
في ذلك اليوم المشؤوم من عام 1975، لم تكن الطلقات التي أُطلقت على أرض لبنان مجرد أصوات عابرة، بل كانت بداية فصل مؤلم من تاريخ الوطن؛ فصل شهد انقسامات طائفية عميقة وأحداثًا مأسوية ما زالت جرحًا مفتوحًا في ذاكرة الشعب اللبناني.
منذ 13 نيسان 1975، أصبح لبنان مسرحًا لصراع دموي داخلي استمر قرابة 15 عامًا. تلك الأيام التي عرفها الوطن بالألم والدمار تركت بصماتها في وجدان الأجيال، وفي كل زاوية من زوايا الوطن حكاية جرحٍ لم يندمل بعد. وبينما يحاول لبنان اليوم شق طريقه نحو مستقبل أكثر استقرارًا، تبقى الذكريات والآثار الوخيمة لتلك الحرب شاهدًا على الثمن الباهظ للتفرقة والانقسام.
إن ذكرى اندلاع الحرب الأهلية ليست مجرد تاريخ مسجل على صفحات الزمن، بل هي نداء للتفكير في دروس الماضي والتأكيد على ضرورة الوحدة والتضامن. كيف يمكن لشعب عانى من الفتن والدمار أن يعيد بناء وطنه بعد أن انقسمت أفكاره ومصيره؟ ربما يكون الجواب في إعادة النظر إلى قيم الحوار والتعايش السلمي، والحرص على عدم تكرار أخطاء الماضي.
وفي كل 13 نيسان، حين تهمس الذاكرة بأصوات من فقدوا وما زالوا يعيشون مع آثار الصراع، يبقى السؤال مطروحًا: هل يمكن لجرحٍ أن يشفى؟ ربما تكون الإجابة أن الطريق إلى الشفاء يبدأ بإقرار مؤلم للماضي والتطلع إلى غدٍ يملؤه الأمل والوحدة. ففي النهاية، إن صمت المدافع بعد توقفها لا يعني نسيان ما حدث، بل هو فرصة لتعلم دروس السلام والتعاون في سبيل مستقبل مشرق لأبناء هذا الوطن الذي يستحق أن يعيش في وحدة وسلام.