
جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حرص بلاده على «دعم إعادة إعمار لبنان وصون سيادته الكاملة». وأشار في مؤتمر صحافي عقب لقائه ونظيره اللبناني جوزاف عون في القاهرة، الاثنين، إلى «استمرار» المساعي والاتصالات المصرية مع الأطراف الإقليمية والدولية لدفع إسرائيل إلى الانسحاب من الجنوب اللبناني
واستقبل السيسي نظيره اللبناني، في القاهرة، الاثنين، في إطار زيارة «تستهدف تعزيز العلاقات الثنائية، لا سيما في المجالات الاقتصادية، والبنية التحتية، والطاقة، وجهود إعادة الإعمار، واستعادة السلم والأمن الإقليمي في تحديات كبيرة تواجه المنطقة»، حسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية.
وأشار السيسي إلى أن «زيارة عون لمصر تأتي في مرحلة دقيقة وظرف إقليمي شديد التعقيد»، مؤكداً «حرصه على دعم جهود لبنان في إعادة الإعمار، من خلال الاستفادة من الخبرات المصرية الرائدة».
وشدد السيسي على موقف القاهرة «الثابت» في دعم بيروت، «سواء من حيث تحقيق الاستقرار الداخلي، أو صون سيادته الكاملة»، مؤكداً «رفض مصر القاطع لانتهاكات إسرائيل المتكررة، في الأراضي اللبنانية، واحتلال أجزاء منها».
في هذا السياق، أشار السيسي إلى «استمرار المساعي المصرية المكثفة، والاتصالات مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، لدفع إسرائيل نحو انسحاب فوري وغير مشروط، من كامل الأراضي اللبنانية، واحترام اتفاق وقف الأعمال العدائية، والتنفيذ الكامل والمتزامن، لقرار مجلس الأمن رقم 1701 دون انتقائية، بما يضمن تمكين الدولة اللبنانية من بسط سيادتها على أراضيها، وتعزيز دور الجيش اللبناني، في فرض نفوذه جنوب نهر الليطاني».
وجدد السيسي «دعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه إعادة إعمار لبنان». وحث الهيئات الدولية والجهات المانحة على المشاركة بفاعلية في هذا الجهد «لضمان عودة لبنان إلى مساره الطبيعي، على طريق السلام والتعايش والمحبة في المنطقة».
بدوره، أكد الرئيس اللبناني، في كلمته خلال المؤتمر الصحافي، «ضرورة إلزام إسرائيل بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني الماضي، والانسحاب من كل الأراضي اللبنانية». ودعا المجتمع الدولِي إِلى تحمل مسؤولياته
ونصّ اتفاق وقف النار بين إسرائيل ولبنان على تفكيك البنى العسكرية لـ«حزب الله»، وسحب عناصره من جنوب لبنان وتعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة (يونيفيل)، في الجنوب. ورغم الاتفاق تشن إسرائيل غارات من آن لآخر، بدعوى استهداف عناصر «حزب الله»، كما احتفظت تل أبيب بقوات في خمسة مواقع رغم أن الاتفاق ينص على انسحابها.
وتطرقت المباحثات بين السيسي وعون إلى تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وقال الرئيس المصري: «أكدنا ضرورة إنهاء العدوان على القطاع فوراً، واستئناف العمل باتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح كافة الرهائن والأسرى، مع ضمان دخول المساعدات الإنسانية، بشكل عاجل». وأشار إلى أن مصر ولبنان «جددتا تأكيد موقفهما الراسخ والداعم للقضية الفلسطينية، ورفض أي محاولات تهجير للفلسطينيين، أو تصفية قضيتهم العادلة».
ودعا السيسي، المجتمع الدولي، إلى «حشد الجهود الدولية والموارد، لتنفيذ خطة إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، وتمكين السلطة الفلسطينية من العودة إلى القطاع، والعمل على توسيع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية»، معتبراً هذا المسار هو «الضامن الوحيد للتوصل إلى السلام الدائم والاستقرار في المنطقة».
كما تناولت المباحثات المصرية – اللبنانية أيضاً الملفات الإقليمية الملحة، على رأسها الوضع في سوريا. وقال السيسي: «أكدنا دعمنا الكامل للشعب السوري، وضرورة أن تكون العملية السياسية، خلال الفترة الانتقالية، شاملة وغير إقصائية، مع استمرار جهود مكافحة الإرهاب، ورفض أي مظاهر للطائفية أو التقسيم». كما «شددنا على إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على السيادة السورية، وضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية المحتلة، واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها».
وأكد السيسي أن المباحثات مع عون «تمثل فرصة ثمينة لتبادل الرؤى حول سبل تعزيز التعاون بين البلدين، لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية». وأشار إلى أن زيارة نظيره اللبناني «تحمل في طياتها رمزية خاصة»، واصفاً العلاقات بين البلدين بأنها «نموذج فريد، للأخوة العربية الحقيقية». واختتم السيسي حديثه مخاطباً عون بقوله: «نحن داعمون لك
وانتخب البرلمان اللبناني، في كانون الثاني الماضي، عون رئيساً جديداً للبلاد، بعد سنتين وشهرين وعشرة أيام من الفراغ الرئاسي.
وأجرى عون، أخيراً، سلسلة زيارات إلى دول المنطقة، وُصفت من جانب مراقبين بأنها «مساع لبنانية لتعزيز علاقاتها مع الدول العربية، والحصول على دعم لإعادة الإعمار، لا سيما ما يعانيه لبنان من أزمة اقتصادية».
وعد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير محمد حجازي مباحثات عون في القاهرة «إسناداً مصرياً ودعماً لوحدة لبنان وسيادته»، مشيراً إلى أنها «تأتي في توقيت يحتاج فيه لبنان دعماً اقتصادياً وسياسياً تقوم به القاهرة من خلال الاتصالات مع الأطراف الإقليمية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «مصر يمكن أن تساهم بخبراتها في جهود إعادة إعمار لبنان ودعم انتشار الجيش وتجهيزه
في سياق متصل، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في إفادة رسمية عقب لقائه وعون بالقاهرة، الاثنين، «حرص الجامعة العربية واستعدادها الكامل لمواصلة دعم ومواكبة لبنان في مختلف المحطات التي تمر بها، ما يسهم في ترسيخ سيادة الدولة وتعزيز السلم الأهلي».
وأوضح جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، أن اللقاء تناول مخرجات القمة العربية في بغداد، لا سيما القرار الخاص بإنشاء الصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار من آثار الأزمات، الذي أعلنت العراق التبرع فيه بمبلغ 40 مليون دولار، يخصص منها 20 مليوناً لدعم إعادة الإعمار في لبنان
الشرق الاوسط