السيدة الأولىتحليل السياسات

تسونامي نيابي يسمّي نواف سلام رئيساً للحكومة بـ84 صوتاً

سعد الياس_ “القدس العربي”:

حُسمت نتيجة الاستشارات النيابية الملزمة، التي أجراها الرئيس اللبناني العماد جوزف عون، لتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة قبل انتهائها، بعد تسجيل مفاجآت عديدة في مواقف العديد من الكتل النيابية، التي كانت تتجه إلى تأييد الرئيس نجيب ميقاتي لترؤس الحكومة مجدداً، وفي طليعتها “تكتل الاعتدال الوطني” و”كتلة التوافق الوطني” ذي الأغلبية السنية من شمال لبنان، فيما بيضة القبان التي مثّلها “اللقاء الديموقراطي” برئاسة النائب تيمور جنبلاط وتكتل “لبنان القوي” برئاسة النائب جبران باسيل صبّت أصواتها لصالح رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام. وأفيد بأن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط اتصل بالرئيس ميقاتي وقال له “بعتذر منك مش مساقبة هالمرة” وذلك إثر إصرار نجله تيمور على اختيار وجه جديد في المرحلة المقبلة.

 

وفوجىء الكثير من اللبنانيين بهذا التحوّل نحو نواف سلام، الذي كان غادر بيروت مساء الأحد لعدم تيقّنه من هذا الكم من الأصوات التي ستسميه، وهو سيعود من لاهاي إلى العاصمة اللبنانية ليلاً على أن يصل صباح الثلاثاء بعدما رفض العودة بطائرة خاصة.

 

وقد نال القاضي نواف سلام 84 صوتاً في مقابل 9 أصوات للرئيس نجيب ميقاتي، فيما إختار 35 نائباً عدم التسمية، بينهم 30 نائباً يمثلون الثنائي الشيعي. وتلا المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير بياناً باسم الرئاسة أعلن فيه أنه “بعد التشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وبعد إطلاعه على نتيجة الاستشارات تم تكليف القاضي نواف سلام بتشكيل الحكومة وتم استدعاؤه علماً أنه موجود خارج البلاد”.

بيان ميقاتي

وفور إعلان التكليف، أجرى ميقاتي اتصالاً بسلام وتمنى له التوفيق بتشكيل حكومة تتلاقى مع المبادئ والأسس التي حددها رئيس الجمهورية في خطاب القسم وتواكب تطلعات اللبنانيين التواقين إلى استكمال مسيرة بناء الدولة وتعزيز سلطتها على كل الأراضي اللبنانية”. وبعدما شكر النواب الذين سمّوه أو كانوا أبدوا رغبة بتسميته مقدراً ثقتهم وكذلك الذين امتنعوا عن تسميته، قال “عملت حكومتنا في فترة قياسية على القيام بالمعالجات الطارئة ووضعت الأسس الفعلية لعملية معالجة تداعيات العدوان”. وختم “كان قدري أن أقود هذا الوطن في أصعب أوقاته عندما تردد الكثيرون عن تحمل المسؤولية واعتمدت في رئاسة الحكومة نهج الوسطية طوال حياتي السياسية لقناعتي التامة بأن هذا البلد لا يُحكَم إلا بالاعتدال والتوافق بعيداً عن الإقصاء والتشفي، وكلي أمل أن تكون المرحلة الجديدة انقاذية بكل معنى الكلمة وأن تحمل للبنانيين الخير والسلام وراحة البال”.

 

أما رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري فبارك لسلام، وكتب “إنها فرصة إضافية تتكامل مع انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً وأملنا كبير أن تنضوي كافة القوى تحت سقف الشرعية المعنية بحماية الجميع وحفظ الكرامات والتوقف عن سياسات الكسر والكيدية والاستقواء ليستكمل عقد المؤسسات الدستورية”.

 

انسحاب مرشح المعارضة

 الخارج واحد على واحد ويأتي الرئيس ميقاتي على أساس واحد ونصف على اثنين، فخاضوها معركة سياسية عنوانها: اثنان صفر في ظل وضع الجنوب. انا أقول صراحة إن الرئيس ميقاتي لا يعجبني في عمله في الدولة ولم أعطه الثقة المرة السابقة لأن طريقته تقليدية، إنما أعترف له في الحق والعدل أنه أدار البلد في السنتين الماضيتين في أصعب الظروف والأزمات سواء في الجنوب أو في الداخل وفي عز النزاعات والصراعات والفراغ الرئاسي. ولذلك، قلت للرئيس إن موقفي بالنسبة للتسمية: اذا تساوت الأصوات بين الرئيس ميقاتي وبين القاضي نواف سلام سيكون صوتي للرئيس ميقاتي، وإن لم تتساو فصوتي لن يكون لأحد لأنه إذا أخذ أقل أو أكثر فلن ينفعه صوتي”.

النائب أديب عبد المسيح قال “أنا ضد القول إننا في فترة انتقالية، فهذه فترة تأسيسية مع عهد جديد. كنت سأسمي النائب فؤاد مخزومي ولكنه انسحب، وأنا أوجه له تحية كبيرة لأن قرار انسحابه هو قرار وطني، وسيادي وإنقاذي وإصلاحي. وبما أنه انسحب لمصلحة القاضي نواف سلام فأنا من الطبيعي أن اتماشى مع قرار المعارضة وقرار الجو السيادي في البلد، وأن اسمي القاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة”.

-النائب جان طالوزيان تمنى للبنانيين “عهداً جديداً كله نجاح، فتعود الحياة للبنان كما عادت إلى القصر الجمهوري.” وقال “كنت أود في بداية هذا العهد ان أجيِّر صوتي إلى رئيس الجمهورية نظراً للاندفاعة الداخلية والخارجية التي اوصلتنا إلى هذا العهد، إنما قد يعتبر البعض ان هذا الامر غير دستوري كما حصل اثناء عهد الرئيس لحود، ومن الأسماء المطروحة، انا فضلت نجيب ميقاتي”.

-النائب عبد الرحمن البزري رأى أنه “من واجبنا جميعاً العمل على تشكيل اول حكومة للعهد تكون متناسقة مع هذه الأغلبية التي أوصلت فخامته إلى سدة الرئاسة، وقد سميت الرئيس نجيب ميقاتي”.

-النائب أسامة سعد الذي قال: “بفرح ظاهر استقبل اللبنانيون انتخاب رئيس لجمهوريتهم. تحدث خطاب القسم بلغة اللبنانيين جميعاً، صاغ اوجاعهم ومخاوفهم وخيباتهم، وحلّق مع تطلعاتهم وآمالهم. كأننا امام زمن افل وزمن آخر لم يولد ولم نستبين بعد ملامحه وانحيازاته ومآلاته.” أضاف: “هو تحد أمام الرئيس وأمام اللبنانيين، أن يكسروا قواعد بالية ارتكزت عليها الحياة السياسية لزمن طويل وكانت أثمانها باهظة. لكل ما ذكرت أسمّي الدكتور نواف سلام، رئيساً لحكومة لبنان”.

-النائب جهاد الصمد أقدم على تسمية ميقاتي يقيناً منه أنه “حافظ على استمرارية الشرعية اللبنانية وأمّن التواصل بينها وبين المجتمع الدولي”.

-النائب ميشال ضاهر قال “اشتقنا لزيارة القصر الجمهوري، بعد فراغ قرابة السنتين ونصف. ونحن نفرح بزيارته بوجود فخامة الرئيس القائد جوزيف عون. لدي الكثير من الأصدقاء، لكنني اخترت نواف سلام، مع الأمل الا يكون ذلك مناقضاً للعيش المشترك، وان تكون كافة مكونات البلد إلى جانبه إذا وصل. وأي رئيس حكومة يصل، سواء كان نواف سلام او الرئيس ميقاتي، فنحن إلى جانبه لإنقاذ هذا البلد”.

-النائب بلال الحشيمي أوضح أنه “كان يدعم ترشيح الأستاذ فؤاد مخزومي لرئاسة الحكومة، لما يتمتع به من كفاءة اقتصادية وإدارية وشبكة علاقات قوية تخدم لبنان. وبرغم ثبات 31 صوتًا داعمًا له، اتفق الجميع على اختيار مرشح آخر. ومع ذلك، فإنني أرى أن استمرارية دولة الرئيس نجيب ميقاتي في هذه المرحلة الحساسة توفر الضمانة اللازمة لتحقيق الاستقرار واستكمال الملفات العالقة”.

-النائب شربل مسعد رأى بنواف سلام “بارقة امل على الأخص انه إصلاحي، وخارج الاصطفافات الحزبية والطائفية، ومواقفه في المحافل الدولية تشرِّف لبنان”.

-النائب غسان سكاف أكد أنه “تماشياً مع الأجواء الداخلية والعربية والدولية الي أدت إلى انتخاب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية اودعت الاسم في عهدة الرئيس ما يؤمن نجاح عهده وسميت الرئيس ميقاتي”.

-النائب حيدر ناصر سمّى ميقاتي “لقيادة المرحلة الإنتقالية لما فيه خير المصلحة العامة”.

-النائب عبد الكريم كبارة سمّى ايضاً ميقاتي خصوصاً انه أثبت قدرته على إدارة لبنان في مراحل مفصلية واساسية منذ عام 2005 وحتى اليوم”.

-النائبة بولا يعقوبيان قالت: “لدينا اليوم أمل كبير للغاية من خلال وصول رئيس للجمهورية من قماشة مختلفة إلى قصر بعبدا. ما اسمعه منذ الصباح من توازنات وغير توازنات، ما هذا الكلام؟ أين التوازنات بين الخير والشر، بين الأبيض والأسود؟”. وأضافت “إذا لم نصل إلى تسمية نواف سلام، فعلى الأقل، على اللبناني الذي يعتبر نفسه مسيساً وواعياً ان يتطلع إلى نواب منطقته الذين صوتوا لهم وكيف صوتوا. وليمتنع عن ذبح صوته مرة جديدة في صندوق الإقتراع. طبعاً ان صوتي لنواف سلام، لأن صوتي للبنان. ولا لشيء آخر.”

-النائب إبراهيم منيمنة اعتبر “أن مسؤوليتنا اليوم ان نعود إلى اللعبة الديموقراطية”، وقال “كنا قد اعلنا ترشحنا لرئاسة الحكومة تماهياً مع خطاب القسم وعلى معايير كنا وضعناها لنفسنا، ولقد آثرنا من بعد نقاش مع جمهورنا وفريقنا أن ننسحب لصالح القاضي نواف سلام لنؤمّن اكبر قدر ممكن من الاصوات والاجماع والتوافق كي نتمكن من ان نصل إلى ترجمة العناوين السياسية”.

ولد في بيروت في 15 كانون الأول 1953 من عائلة سياسية معروفة، والده عبدالله سلام أحد مؤسسي “شركة طيران الشرق الأوسط”، ومثّل العائلة في مجلس إدارتها ما بين 1956 و1983.

ثابر على الدفاع عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني بما فيها حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

والسفير سلام متزوج من الصحافية سحر بعاصيري، سفيرة لبنان لدى اليونسكو، وله ولدان عبد الله ومروان.

عمه هو صائب سلام، ترأس الحكومة اللبنانية 4 مرات في الفترة ما بين 1952 و1973، وترأس ابن عمه تمام سلام الحكومة في الفترة 2014 و2016.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى