحي الصالح، المفتي الشيخ حسن خالد، البطل خليل عكاوي (أبو عربي) والرئيس رينيه معوض”.

وختم ريفي: “أما لشهداء ثورة الاستقلال، لشهيد لبنان رفيق الحريري والمناضل جورج حاوي ورفاقهما فأقول: لترتح أنفسكم وأرواحكم في عليائها، فقد سقط واحد ممن تآمروا عليكم وعلى لبنان. الحرية لسوريا، وللبنان ولأبنائه الأمل الكبير، بمستقبلٍ واعد، نراه آتٍ حتماً. اليوم أسقطتم طاغية سوريا وقريباً إن شاء الله سنُسقِط حلفاءه طغاة لبنان”.

بدوره، كتب الأمين العام لـ”تيار المستقبل” على منصة “إكس”: “مبروك للشعب السوري الشقيق مبروك الحرية للشعب السوري الأصيل، الذي جدد ثورته ونظم صفوفه رافعا شعار الحرية، ليطوي صفحة طويلة بشعة لحكم اختار القمع والاستبداد سياسة وحيدة محولا سوريا إلى مزرعة عائلية يسودها الفساد. اليوم فتح الثوار صفحة أولى في كتاب الحرية والازدهار، ورسموا بدمائهم الزكية وتضحياتهم الكبيرة صورة جديدة لمستقبل الشعب السوري، اليوم أشرقت شمس سوريا من جديد والتحديات أمامكم كثيرة. والرهان عليكم كبير على قدر الآمال والتضحيات التي بذلها الشعب السوري لتحرير وطنه وبناء مستقبل مشرق ومزدهر وآمن، انطلاقاً من حقه في العيش بدولة طبيعية عمادها الأساسي القانون والحقوق والواجبات”. وقال: “نحن في لبنان عانينا جزءاً من معاناتكم مع من النظام البائد المستبد، واليوم كلنا أمل إلى أفضل علاقات بين لبنان وسوريا يحكمها القانون وحسن الجوار والمصالح المشتركة بعيداً عن أي تبعية أو عن أي تدخلات بشؤون الآخرين والأمل الأكبر عودة سوريا إلى موقعها الطبيعي داخل العالم العربي”.

من بشير إلى سمير

على خط “القوات اللبنانية” التي اعتقل قائدها سمير جعجع في زمن الوصاية السورية في سجن وزارة الدفاع 11 سنة لأسباب سياسية ولم يخرج إلا بعد خروج الجيش السوري من لبنان في 26 نيسان/ أبريل 2005، صدرت أولى التعليقات عن النائب غياث يزبك الذي كتب على “إكس”: “فجْر ساطع أشرق على سوريا ولبنان، بدّد ظلام طغمة الأسد الذي ظللهما منذ 1970. انتهى القتْل والموت والظلم والاعتقال والاغتيال والتدمير والتهجير والقهر، يا ثكالى زغردن، يا يتامى اشمتوا. هنيئاً لمن عاش ليرى سقوط الطاغية والعُقبى لكل الطغاة. لبعض اللبنانيين نصيحة، تلبنَنوا واتعظوا”.

وبارك النائب بيار بو عاصي للشهداء الأبطال، قائلا: “سقط نظام الأسد، نظام الإجرام والحقد على لبنان. ألف مبروك لشهدائنا الأبطال وعيونهم الغالية التي قاومت وحيدة مخارز الطغيان”.

بدوره، نشر عضو كتلة الكتائب النائب نديم الجميل صورة والده الرئيس بشير الجميل وأرفقها بتعليق “بشير حي فينا”.

أما على خط حلفاء سوريا، فساد الصمت والوجوم وغابوا عن المشهد، وتحديداً بعدما كان أمين عام “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أعلن الاستعداد للوقوف إلى جانب النظام السوري لإحباط المخطط، وتم الإعلان عن إلغاء زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى الضاحية الجنوبية التي كانت مخصصة للاطلاع على أضرار العدوان الإسرائيلي.

وعلّق رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل على التطورات السورية بالقول: “ما يحصل في سوريا يخص الشعب السوري، ونحن نأمل أن يكون لخير سوريا ولبنان وأن يؤدي لعودة سريعة للنازحين السوريين إلى بلادهم ولعلاقات إيجابية ومتوازنة مع لبنان تحفظ سيادة البلدين من دون تدخّل أي منهما بشؤون الآخر”.

عائدون إلى سوريا

على صعيد آخر، سُجّلت على معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا زحمة سيارات لنازحين سوريين راغبين في العودة إلى بلادهم إثر سقوط نظام بشار الأسد.

وعلى الرغم من إقفال المعبر يوم السبت من قبل الأمن العام تحسباً لدخول نازحين سوريين إلى لبنان، أفيد أن الأمن العام أعطى تعليماته للقيّمين على المعبر بتسهيل عبور مَن يرغب من النازحين الموجودين في لبنان للمغادرة إلى سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى