تحليل السياسات

6 شهداء بغارات معادية على 3 مناطق جنوب لبنان… إسرائيل تتحدث عن استهداف قائد في «الرضوان»

سعد الياس«القدس العربي»:

استمرت الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان واستشهد ستّة أشخاص أمس الخميس في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان، وفق ما أفادت وزارة الصحة ووسائل إعلام رسمية، في حين ذكر الجيش الإسرائيلي أنه استهدف عناصر في «حزب الله».
وفي التفاصيل، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية استشهاد شخصين «جراء الغارة المعادية على بلدة برعشيت» في جنوب لبنان بعد ظهر أمس الخميس، استمراراً لخروقات جيش الاحتلال الإسرائيلي لوقف إطلاق النار. وفي وقت سابق، أفاد مراسل الأناضول نقلاً عن شهود عيان بأن مسيرة إسرائيلية استهدفت سيارة في بلدة برعشيت التابعة لقضاء بنت جبيل.
وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا 3 غارات إسرائيلية استهدفت جنوب لبنان، الخميس، إلى 6 شهداء ومصابين اثنين. وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي «أن الجيش هاجم في وقت سابق اليوم عدداً من عناصر «حزب الله» تم رصدهم ينقلون وسائل قتالية في منطقة يحمر في جنوب لبنان».
وأفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن «الجيش قتل 3 عناصر من «حزب الله» في الهجوم على يحمر». جاء ذلك في غارة لمسيّرة إسرائيلية أطلقت صاروخين على سيارة في منطقة الدبش في بلدة يحمر الشقيف، بالتزامن مع قصف مدفعي حيث أحصي سقوط 6 قذائف على المنطقة المستهدفة.
وليلًا، استهدفت مسيّرة إسرائيليّة سيارة على طريق عام بلدة معروب في قضاء صور. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن أن «غارة العدو الإسرائيلي بمسيرة على سيارة في بلدة معروب أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد مواطن». إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة عن إصابة مواطن بجروح في بلدة حولا جراء إلقاء قنبلة من مسيرة إسرائيلية كانت تحلق في أجواء البلدة. واطلقت القوات الإسرائيلية الرصاص في محيط تواجد عدد من جنود «اليونيفيل» في العديسة قبالة موقع «مسكاف عام».

عون عشية لقائه ماكرون: لا ضمانات لوقف انتهاكات الاحتلال ولا تجريد للسلاح

وتواصل إسرائيل استهدافها لمناطق في جنوب لبنان؛ بذريعة مهاجمة أهداف لـ«حزب الله»، وذلك رغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار منذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024. ومنذ بدء سريان اتفاق لوقف النار في لبنان، ارتكبت إسرائيل 1289 خرقا له، ما خلّف 108 قتلى و335 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية. وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

زيارة الرئيس لباريس

وعشية زيارته إلى باريس الجمعة ولقائه الرئيس إيمانويل ماكرون، أكد الرئيس اللبناني العماد جوزف عون في مقابلة مع «فرانس24» «أن الرسالة التي حملها إليه الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، هي ضرورة أن تقوم الحكومة اللبنانية بإجراء الإصلاحات المطلوبة منها وهذا هو شرط أساسي، لا بل المفتاح لعقد أي مؤتمر لدعم لبنان قبل أن تحدد باريس موعداً له».
وعن حصرية السلاح في يد الدولة وحدها ونزع سلاح «حزب الله»، قال عون «إن الأفضلية للجنوب، والجيش اللبناني يقوم بواجبه هناك و««حزب الله»» متعاون في الجنوب. أما المرحلة اللاحقة فستخضع لتوافق اللبنانيين واستراتيجية الأمن الوطني ضمن حوار داخلي، لأن الأساس هي وحدة اللبنانيين»، نافياً «إمكانية حدوث أي مواجهة عسكرية داخلية لتجريد الحزب من سلاحه».
وأضاف «لا توجد ضمانات لوقف الانتهاكات الإسرائيلية وأن تجربتنا مع إسرائيل في الاتفاق الأخير غير مشجعة وليس لدينا خيار إلا الخيار الدبلوماسي، لتنفيذ الاتفاق وانسحاب إسرائيل من النقاط التي تحتلها»، متمنياً «أن يبقى الوضع الأمني مضبوطاً وألا يتطور نحو الأسوأ». وعن المطالبات الأمريكية بالتفاوض المباشر مع إسرائيل، قال «ليس مطروحاً في الوقت الحالي أي تفاوض حول التطبيع وفيما يخص هذا الموضوع نبقى كلبنان مرتبطين بمبادرة السلام العربية، وسننتظر الظروف بخصوص أي اتفاق مستقبلي مع إسرائيل».

تنصل إسرائيل من الاتفاق

وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة. كما شرعت مؤخرا في إقامة شريط حدودي يمتد لكيلومتر أو اثنين داخل أراضي لبنان. وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
أما بشأن التوترات على الحدود اللبنانية السورية، أجاب «أن السعودية بادرت إلى تولي هذا الملف وهناك محادثات سورية لبنانية تحت مظلة سعودية في الرياض، وسنعمل على فتح قنوات مباشرة مع الإدارة السورية، وسنعمل عبر لجان مشتركة سورية ولبنانية على ترسيم الحدود البرية والبحرية مع سوريا بهدف حل المشكلات العالقة والعمل على تأمين إعادة النازحين السوريين»، مشيراً في ختام اللقاء إلى «أن الظروف الإقليمية والدولية سانحة، والدعم الدولي كبير للبنان، ولدينا فرصة مهمة يجب أن نستغلها كي تكون هذه المتغيرات لمصلحة لبنان». وتلقى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي تشاورا في خلاله بالتطورات في لبنان والمنطقة، والمساعي التي تقوم بها مصر للجم تصعيد إسرائيل المستمر في جنوب لبنان ودفعها للانسحاب من الأراضي اللبنانية التي تحتلها والالتزام بإعلان وقف الاعمال العدائية.
واستقبل الوزير رجّي سفير إيطاليا لدى لبنان فابريتسيو مارتشيللي وجرى البحث في سبل تعزيز العلاقات اللبنانية الايطالية والارتقاء بها على مختلف الصعد. وأعرب رجّي عن «تقدير لبنان لدعم ايطاليا الدائم له ومشاركتها الفاعلة في مهمة حفظ السلام في جنوب لبنان من خلال القوة الايطالية في صفوف اليونيفيل».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى