
وكانت وزارة الصحة اللبنانية، أعلنت الأحد، مقتل عسكري لبناني وإصابة شخصين آخرين، أحدهما في حالة «حرجة» جراء اعتداءات إسرائيلية على بلدة كفركلا (جنوب). وجاء ذلك في بيان للوزارة نقلته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
وأفادت بأن «اعتداءات العدو الإسرائيلي على المواطنين في بلدة كفركلا أدت إلى استشهاد عسكري وإصابة شخصين آخرين بجروح، أحدهما في حالة حرجة».
تزامن هذا الحدث مع تأكيد أمين عام «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم «أن المقاومة باقية ومستمرة، وهي وشعبها لن يسمحا للإسرائيلي بالبقاء في المناطق التي لا يزال يحتلها».
وتوجّه في حديث تلفزيوني للبعض في الداخل بالقول: «لن نوقف المقاومة مهما فعلتم» مشيراً إلى «أن صبرنا ليس هزيمة، بل هو بقرار، وثوابتنا مستمرة وحضورنا قائم، ولن نسمح بترسيخ المعادلات الجديدة بطريقة إسرائيلية». وأضاف «نحن نعطي الدولة الفرصة في العمل السياسي لكي نثبت للعالم كله أن إسرائيل لا تنسحب بالسياسة، بل بالمقاومة» متوجهاً إلى جمهور المقاومة بالقول: «اطمئنوا، قيادتكم ومقاومتكم والمقاومون موجودون وقادرون على التصرف في الوقت المناسب».
ولفت إلى أنه «لا توجد بنود سرية في اتفاق وقف إطلاق النار، ولا بنود تحت الطاولة. وهذا الاتفاق وردت فيه عبارة جنوب الليطاني خمس مرات، وهو جزء من القرار 1701.
قوات العدو تخطف جندياً لبنانياً بلباس مدني بعد إصابته بتمشيط في كفرشوبا
ولا علاقة لنا بأي اتفاق جانبي بين أمريكا وإسرائيل» معتبراً أن «ما حصل فيه إعلان انتصار، وغير فارقة معي ما يقوله الآخرون، يقولون: لم تنتصروا! ستين سنة عليكم تقولون انتصرنا أو لم ننتصر؟! نحن لا ننتظر أن تقولوا لنا انتصرنا أو لم ننتصر، نحن المهم ما الذي نشعر به».
رسالة التشييع
وعن تشييع أميني «الحزب» حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، قال «هم يحسبون التشييع رسالة، فليحسبوه، سيحسبون الكثير من الرسائل، لأن كل موقف لدينا رسالة. أثناء معركة «أولي البأس» كل محطة كانت رسالة». وأوضح «نحن عندما نقول إن المقاومة مستمرة، ماذا يعني مستمرة؟ بالكتب!؟ مستمرة في الميدان. وعندما شارك عناصر وحدة الرضوان في التشييع، ما الرسالة من هذا المشهد؟ أنه نحن هنا، وليس معناه أننا غائبون».
ووجّه قاسم انتقاداً لوزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، ورأى أنه «هو من يُعطي الذريعة لإسرائيل، وكلامه لا يليق بمسؤول لبناني وكان عليه أن يتحدث عن الخروقات الإسرائيلية، فهناك 2000 خرق إسرائيلي حتى الآن» لافتاً إلى «أن الهجمة السياسية علينا من قبل أمريكا وإسرائيل وبعض الأدوات في المنطقة ولبنان، كبيرة جداً».
وعن حصرية السلاح، قال «نحن نقول أيضاً بحصرية السلاح لقوى الأمن الداخلي والجيش لضبط الأمن في لبنان وللدفاع، ولسنا ضد أن يكونوا مسؤولين، ونرفض منطق الميليشيات وأن يشارك أحد الدولة في حماية أمنها، لكننا مقاومة ضد العدو الإسرائيلي، وكمقاومة نعتبر أن إسرائيل خطر بكل المعايير، ومن حق المقاومة أن تستمر».
رد «القوات اللبنانية»
وقد لقي موقف أمين عام «حزب الله» ردوداً من الداخل أبرزها لحزب «القوات اللبنانية» الذي أصدرت دائرته الإعلامية بياناً جاء فيه: «يصرّ أمين عام «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم على التأكيد في كل إطلالة له أن مشروعه الخارجي الخاص الذي دمّر لبنان يتقدم على مشروع الدولة الذي يشكل المشترك بين اللبنانيين وضمانتهم الوحيدة للاستقرار والأمن والسيادة، ومن المؤسف أن هذا الفريق لم يتعلم ولم يتعّظ وما زال يصرّ على المنطق نفسه برغم المآسي والكوارث والموت والخراب، فضلاعن توقيعه اتفاق وقف إطلاق النار الذي يقضي بتفكيك بنيته العسكرية التي وَجَبَ تفكيكها منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي».
وقالت «طالعنا الشيخ نعيم، بإطلالة صبّ كل غضبه فيها على وزير خارجية لبنان جو رجي لا لسبب إلا لأنه قال الحقيقة التي سمعها ويسمعها كل مسؤول من عواصم القرار ومفادها أن لا إعمار سوى في ظل دولة تُمسك وحدها بقرار الحرب، وتحتكر السلاح، وتبسط سيادتها على الأراضي اللبناني كلها، والشيخ نعيم يدرك أن مسؤولية إعادة الإعمار مسؤولية دولية باعتبار أن الدمار الذي خلفته «حرب الإسناد» التي أعلنها حزبه تتجاوز قدرة الدولة اللبنانية، فيما المجتمع الدولي لا يريد أن يعمِّر من أجل أن يدمِّر الحزب مجددًا، وفضلاً عن أن مصلحة اللبنانيين العليا تستدعي قيام دولة فعلية بعد تجارب الخروج عن الدولة التي كلفت اللبنانيين الكثير، والدولة ليست لفريق من اللبنانيين، إنما للشعب اللبناني كله».
وأضافت «القوات» في بيانها «من يعطي الذريعة لإسرائيل ليس وزير الخارجية ولا الدولة اللبنانية، إنما مَن يتمسك بسلاحه، ويتولى توزيع الأدوار بينه وبين إسرائيل، فليس وزير الخارجية مَن أعلن حرب الإسناد، وليس وزير الخارجية مَن دعا إلى احتلال الجليل، وليس وزير الخارجية مَن صرّح بانها أوهن مِن بيت العنكبوت، ولا هو الذي ورّط لبنان بحرب أدت إلى الاحتلال الإسرائيلي.
ولا نستغرب، شيخ نعيم، استهجانكم لمواقف وزير الخارجية لأنكم تعودتم على وزراء يتحدثون بلغة غير مفهومة في أفضل حال، وخشبية بأسوأ الأحوال، فجاء مَن يسمي الأشياء بأسمائها حرصاً على اللبنانيين ولبنان، ولاسيما أن شعبنا لم يعد يتحمل المزيد مِن الحروب التي تشنّ لاعتبارات إقليمية، ومِن دون علم الدولة، وعلى حسابها». وختمت «حان وقت العودة إلى الدستور والدولة والقرارات الدولية، فالمشاريع الخاصة دمرت لبنان، ولا خلاص لهذا البلد وشعبه سوى بمشروع الدولة».
«سيدة الجبل»
وطلب «لقاء سيدة الجبل» من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ومجلس النواب مجتمعاً، «ممارسة أقصى درجات الضغط الدبلوماسي للانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية كافةً والضغط كذلك على «حزب الله» لتنفيذ 1701 بكامل بنوده في كل لبنان لأن التقصير أو القصور من قبل الجميع يعني ضياع لبنان». وحذّر «اللقاء» في بيان «من تنكّر «حزب الله» لهزيمته ومحاولة الالتفاف عليها من خلال التمنع عن تسليم سلاحه غير الشرعي للدولة وفقا للدستور وقرارات الشرعيّة الدولية ظناً منه ان الوقت لمصلحته» معتبراً «أن الحزب يضع ناسه وجميع اللبنانيين مرة إضافية في أوضاع خطيرة، لأن عدم تسليم السلاح للدولة في شكل كامل يعني تقديم ذريعة إلى إسرائيل، على طبق من فضة، لتدمير لبنان مجدداً، فيما تسليم السلاح للدولة هو المدخل الأساسي لإعادة الإعمار ولسلامة لبنان».
أسامة سعد
وكان رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» النائب أسامة سعد اعتبر في الذكرى الخمسين لاغتيال معروف سعد في صيدا «أن لبنان أُخضِعَ لاتفاقِ إذعانٍ ولمحاولاتٍ متواصلة لفرض سلام الاستسلامِ عليه، فيما إعمار ما دمّره العدوان خاضعٌ للابتزازِ السياسي». وقال «على الحكومة أن تدرِك أن الدبلوماسية وحدها لن تُزيل احتلالاً ولن تحفظ أمناً.
نعيم قاسم: المقاومة باقية ومستمرة ووزير الخارجية يعطي الذريعة لإسرائيل
ومن حق شعبِنا اتباع كل الوسائل لتحريرِ أرضه إن لم تقم مؤسسات الدولة بذلك» مضيفاً «السياسة الدفاعية لا تُستعار ولا تُجيّر ولا تُستجدى، بل تصوغها إرادات وطنية جامعة لتحرر الأرض وتحفظ الأمن الوطني».
وقد علّق عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب فادي كرم على كلام سعد قائلاً: «علينا أن نعطي فرصة للشرعية لأن تكون المبادرة بيدها وحدها، ومن انتظر من عام 1982 حتى عام 2000 لتتحرر الأرض، ألا يمكنه ان ينتظر قليلاالجيش اللبناني ليقوم بواجباته كاملة؟
لقد قام «شعبنا» بالسابق بما تقترحون اليوم، ورأينا جيدًا ما كانت النتيجة، وبالتالي بعد كل الذي حدث أخيراً علينا جميعاً ان نراهن فقط على الدولة لأنها خشبة خلاصنا الوحيدة».
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بدأت إسرائيل عدواناً على لبنان، تحول لحرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما خلّف 4 آلاف و115 شهيداً و16 ألفاً و909 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 ارتكبت إسرائيل أكثر من ألف انتهاك له، ما أسفر عن 85 قتيلاً و285 جريحاً على الأقل، وفق إحصاء لوكالة الأناضول استناداً إلى بيانات رسمية لبنانية.
وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافاً للاتفاق، إذ نفذت انسحاباً جزئياً وتواصل احتلال 5 نقاط لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.