
لأكثر من عقد و نيَّف وشبابنا في سجون الظلم و المنفى و العذاب، ذقنا كلّ أنواع التنكيل والقتل والتهجير ،فقدنا أحبتنا و عوائلنا وقفنا في وجه الظلم ولم نكن نملك إلا صدورنا العارية و أصواتنا الصادحة بالحق ،وقف معنا البعض و خذلنا كثيرون إلا الله سبحانه و تعالى كان معنا و نصرنا على الطغاة الظالمين … لم نرضى الظلم يوماً لغيرنا بل كنا أصحاب رسالة إنسانية تعلمناها من أخلاق ديننا و تربيتنا . فكانت ثورتنا من أرقى الثورات و أطولها وأعدلها في العصر الحديث إلى أن كتب الله لنا النصر بحمده لا بحمد غيره .
فلا يجوز لنا أن تأخذنا نشوةَ التحرير و نحوّل انتصارنا إلى هزيمة أخلاقية لا تليق بمبادئ ثورتنا. كل جريمة قتل للأبرياء هي وصمة عار نستنكرها وننكر فاعلها ونطالب بمحاكمته .أخوتنا في الوطن من كل أطيافه و طوائفه لهم ما لنا و عليهم ما علينا و حكومتنا مسؤولة عن أمورهم و جيشنا مسؤول عن حمايتهم أما العابثون بأمن سوريا فلهم أشد العقاب ولن نعود خطوةً الى الوراء .
أوقفوا سفك الدماء ،احضنوا اخوتكم في الوطن و دافعوا عنهم أنتم القادرون اليوم و القادر مسؤول فلا يَظلم المظلوم و إن حكم .
أخلاقنا ،ديننا ،مبادئنا،ثورتنا،هويّتنا،أرضنا …
جميعها وأكثر أمانة في رقابنا خيارنا الوحيد هو أن نحافظ عليها لنبني سوريا الوطن الحلم سوريا لكلّ السوريين .