تحليل السياسات

البرلمان اللبناني يبدأ اليوم مناقشة البيان الوزاري… وعون يتوجه الأحد إلى السعودية في أولى جولاته الخارجية

سعد الياس «القدس العربي»:

يبدأ مجلس النواب اللبناني اليوم جلسة مناقشة البيان الوزاري للحكومة برئاسة نواف سلام على مدى يومين حيث سجّل حوالى 60 نائباً أسماءهم لإلقاء مداخلاتهم بعد تلاوة البيان من قبل الرئيس سلام، على أن تنتهي الجلسة مساء الاربعاء بالتصويت على ثقة وازنة ستنالها الحكومة من قبل معظم الكتل النيابية باستثناء «التيار الوطني الحر» وبعض النواب المستقلين الذين عبّروا عن امتعاضهم من عدم الوقوف على رأيهم في موضوع التوزير. أما «تكتل الاعتدال الوطني» الذي يضم النواب: سجيع عطية، أحمد الخير، أحمد رستم، وليد البعريني، محمد سليمان وعبد العزيز الصمد الذي كان لوّح بحجب الثقة لعدم توزير شخصية من منطقة عكار، فقد أعاد النظر في موقفه بعدما أدرجت الحكومة في بيانها الوزاري موضوع تأهيل مطار القليعات. وقد زار وفد من التكتل رئيس الحكومة، وقال البعريني بعد اللقاء: «من الطبيعي ان نلتقي الرئيس سلام لعرض موضوع البيان الوزاري وأجرينا دراسة معمقة حوله، حرصاً منا على نجاح الحكومة واستمرار العمل المؤسساتي وان نكون يداً واحدة لانجاح العهد والحكومة».

ملف مطار القليعات

وأكد «أن ملف مطار القليعات كان من أبرز المواضيع التي بحثناها وكيفية تنفيذه والآلية التي ستتبع، وستكون هناك لجنة برئاسة الرئيس سلام لمتابعة الموضوع كما سيتم تكليف شخصية من قبله لمتابعة ملف المطار وغيره من المشاريع، المتعلقة بالمياه والكهرباء خصوصاً وان هناك وعوداً بحصول لبنان على مساعدات من صناديق عربية ودولية في المرحلة المقبلة، بحيث يتم إنماء المناطق التي حرمت من التمثيل الوزاري من خلال اقامة المشاريع الانمائية فيها».
وأضاف: «هدفنا ليس التوزير وسنكون إلى جانب العهد والحكومة لكي نستطيع إنماء مناطقنا من كل النواحي، وبمجرد إدراج مطار القليعات في البيان الوزاري يعتبر اشارة مهمة لأبناء المنطقة، وقد ترك هذا الامر ارتياحاً لدى المجتمع العكاري، وكلنا أمل بتطبيق مشروع المطار بشكل عملي، لأن من شأنه تأمين ألفي وظيفة، وسيكون له انعكاس إيجابي على كل لبنان وعلى سوريا ايضاً، ونعتبره حالة إنقاذية للبلد، فالنوايا ايجابية وقد خرجنا بأجواء تفاؤلية».

تشييع هاشم صفي الدين في بلدته في جنوب لبنان… وممثل خامنئي: المقاومة ستنتصر

كذلك، فإن النائب بلال الحشيمي أكد وقوفه إلى جانب الحكومة، وأعلن «تأييد القرارات التي اتخذتها ولا سيما بالنسبة للمواضيع المتعلقة بأمن المطار، والحدود اللبنانية السورية، فهذه الامور تبشّر بأن العجلة بدأت تسير لوضع الأسس لاستعادة مسيرة وسيادة الدولة». أما عضو «التيار الوطني الحر» النائب سليم عون فأوضح «ان التيار يتجه نحو حجب الثقة عن الحكومة» لافتاً إلى «أن النصوص جيدة لكن التجربة مع الرئيس نواف سلام في التأليف لم تكن مبشرة».

المداخلات النيابية

ومن المتوقع أن تتركز المداخلات النيابية على الحرب الإسرائيلية الاخيرة والتفسيرات لتطبيق القرار 1701 جنوب وشمال نهر الليطاني ومصير سلاح «حزب الله» وما يرتبط بإعادة الاعمار وما حصل من اشكالات على طريق مطار بيروت أخيراً والإصلاحات الاقتصادية والمالية المرجوة إضافة إلى ما ينتظر لبنان في المرحلة المقبلة.
وفي هذا الإطار، تحدثت المنسقة الخاصة وممثلة الامين العام للامم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت عن «دور الامم المتحدة في لبنان» وعن مآل القرار 1701 على مدى 18 عاماً، والحرب الاخيرة التي شهدها جنوب لبنان وقضايا مهمة مثل ترسيم الحدود والسلاح في لبنان. وقالت: «يجب أن يبدأ التنفيذ الفعلي للقرار 1701 الآن على جانبي الخط الأزرق، وما وراء ضفتي نهر الليطاني» مشيرة إلى أنه «في لبنان تحديدًا، تتوفر جميع العناصر اللازمة لتحقيق ذلك، بما في ذلك الالتزام بضمان عدم عودة النزاع، لكن نجاح هذه العملية يعتمد على شموليتها، حيث لكل طرف دور أساسي يؤديه».

رسالة عون

ومن المقرر بعد نيل الحكومة الثقة أن يبدأ رئيس الجمهورية العماد جوزف عون جولاته الخارجية بدءاً بالمملكة العربية السعودية التي سيتوجه إليها يوم الاحد المقبل يرافقه وزير الخارجية يوسف رجي، على أن ينتقل بعدها إلى مصر للمشاركة في القمة العربية الطارئة بشأن فلسطين. وكان الموقف الذي أدلى به الرئيس جوزف عون امام رئيس مجلس الشورى الايراني محمد علي قاليباف ووزير الخارجية الايراني عباس عراقجي لقي متابعة لافتة في بيروت وخصوصاً تشديده على أن لبنان تعب من حروب الآخرين على أرضه ورفضه التدخل بالشأن اللبناني مستشهداً بالمادة التاسعة من الدستور الإيراني التي تنص على عدم تدخل أي دولة بشؤون إيران الداخلية ليوصل رسالة واضحة بضرورة تطبيق هذا الأمر على البلدان الصديقة ومن ضمنها لبنان. إلى ذلك، أكد الرئيس عون عزمه «على تطبيق ما ورد في خطاب القسم الذي عكس معاناة الشعب وطموحه ومتطلباته للعيش عيشة كريمة». وخلال لقائه وفداً من الرهبانية اللبنانية المارونية برئاسة الاباتي هادي محفوظ إستشهد بقول للسيد المسيح «جئت لأخدُم لا لأخدَم» مشيراً إلى انه «أتى ليكون في خدمة شعبه» داعياً «الجميع إلى التكاتف والتوحد لتحقيق الأهداف». وشدد على «أهمية وضرورة الحفاظ على الايمان بلبنان وعدم فقدان الرجاء والامل، لأن الايمان أساسي لنجاح أي قضية، وهو الذي سيضمن بقاء لبنان على الرغم من كل الصعوبات والتحديات التي تواجهه».
وبعد يوم واحد على تشييع أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله ودفنه في مرقد على طريق مطار بيروت، شيّع «حزب الله» وبيئته الحاضنة خلف نصرالله إبن خالته السيد هاشم صفي الدين في بلدته دير قانون النهر بحضور ومشاركة قيادة الحزب وعلماء دين من مختلف المذاهب وشخصيات سياسية واجتماعية محلية وإقليمية، وحشد من أبناء الجنوب.

تشييع صفي الدين في الجنوب

ووصل نعش صفي الدين إلى بلدته دير قانون النهر في قضاء صور، وسجي في حسينية البلدة، حيث تقبلت قيادة «حزب الله» وعائلته التعازي والتبريكات باستشهاده، لتبدأ بعدها مراسم التشييع التي تخللها عرض كشفي وانتظم المشاركون في مسيرة حاشدة يتقدمها حملة الرايات، والفرق الكشفية الموسيقية، وحملة النعش بعد كلمة لممثل الامام علي خامنئي الشيخ محمد حسن أختري الذي نقل تعازي القيادة الايرانية، وقال «الجمهورية الإسلامية حكومة وشعبًا ومقاومة وقفت وستقف إلى جانب لبنان والمقاومة وهذا هو طريقنا إلى الله» مؤكداً «أن المقاومة ستنتصر وهذا وعد إلهي».

وجابت مسيرة التشييع شوارع بلدة دير قانون، على وقع «سلام على السيد الهاشمي» و«يا شهيد الأمة يا صفي الدين».
وردّد المشيعون نداءات: «لبيك يا حسين» و«هيهات منا الذلة» و«يا الله يا الله احفظ لنا نهج نصر الله» كما رددوا هتافات «الموت لإسرائيل» و«الموت لأمريكا».
وكانت الحشود البشرية الضخمة في المدينة الرياضية ومحيطها شكلت رسالة من «حزب الله» على تمتعه بقوة شعبية رغم كل ما أصابه فيما الشيخ نعيم قاسم تحدث عن الانضواء ضمن ورشة إعادة بناء الدولة والتزام الطائف، لكنه أكد في الوقت ذاته على الحق في المقاومة.
وقال رئيس مجلس الشورى الإيراني محمّد باقر قاليباف بعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري إن «هذه المراسم شكلت نقطة تحول أظهرت عظمة جبهة المقاومة ومقاومة الشعب اللبناني وتمسكه بـ«حزب الله»». ونفذت إسرائيل منذ صباح الأحد أكثر من عشر غارات على جنوب لبنان وشرقه، وفق ما نشرت الوكالة الوطنية للإعلام تباعاً. وقالت إسرائيل انها استهدفت «منصات صواريخ» شكلت «تهديداً وشيكاً للمدنيين الإسرائيليين». وأعرب الباحث سام هيلر من مركز «سنتشوري إنترناشونال» ل»فرانس برس» عن اعتقاده بأن حزب الله أراد من خلال حشد مناصريه أن «يبرهن أنه ما زال قوة اجتماعية وسياسية رئيسية، على الرغم من النكسات التي مني بها» مؤخراً. وقال إن الحزب يريد كذلك أن «يطمئن مناصريه الى أن الحزب ومجتمعه سيستمران، حتى بعد خسارة» قادته.
بينما أكد الرئيس اللبناني جوزف عون الأحد أن «لبنان تعب من حروب الآخرين على أرضه» خلال استقباله وفداً إيرانياً رسمياً ضمّ قاليباف، زار بيروت للمشاركة في تشييع الأمين العام السابق لـ«حزب الله» حسن نصر الله.
واكتسب نصر الله مكانة بارزة عربيا إثر انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000، إلا أن شعبيته تراجعت بعد انخراط حزبه في النزاع السوري إلى جانب حليفه بشار الأسد. وهيمن التنظيم الموالي لإيران على الحياة السياسية في لبنان لأعوام، ولكن يستمر الانقسام حول دوره إذ يعتبر جزء من اللبنانيين أنه «دولة داخل الدولة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى