تحليل السياسات

إسرائيل تدعي استهداف قائد مدفعية «حزب الله» وسيارة في بيت ليف جنوب لبنان

سعد الياس بيروت ـ «القدس العربي»:

بقيت نتائج زيارة نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس في دائرة الضوء، واللافت أنها لم تلتزم الصمت طويلاً بعد لقاءاتها مع الرؤساء الثلاثة ربما لأنها قرأت في تسريبات المقار الرسمية ما يتعارض مع هدف الزيارة وخصوصاً لجهة دعوتها إلى نزع سلاح «حزب الله» في أسرع وقت وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب وتطبيق الإصلاحات المالية والنقدية. وهذا ما عبّرت عنه صراحة في حديث تلفزيوني حيث قالت «نحن نطرح دائماً موضوع نزع سلاح «حزب الله» وليس الحزب فقط، بل جميع الميليشيات في هذا البلد، ونستمر بالضغط على الحكومة لتطبيقٍ كاملٍ لوقف الأعمال العدائية». واذا كانت أورتاغوس مررت بدبلوماسية رسائلها، فإنها تمسكت بوجوب الانخراط في مجموعات العمل الدبلوماسية الثلاث، مشيرة إلى «أن رئيس الجمهورية لم يرفض أمامي إنشاء ثلاث لجان دبلوماسية لبحث ملف المعتقلين وترسيم الحدود وانسحاب الجيش الإسرائيلي».
وقد حضرت زيارة أورتاغوس في الاجتماع الذي ضم رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري. ولفت موقف صادر عن رئيس الجمهورية خلال استقباله وفداً من مجموعة العمل الأمريكية لدعم لبنان ATFL برئاسة ادوارد غابريل الذي أوضح انه «يحمل رسالة من واشنطن تؤكد على ضرورة نزع سلاح حزب الله وإجراء الإصلاحات اللازمة لحصول لبنان على المساعدات المالية، وان العاصمة الأمريكية تتطلع إلى ان تتم التغييرات على هذا الصعيد بشكل سريع».

عون: الاستراتيجية قريباً

أما الرئيس عون فأكد «ان الإصلاحات وسحب السلاح هما مطلبان لبنانيان كما هما مطلبان للمجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية، ونحن ملتزمون العمل من اجل تحقيقهما»، مشيراً إلى انه «وقَّع قانون السرية المصرفية الأسبوع الماضي وقد باشرت الحكومة بمناقشة قرار هيكلة القطاع المصرفي نهار الجمعة الفائت». كما أكد عون «التزام لبنان بالقرار 1701 بشكل كامل»، مثنياً «على عمل «اليونيفيل» في قطاع جنوب الليطاني». وتحدث «عن الخروقات الإٍسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار».
وكشف أنه «بالنسبة للشمال من نهر الليطاني، فقد قمنا بالفعل بتفكيك ستة مخيمات كانت تحت سيطرة مجموعات فلسطينية خارج المخيمات. والآن، أصبحت خالية، وتمت مصادرة أو تدمير الأسلحة الموجودة فيها»، مشدداً على «ان الأولوية هي لتخفيف حدة التوتر في الجنوب». وقال: «الإرادة موجودة.
و«اليونيفيل» تقوم بعملها على أكمل وجه. لكن علينا أن نأخذ في اعتبارنا أنها تتحمل الكثير من المسؤوليات»، معتبراً «ان لبنان في حاجة إلى الوقت والمساحة لحل الأمور بروية، مشيراً إلى «ان بقاء إسرائيل في النقاط الخمس التي احتلتها لن يكون مفيداً للبنان لكن يعقد الوضع اكثر، لذلك نطالب الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل للإنسحاب منها».

الحزب شيّع شهداءه في بلدة الطيبة والاحتلال يغير عليها… أورتاغوس تشدد على «نزع السلاح في أسرع وقت»

وحول رؤيته لطريقة سحب سلاح «حزب الله»، أكد رئيس الجمهورية «أهمية اللجوء إلى الحوار. وكما قلت في خطاب القسم، لا يوجد مكان لأي أسلحة، أو أي مجموعات مسلحة، إلا ضمن إطار الدولة. والمسائل تحل بالتواصل والحوار ففي نهاية المطاف، فحزب الله هو مكون لبناني». وختم: «نحن سنبدأ قريبًا العمل على صياغة استراتيجية الأمن الوطني، التي تنبثق منها استراتيجية الدفاع الوطني».

تحذيرات وخروقات

وحذّر «لقاء سيدة الجبل» من «المواقف الرمادية للمسؤولين اللبنانيين حيال تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وتحديداً بعد الزيارة الثانية للموفدة الأمريكية للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس والتحذيرات التي حملتها في هذا الشأن». ودعا المجتمعون «هؤلاء المسؤولين، إلى عدم انتظار التطورات الإقليمية لأنها غير مضمونة». ولفت إلى «تحمل إسرائيل وإيران مسؤولية عرقلة تنفيذ القرار 1701، بينما يدفع لبنان ثمن اعتداءات إسرائيل من جهة ورفض إيران السماح لـ»حزب الله» بتسليم السلاح للجيش اللبناني بالوتيرة المطلوبة من جهة أخرى».
وجدد «اللقاء» مطالبته «الدولة اللبنانية بالتطبيق الجدي والفعال للقرارات الدولية من دون تذاكٍ أو تراخٍ، لأن الوضع خطير جداً في لبنان والمنطقة والمؤشرات الإقليمية والدولية تنذر بتصعيد لا يستطيع لبنان تحمل تبعاته، إن لم يحصن نفسه لمواجهة هذه المؤشرات».

 

ميدانياً، نفذت مسيّرة إسرائيلية غارة أمام محل لتصليح الدراجات النارية في بلدة الطيبة في قضاء صور، وأسفر الهجوم عن سقوط شهيد. وأعلن الجيش الإسرائيلي «استهداف قائد المدفعية لحزب الله محمد عدنان منصور في بلدة الطيبة جنوب لبنان». كما استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة في بلدة بيت ليف في قضاء بنت جبيل، وكذلك تلة الكنيسة بين بلدتي الطيبة ورب ثلاثين بقنابل صوتية.
ومع اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة إثر هجوم نفذته الحركة على شمال الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، فتح حزب الله جبهة «إسناد» لغزة تصاعدت في أيلول/سبتمبر 2024 إلى حرب مفتوحة أضعفت قدراته وأدت إلى تصفية العديد من قادته وعلى رأسهم الأمين العام السابق حسن نصر الله.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، كان أمام إسرائيل حتى 26 كانون الثاني/يناير لتسحب قواتها من جنوب لبنان، لكنها أكدت أنها ستبقيها لفترة إضافية معتبرة أن لبنان لم ينفذ الاتفاق «بشكل كامل». واتهم لبنان إسرائيل بـ«المماطلة» في تنفيذ الاتفاق. وأعلنت الحكومة في 27 كانون الثاني/يناير أنها وافقت على تمديد تنفيذ الاتفاق حتى 18 شباط/فبراير بعد وساطة أمريكية. ومع انقضاء المهلة، أبقت الدولة العبرية على تواجدها في «خمسة مرتفعات استراتيجية» على امتداد الحدود، قائلة إن ذلك هدفه التأكد «من عدم وجود تهديد فوري» لأراضيها. في المقابل، اعتبر لبنان ذلك بمثابة «احتلال».

قنبلة اجتماعية موقوتة

تزامناً، وخلال تشييع «حزب الله» وأهالي بلدة الطيبة ثلة من الشهداء، قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض «إن بلدة الطيبة حافظت على تاريخها المجيد، واستعصت على العدو، وقاتل المجاهدون فيها حتى الرصاصة الأخيرة والنفس الأخير». ورأى «أن الطيبة وكل القرى ستعود أجمل مما كانت، وستبذل المقاومة كل جهد، مهما وضع الأمريكيون والإسرائيليون من عقبات وموانع أمام إعادة الإعمار، فهذا وعد المقاومة لأهلها»، لافتاً إلى أنه «إذا كان حسبان البعض أن إعاقة إعادة الإعمار هو إضعاف للمقاومة فهو مخطئ وواهم، لأن شعبنا يمتلك الوعي وهو يدرك تماماً المرامي الخبيثة التي تقف وراء هذه الحسابات»، محذّراً من «أن إعاقة إعادة الإعمار هي قنبلة اجتماعية موقوتة، إذا طال أمدها ستنفجر بوجه من يتربص شراً بالمقاومة».

عون تحاور مع بري: الإصلاحات وسحب السلاح مطلبان ونحتاج إلى وقت

وأضاف: فياض «نحن نبدي ارتياحنا لوحدة الموقف اللبناني الرسمي في الرد على المواقف الضاغطة التي حملتها المبعوثة الأمريكية، لأننا نؤمن بكل صدق وواقعية، أن وحدة الموقف اللبناني هي ضرورة قصوى في هذه المرحلة، وإذا امتاز هذا الموقف بالصلابة والحزم في مواجهة سياسة التهديد والوعيد، نكون قد قطعنا نصف الطريق في مواجهة تعقيدات وتحديات المرحلة الراهنة، ونكون في الوجهة الصحيحة لتحرير أرضنا وصون سيادتنا». وتابع «في اليومين الماضيين، صدرت تصريحات شديدة الإيجابية والنضج في تعزيز المناخات الوطنية المطلوبة من مواقع ومرجعيات روحية وعسكرية، أمّا أولئك الذين يتقصدون ملاقاة الضغوطات الخارجية بضغوطات داخلية عبر تصريحات نافرة واستفزازية، لإحداث شروخ في الموقف اللبناني لمساعدة الخارج على التسلل منها والارتكاز إليها، هؤلاء هم جزء من معادلة الاستهداف التي يتعرض لها الوطن برمته، وليس المقاومة فحسب».

جولة زامير على الحدود

وقام رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي إيال زامير، الأحد، بجولة ميدانية عند الحدود مع لبنان، وذلك مع اقتراب حلول عيد الفصح اليهودي. وجاء في بيان صدر عن الجيش الإسرائيلي أنّ «رئيس الأركان إيال زامير، أجرى اليوم (الأحد) تقييماً للوضع على الحدود مع لبنان تمهيدا للأعياد» في إشارة إلى عيد الفصح اليهودي، الذي يبدأ السبت المقبل وينتهي في 20 أبريل/نيسان الجاري.
ووفق بيان الجيش، استعرض زامير، خلال لقائه عددا من الضباط المسؤولين في المنطقة الشمالية؛ الخطط العملياتية للمراحل المقبلة على الصعيديْن الدفاعي والهجومي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى