وليد جنبلاط يدخل سوريا شامخاً منتصراً، محاطاً بالعمائم البيضاء الناصعة
لقد كانت اللحظة تاريخية، حيث وقف جنبلاط كما الجبل الصامد في وجه الرياح العاتية، يؤكد ما كان يعتقده الكثيرون أنه مجرد خيال.
“سيبقى فينا وننتصر…” هذه الكلمات، التي خرجت من فم رجل شهد الفصول المظلمة للأحداث وتنبأ بمصيرٍ معقد، تجد اليوم صدًى في واقع الثورة السورية التي ألهمت الأحرار وأيقظت العقول.
ومرّت الأيام والسنون، وها نحن نشهد بأم أعيننا جثث النظام السوري وهي تمرّ أمام وليد جنبلاط الذي انتظر واثقاً على ضفة النهر، فإذا بها تطفو أمام عينيه وتذهب دون رجعة.
من منا كان يحلم بأن تتحقق نبوءة وليد جنبلاط بانهيار هذا النظام سوى هو نفسه؟ كان قد أدرك، منذ زمن طويل، أن جدران القمع والظلم مهما عظمت ستسقط أمام إرادة الشعوب.
وها هي الأيام تسحب الستار عن دراما مأساوية اختلطت فيها الدماء بالأمل، فكان النظام السوري في حالة احتضار، حيث مرّ مئات الآلاف من الأبطال على درب الثورة ليعلنوا نهاية عهد الظلم.
أما اليوم، فنرى جنبلاط يدخل سوريا برفقة سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين، الشيخ سامي أبي المنى، وكأنما هو دخول الفاتحين إلى دمشق، ولكن ليس بالسيوف، بل بالكلمات التي تحمل في طياتها تهنئة للشعب السوري على انتصاره على جلاده، بنهضة حلموا بها طويلاً.
كانت كلمة سماحة الشيخ أبي المنى خير تأكيد على صحة الخيار، ودعوة للم الشمل والنهوض. لم تكن مجرد كلمة، بل كانت رسالة استراتيجية تُظهر الرؤية العميقة للأوضاع وللتحديات المقبلة. كلمة نبيلة تمثل أفقاً جديداً، لمّ الشمل بين الشعبين اللبناني والسوري، وتبعث الأمل في النفوس بأن المستقبل قد يأتي محملاً بالفرص.
وهكذا كان كلام الزعيم وليد جنبلاط الذي وضع الإصبع على الجرح وحدد مكامن الخلل في العلاقات ودعا الى اصلاحها.
لقد تمثلت الارادة التوحيدية الوطنية خير تمثيل بالقيادة السياسية الحكيمة للقائد والزعيم وليد بك جنبلاط، وبصاحب العقل الديني الراجح الوفي سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سماحة الشيخ الدكتور سامي ابي المنى، واصحاب القامات المعروفية الاصيلة.
ختاماً، أتوجه بأحر التهاني والتبريكات إلى جميع المراجع الدينية في السويداء، وأخص بالذكر روح شهيد الكرامة الشيخ وحيد البلعوس وكل شهداء الكرامة الذين ضحوا بأرواحهم في مواجهة الظلم والاستبداد والطغيان. تحت قيادة سماحة شيخ العقل الشيخ حكمت الهجري، الذي كان وما زال رمزًا للحكمة والشجاعة، فلقد جسدت السويداء أروع صور الصمود في مواجهة الظلم، وكانت مواقف رجالها البطولية أمانة عظيمة في أعناقنا، نستلهم منها القوة للحفاظ على كرامتنا ودفاعنا عن الحق والعدالة.
كذلك نتوجه بالتهنئة للأخوة السوريين جميعاً على انتصار ثورتهم، والتخلص من الاستبداد والظلم. نبارك لهم ولعائلاتهم، وقد أصبح الأفق اليوم مفتوحاً لمستقبل زاهر، يتناغم فيه البناء الوطني مع الوحدة السورية. نسأل الله أن يمنحهم القوة لمواصلة طريق النهوض وأن يحققوا وطناً سورياً موحداً، حرّاً، قوياً.
الشيخ راجح عبدالخالق
مجدلبعنا: ٢٢/١٢/٢٠٢٤