
كتبت الطالبة بترا عبد الخالق سنة أولى في كلية الإعلام : في ظل السجال الذي اندلع داخل مجلس النواب اللبناني بين النائبين بولا يعقوبيان وسليم عون، وما أعقبه من تداول واسع لمقاطع فيديو تُظهر العبارات الذكورية التي وجهها النائب عون، برزت تساؤلات جوهرية حول تأثير الذكورية السياسية على النساء، لا سيما الطموحات لدخول المجال العام.
تصريحات بولا يعقوبيان عقب الجلسة كانت بمثابة رسالة حاسمة للنساء، قائلة: “في كل بنت صغيرة عم تحضرني اليوم وبتفكر السياسة مكان خطر للنساء، بدي قلا لا هودي زبالة، بتطحشي على السياسة وبتكلفي وبتخلي رأسك مرفوع، هني بوطوا راسن.” كلماتها تحمل معاني الإصرار والتحدي، مؤكدة أن العقبات ليست إلا امتحانات للإرادة والعزيمة.
هل الذكورية السياسية تمثل عائقًا؟
نعم، الذكورية السياسية لا تزال تحديًا كبيرًا في المجتمعات التي تسودها الذهنيات التقليدية، حيث يُنظر للنساء في العمل السياسي بعين الشك والانتقاد. ولكن، مع وجود شخصيات مثل بولا يعقوبيان، التي تمثل نموذجًا للمرأة الناجحة والمثابرة، تتغير هذه الصورة تدريجيًا. يعقوبيان، الإعلامية التي خاضت غمار السياسة بشجاعة، أثبتت أن المرأة قادرة على المواجهة، حتى في أصعب المواقف.
مسيرة بولا يعقوبيان ليست فقط قصة نجاح في الإعلام والسياسة، بل هي شهادة على قدرة المرأة على تحقيق التغيير. من عملها الإعلامي المتميز، حيث أجرت مقابلات مع كبار السياسيين، إلى نشاطها الاجتماعي من خلال مبادرات كـ”حملة دفى”، التي دعمت آلاف العائلات اللبنانية، وصولًا إلى مشاركتها الفاعلة في الثورة اللبنانية بشعار “كلن يعني كلن”. يعقوبيان ليست مجرد سياسية، بل رمز للنضال ضد الفساد ومواجهة الذكورية المتجذرة.
بالنسبة لطالبة إعلام، قد يبدو الطريق مملوءًا بالتحديات، ولكن قصص النجاح مثل بولا يعقوبيان تؤكد أن النساء قادرات على كسر القيود المجتمعية. الذكورية السياسية قد تكون عائقًا، لكنها ليست حاجزًا لا يمكن تجاوزه. الأمر يعتمد على الإيمان بالقدرات والتمسك بالمبادئ.