
كتبت رينه ابي نادر في موقع mtv:
يُكثّف العدو الإسرائيليّ اعتداءاته على لبنان في الآونة الأخيرة، خارقاً اتّفاق وقف إطلاق النّار، وعادت غاراته لتطال الضّاحية الجنوبيّة، رغم نفي “حزب الله” علاقته بإطلاق الصّواريخ باتّجاه إسرائيل، وهذا ما أكّده رئيس الجمهوريّة جوزاف عون من فرنسا. ويعتمد “الحزب” “الصّبر الاستراتيجي” في الردّ، حالياً، مؤكّداً، من خلال قياداته ونوّابه، التزامه بوقف إطلاق النّار والالتزام بالقرار ١٧٠١. لكن، هل ينفد صبر “الحزب” قريباً؟
يعتبر الخبير الإستراتيجيّ رياض قهوجي أنّ “موضوع ردّ “حزب الله” على الاعتداءات الإسرائيليّة يأتي ضمن حسابات وتوازنات، واليوم، أي ردّ من “الحزب” سيعطي مبرّرًا لإسرائيل لاستئناف الحرب بشكل كبير، وهو الأمر الذي أصبح فوق طاقة الحزب عسكريّاً”، ويرى، في هذا السّياق، أنّ “الحزب لن يردّ لأنّ لا قدرة له على التّعامل مع تداعيات الردّ”.
هل يُمكن أن يورّط السّلاح الفلسطينيّ لبنان بحربٍ جديدة؟ يقول قهوجي، في حديث لموقع mtv: “لا سلاح فلسطينيّاً، بل هناك سلاح، كالصّواريخ، تُسلّمه جهات لبنانيّة لقوى فلسطيّنية في لبنان حليفة لـ”حزب الله”، لأهدافٍ معيّنة”.
ويُضيف: “كان “حزب الله” محتكراً المقاومة في الجنوب، وبالتّالي، لا تُطلَق أي صواريخ باتّجاه اسرائيل إلا بمعرفة حزب الله”، لافتاً إلى أنّ “السّلاح الذي يملكه الفلسطينيّ، يصل إليه عبر تسهيل من بعض الجهات داخل “الحزب”، أي أنّ الأمر قد لا يكون على مستوى القيادة بل على مستوى الأفراد، لا سيّما أنّنا نسمع عن انقسامات داخل الحزب، لكن، بناءً على مجريات الأمور، لا شيء يتحرّك عسكريّاً من لبنان من دون إدراك حزب الله”.
وعمّا إذا كانت الدّولة اللّبنانيّة قادرة على نزع السّلاح الفلسطينيّ من داخل المخيّمات، ثمّ نزع سلاح “حزب الله”، يرى قهوجي أنّ “الدّولة تستطيع أن تتعامل مع سلاح المخيّمات، لكن، إذا لم يُرِد الفريق الآخر تسليم السّلاح، فطريقة سحبه ستكون بالقوّة، أي من خلال مواجهات عسكريّة في المخيّمات وهذا الأمر سيكون مُكلفاً على الفرقاء كافّة”، سائلاً: “هل الدّولة قادرة على تحمّل كلفة الدّخول في المواجهات العسكريّة مع المخيّمات ثم مع حزب الله؟”.
ويُتابع: “سحب سلاح “الحزب” بالقوّة يعني مواجهات معه في قرى وبلدات وأماكن عدّة في لبنان، وهذا ما سيؤثّر على النّسيج داخل المؤسّسة العسكريّة لأنّ لبنان بلد مذهبيّ طائفيّ، وهذا النّوع من المواجهات العسكريّة قد يُؤثّر على السّلم الأهليّ بشكل عام داخل لبنان”.
ويختم قهوجي، قائلاً: “يستطيع الجيش اللّبنانيّ سحب الأسلحة إن كان الفريق الآخر مستعدّاً لتسليمها، وإلا نكون نتحدّث عمّا يُشبه حرباً أهليّة”.