خلال الشهرَين المنصرمَين، عاش أطفال لبنان مشاعر مخيفة. وحاول الكثير من الأهالي بشتى الطرق إلهاء أطفالهم بالكثير من الأمور كاللعب والرياضة، كي لا يشعروا بهول الحرب. وعلى رغم من ذلك، الكثير من الأطفال سألوا أهلهم عن الحرب ومعناها.
لدى الأطفال الحق أن يعرفوا بما يدور من حولهم من مشاكل وصراعات. لكن يجب أن يقدّم الأهل معلومات مناسبة لعمر الطفل. لذا هذه قصة يمكن أن يسردها الأهل لأطفالهم للتخفيف من القلق بعد «صدمة الحرب».
رجع «هادي» من مدرسته متحمّساً جداً. بعد إلقاء التحية على والده ووالدته، قال لهما بكل حماس:
– طلبت منّا الآنسة «سلام» أن نحضّر رسمة من صنعنا.
– وماذا تريد أن ترسم؟ سأله والده وهو يحضّر السلطة.
فهزّ «هادي» برأسه، فهو لا يعرف ماذا يريد أن يَرسم. ثم جلس «هادي» مع والدَيه لتناول الغداء، وهو يُتمتم:
– ربما هرّة أو منولي أو ربما غابة مليئة بالأشجار. المهم أن تكون أبواب المدرسة مفتوحة.
سمعت والدة «هادي» والدها فطمأنته قائلةً له:
– طبعاً غداً لديك مدرسة. كل يوم ستذهب إلى المدرسة.
إبتسم «هادي» لأمه ثم أضاف:
– لكن منذ حوالى الأسبوعَين، كانت جميع المدارس مقفلة بسبب الحرب. وكان هناك الكثير من الأُسر ومنهم خالي وعائلته وعمّتي وأسرتها، تركوا بيوتهم.
– صحيح يا بني. الآن انتهت الحرب، الجميع رجع إلى منازلهم.
فسّرت الأم ثم أضاف الأب:
– لا تقلق أبداً، فأنت بمكان آمن ومدرستك مكان آمن. كما يجب أن نأمل ألّا تعود الحرب أبداً.
إبتسم «هادي» لوالدَيه، ثم قال لهما:
– سأرسم علم بلدي، عربوناً عن حبي اللامتناهي لكل لبنان.