تحليل السياسات

«حزب الله» يرد على «شطحات» وزير الخارجية اللبناني… وجعجع يرفض استفراده: ليستقل مَن لا يلتزم البيان الوزاري

سعد الياس «القدس العربي»:

نفذت مسيرة إسرائيلية عدواناً جوياً بعد ظهر الخميس مستهدفة الموظف في بلدية النبطية الفوقا محمود عطوي بغارة اثناء قيامه بعمله في منطقة علي الطاهر.
وفي التفاصيل انه واثناء توجه عطوي إلى البئر الموجودة في حرش علي الطاهر لتحويل المياه إلى المنازل، تم استهدافه على دراجته النارية بصاروخ من مسيرة مما أدى إلى استشهاده. وأفيد أن لعطوي شقيقاً سبق أن استشهد بقصف إسرائيلي في نهاية التسعينيات.
تزامناً، وإزاء تزايد الاشكالات بين قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان والأهالي، تخوّفت أوساط سياسية من أن تؤثر هذه الاشكالات على قرار التمديد لـ«اليونيفيل» في شهر آب/أغسطس المقبل، في وقت أكد القائد العام لـ«اليونيفيل» أرولدو لاثارو «أن الوضع على الخط الأزرق مازال متوتراً والانتهاكات مستمرة، وهناك مخاوف من مخاطر أي خطأ قد يؤدي إلى ما لا يُحمد عقباه»، وقال «نرحّب بالتهدئة منذ تشرين الثاني/نوفمبر لكن السلاح لا يزال يدوّي والتحديات كبيرة».
وخلال احتفال باليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة في الناقورة في حضور ممثلين عن الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، إلى جانب سفراء ومسؤولين سياسيين وقادة دينيين محليين، لفت لاثارو إلى أنه «من خلال آليات الارتباط والتنسيق الخاصة بنا، فإننا نوفّر قناة للحوار وتهدئة الأوضاع، ونساهم في بناء أسس لإمكانية إيجاد حل».

«اليونيفيل» تحذّر من خطأ لا تُحمَد عُقباه… مسيّرة إسرائيلية تستهدف موظفاً في بلدية النبطية

وشدد «على ضرورة وجود عملية سياسية»، مشيراً إلى «أن الطريق إلى السلام في جنوب لبنان هو طريق سياسي، وعلينا جميعاً العمل على تهيئة الظروف المناسبة لحل مستدام وطويل الأمد». واعتبر «أن إحدى الخطوات المهمة في الأشهر الأخيرة كانت نشر المزيد من جنود الجيش اللبناني في الجنوب»، قائلاً «يجب الحفاظ على وجودهم، بصفتهم الضامن الوحيد لسلطة الدولة وأمنها، ولهذا، لا بد للأفرقاء الدوليين من الاستمرار في تقديم المساعدات».
وختم «فلنجدد التزامنا المشترك بمستقبل أكثر سلاماً لجنوب لبنان وللمنطقة، ولجميع النزاعات التي تسعى فيها الأمم المتحدة إلى إحلال السلام». وخلال الحفل، وضع الجنرال لاثارو وممثل قائد الجيش اللبناني العميد نقولا تابت، أكاليل زهور تكريماً لذكرى حفظة السلام الذين سقطوا، مع الإشارة الى أن أكثر من 4400 جندي حفظ سلام تابع للأمم المتحدة فقدوا أرواحهم في مهمات حول العالم منذ عام 1948، من بينهم أكثر من 330 جندياً منذ تأسيس «اليونيفيل» في لبنان عام 1978.

هجوم على رجي

أحدثت مقابلة وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي مع «القدس العربي» ضجة سياسية في لبنان، واستدعت ردود فعل من نواب «حزب الله» وإعلامه أبرزها انتقاد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب إبراهيم الموسوي ما سمّاها «الشطحات السياسية»، واستنكاره كلام رجي حول أن «الشعب لم يعد يريد المعادلة الخشبية»، سائلاً «أي شعب تقصد؟ الشعب الذي مشى في موكب تشييع سيّد شهداء الأمة؟… الشعب ‏الذي أمضى بدمه قبل حبره على الانتخابات البلدية ليؤكد على هذه المعادلة؟».
وقال «عبثاً، نقدم لهم الذهب وهم يصرون على ‏الخشب! عبثاً، هناك قشة في أعينهم لا يمكن أن يروا من خلالها هذا الذهب، ‏والمعادلة الذهبية: جيش وشعب ومقاومة»، مضيفاً «من ‏المعيب والمخزي أن يصدر مثل هذا الكلام عمن أُنيطت به مسؤولية الدبلوماسية، ‏ومسؤولية الدفاع عن هذا الوطن، وعوض الكلام عن الاحتلال الإسرائيلي، ‏وعن العدوان الإسرائيلي، وعن الاغتيالات اليومية الإسرائيلية. لكنه لا يرى إلا المقاومة ‏وشعب المقاومة».

فضل الله: عقدة تجاه المقاومة

أكد نائب «حزب الله» حسن فضل الله أن «من لديه عقدة بشأن المقاومة فليبقَ في عقدته، فهذا لا يغيّر شيئاً واليوم تاريخنا لا يقدر أحد على تزويره وتغييره»، مشدداً على «أن للمقاومة شرعيتها الشعبية والقانونية، ومن يتعقد من كلمة مقاومة فهذا شأنه، وهناك أشخاص تربوا من مدرسة تؤمن بالاستسلام وما تريده الولايات المتحدة»، معتبراً «ان كلام وزير الخارجية يوسف رجي، يعبّر عن رأي جهة سياسية ولا يعبّر عن رأي الحكومة، وهو كان يطلق الرصاص على الناس في أيام الحرب والآن يطلق الكلام على الناس»، متمنياً «ألا يسمح رئيس الحكومة من خلال صلاحياته للأحزاب في أن تُدخِل متاريسها إلى داخل الحكومة». ووصف فضل الله لقاء «كتلة الوفاء للمقاومة» مع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بـ«الودي والعميق»، وعزا عدم زيارة رئيس الحكومة نواف سلام لوجوده خارج البلد.
وإزاء الحملة التي طالت الوزير رجي وبلغت حد دعوته إلى الاستقالة احتجاجاً على تصريحاته «الهمايونية»، دخل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على الخط، فأصدر بياناً جاء فيه: «دأب البعض على التطاول على الوزير يوسف رجي، وزير الخارجية في الحكومة اللبنانية، في كل مرة يدلي فيها بتصريح يعبّر فيه بشكل واضح وصريح عن موقف الحكومة من السلاح غير الشرعي. لهذا البعض نقول إن موقف وزير الخارجية رجي ليس موقفاً شخصياً ولا حزبياً، إنما هو في انسجام تام مع خطاب القسم لرئيس الجمهورية، وفي انسجام تام مع المواقف المستمرة لفخامة الرئيس التي أطلقها في مختلف المناسبات وأكد فيها ان الشعب اللبناني لا يريد الحروب، وان القرار اتخذ في جمع السلاح، السلاح كله، وان قرار الحرب والسلم أصبح داخل الدولة».

جعجع: أصوات شاذة

وأضاف جعجع «من جهة ثانية، إن موقف الوزير رجي، وزير الخارجية، هو في انسجام تام مع البيان الوزاري للحكومة، ومع تصريحات رئيس الحكومة ومواقفه المتكررة بضرورة بسط سيادة الدولة على جميع أراضيها. وإن محاولات استفراد الوزير رجي وتصوير موقفه بأنه موقف شخصي أو حزبي، هي محاولات يائسة وبعيدة كل البعد عن الواقع، إذ إن القاصي والداني يعرفان، كما أكثرية الشعب اللبناني تعرف، أن زمن التفلُّت والتسيُّب ومصادرة قرار الدولة قد ولى، وجاء وقت الدولة الفعلية التي تحتكر وحدها السلاح، ويكون لها وحدها قرار الحرب والسلم»، معتبراً «أن ما يؤخر انطلاقة العهد، حتى الساعة، كما يجب، سببه هذه الأصوات الشاذة التي تذهب بعكس الاتجاه العربي العام، وبعكس الاتجاه الدولي العام، ما أبقى ويبقي لبنان في حالة عزلة شبه تامة لولا المحاولات المستميتة التي يقوم بها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بهدف فك عزلة لبنان».
وأعلن جعجع «أن هذه الأصوات الشاذة تحبط كل محاولات العهد الجديد لقيام دولة فعلية في لبنان، واستطراداً لإخراج إسرائيل من النقاط التي احتلتها. إن هذه الأصوات الشاذة تحبط مساعي العهد والحكومة من أجل إقناع أصدقاء لبنان بمساعدته لإعادة الإعمار واستنهاض الوضع المعيشي والمالي والاقتصادي. إن هذه الأصوات هي نفسها التي شلّت الدول على مدى ثلاثة عقود، والتي أدّت إلى انهيار الدولة والمال والاقتصاد، وأدت إلى إعادة احتلال إسرائيل لبعض الأراضي، وأدّت إلى هذا الكم الهائل من الخسائر البشرية والاقتصادية».

عون: غير المستفيدين من قيام الدولة سيواصلون العرقلة ولن نسمح بإيقاف القطار

وختم «لقد حان الوقت لترتاح هذه الأصوات الشاذة قليلاً كي تدع اللبنانيين يرتاحون كثيراً، وكي تفسح في المجال أمام قيام دولة فعلية في لبنان، وحان الوقت ليستقيل مِن الحكومة من يرفض بيانها الوزاري ومن يرفض التوجه الرسمي للدولة، وليس أن يصرف وقته في مهاجمة وزير الخارجية بسبب التزامه بالموقف الرسمي. لقد حان الوقت لاتخاذ القرارات المطلوبة لقيام دولة فعلية في لبنان، ان اللبنانيين لا يستطيعون الانتظار والتحمُّل أكثر».

الرئيس عون

وكان الرئيس عون أكد خلال استقباله وفد الجمعية المصرية اللبنانية لرجال الاعمال «ان ليس هدفه ان ينظر إلى الوزراء، بل إلى الامام بغية استكمال الخطوات الاساسية على طريق إعادة بناء الدولة»، مشدداً «على ضرورة أن يتحلى الجميع بالمسؤولية في نقل الصورة الحقيقية لما يتم إنجازه». وقال: « لم ننجز كثيراً قياساً لما هو مطلوب الا ان ما تحقق حتى الساعة أساسي لوضع الأمور على المسار الصحيح». وقال «ان مصر لطالما وقفت إلى جانب لبنان في عز ازماته السياسية والاقتصادية من دون ان تتعاطى في الشأن اللبناني الداخلي الا من باب المساعدة وليس من باب التآمر عليه». واضاف «سيواصل غير المستفيدين من قيام الدولة العرقلة ومحاولة إبقاء الوضع على ما كان عليه ليحافظوا على استفادتهم من الفساد، لكنهم لن يؤثروا علينا ولن نسمح لهم بإيقاف القطار الذي انطلق. وعليكم انتم في المقابل كلبنانيين في الداخل والخارج المحافظة على ثقتكم بهذا البلد لإعادة النهوض به من جديد».
وقال «إن 90 ٪ بالمئة من معركتي تتمحور حول محاربة الفساد»، معتبراً «ان نسبة كبيرة من أسباب الازمة الاقتصادية في لبنان تعود إليه لأن بلدنا ليس مفلساً بل مسروقاً وعندما نحارب الفساد ونحاسب المرتكبين يبدأ وضع لبنان على سكة إعادة ثقة الداخل والخارج بالدولة».

بري: إعادة الإعمار

ولفت رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال استقباله وفد الجمعية المصرية اللبنانية إلى «أن لبنان يرحب بكل جهد استثماري للمساهمة في إعادة النهوض والإعمار، فكيف إذا كان هذا الجهد من الأشقاء العرب وخاصة من الشقيقة الكبرى مصر، التي لم تتأخر في يوم من الأيام عن مؤازرة لبنان على مختلف المستويات لا سيما إبان الحرب العدوانية الإسرائيلية». ورأى «أ، الوضع في المنطقة يفرض على الجميع رفع مستوى التعاون والتنسيق والحوار للتمكن من تجاوز تلك التداعيات الخطيرة لما فيه مصلحة الأمة وشعوبها».
إلى ذلك، التقى الرئيس بري المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون بحضور المنسقة الخاصة في لبنان جينين بلاسخارت وجرى عرض للتطورات. كما التقى السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو بحضور مستشاره الدكتور محمود بري وتم البحث في المستجدات السياسية والميدانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى