تحليل السياسات

لبنان: تبريد بين رئيسي البرلمان والحكومة: بحث في إعادة الإعمار… وسلام لرعد: نقابل الود بالود

سعد الياس «القدس العربي»:

بعد أيام على التوتر الذي خيّم على خط رئاسة الحكومة و«حزب الله» وبعد ايام على كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري عن رئيس الحكومة نواف سلام «بيسخّن منسخّن ببرّد منبرّد»، قام رئيس الحكومة بزيارة لافتة إلى الرئيس بري في عين التينة وعقد معه اجتماعاً دام ساعة من الوقت تركّز على بحث المستجدات السياسية والميدانية وملف إعادة الإعمار في الجنوب، وساهم هذا الاجتماع في توضيح الأمور التي لم تبلغ مرحلة العتاب.
وحرص الرئيس سلام على توضيح موقفه من مختلف القضايا وخصوصاً من حديثه عن حصرية السلاح وانتهاء زمن تصدير الثورة الإيرانية وعلاقته بـ«حزب الله». وقال «الموضوع لا تبريد ولا تسخين، الموضوع هو ما التزمناه في البيان الوزاري حرفياً. أنا لم أخرج بكلمة عنه ولم أقل لا كلمة زيادة ولا كلمة ناقصة منه. وهذا ما اعلنته قبل أسبوع وإثنين وثلاثة وأربعة وخمسة وأردده، والرئيس بري أكثر من متفهم لهذا الشيء وهو يعرف أنني لم أقل كلمة خارج ما نحن متفقون عليه في البيان الوزاري، وهذا ما صوّت عليه النواب وكلنا ملتزمون به»، موضحاً «بحثنا مع دولة الرئيس في موضوع إعادة الإعمار في الجنوب، وهو ذكّرني بأنني قلت إنني ملتزم بالإعمار، وأكدت له مرة ثانية أنني ملتزم بإعادة الإعمار، وأصلاً من أول يوم الذي نالت فيه الحكومة الثقة، كنت في اليوم التالي في الجنوب لماذا ذهبت إلى الجنوب هل للسياحة؟ أبداً بالعكس إنما لتأكيد التزامنا من جهة بالانسحاب الإسرائيلي الكامل وثانياً التزامنا بالإعمار، ونواصل الجهد إن كان مع البنك الدولي أو مع الدول المانحة من أجل حشد الدعم المطلوب لإعادة الإعمار ونحن مستمرون في هذا الشيء، وإن شاء الله قريباً ترون من الأموال القليلة التي استطعنا حشدها لليوم كيف سوف نحرك عملية إعادة الإعمار في الجنوب».

ترقّب لما يحمله عراقجي… ووفد فلسطيني في بيروت لاستكمال ملف سلاح المخيمات

وحول ما إذا كان للرئيس بري هواجس حول اداء الحكومة لاسيما في الموضوع الاصلاحي واعادة الاعمار، أجاب سلام: «في الموضوع الاصلاحي لم أر لدى الرئيس بري أية هواجس، البعض نقل للرئيس بري كلاماً مجتزءاً حول كلام قلته عن السلام أو كلام من هذا النوع، انا كل ما قلته انا أكيد مع السلام المبني على المبادرة العربية، مبادرة السلام العربية ماذا تقول؟ تقول بحل الدولتين وتوضح حل الدولتين وعاصمتها القدس الشريف، وأيضاً عودة اللاجئين إلى ديارهم وفقاً للقرار الدولي رقم 194، هذا ما نحن ملتزمون به».

14 مليار دولار للإعمار

وعن حجم الأموال المطلوبة لإعادة الإعمار وهل العملية مرتبطة بنزع السلاح؟ قال: «أولاً نحن في حاجة لأكثر من 7 مليار دولار، التقديرات الأولية للبنك الدولي تقدر الأضرار بـ 14 ملياراً هل نحن قادرون على جمع 14 ملياراً بشهر أو بسنة أكيد لا، ولكن نحن كان طموحنا خلال الاجتماع الذي حصل في واشنطن من شهر تقريباً أن نحصل على 250 مليون دولار من البنك الدولي وهذا حصلنا عليه، وعلى 75 مليوناً من الفرنسيين ونحن نسعى لكي نقدر على جمع مليار دولار قريباً»، مشيراً إلى أنه «خلال زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون للبنان وهو كان صاحب فكرة مؤتمر لإعادة الاعمار لم يكن هناك ربط بعملية سحب السلاح، وأيضاً عندما أقر البنك الدولي مبلغ ال 250 مليون دولار لم أر ربطاً بعملية السلاح. فهذه العملية مسألة موجودة في البيان الوزاري والذي يذكر بوضوح عن حصر السلاح واعتقد كلنا ملتزمون بها، كما نحن جميعاً ملتزمون باتفاق الطائف الذي يقول ببسط سلطة الدولة على كامل اراضيها بقواها الذاتية».
وحول العلاقة مع «حزب الله» وإمكانية حصول لقاء مع كتلة «الوفاء للمقاومة» وتصريح النائب محمد رعد حول ترك بقية ود؟ أجاب: «أنا ايضاً أترك للود مع الحاج محمد رعد وسنقابل الود بالود. وأهلاً وسهلاً بالحاج محمد والحزب، في الوقت الذي يريدونه سواء في المنزل او في السرايا وفي الوقت الذي يختارونه».
واذا تبلّغ شيئاً حول استبدال المبعوثة الامريكية مورغان أورتاغوس؟
أجاب: «لم نتبلغ أنا قرأت على منصة «إكس» انها سوف تتسلم منصباً جديداً في الإدارة».
تزامناً، يترقب لبنان الرسمي ما سيحمله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي يبدأ لقاءاته الثلاثاء مع الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية يوسف رجي حول موضوع المفاوضات مع الولايات المتحدة وانعكاساتها على الوضع في لبنان وسلاح «حزب الله».
كما يصل إلى بيروت وفد فلسطيني برئاسة عزام الأحمد لاستكمال البحث في ملف جمع السلاح الفلسطيني في المخيمات الذي تم التوافق عليه في خلال زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى لبنان.

يزبك: قد نُغلب ولكن لا نستسلم

في المواقف، قال رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك خلال احتفال تأبيني لشهداء «الحزب» وفي طليعتهم السيد حسن نصرالله «علّمتنا مدرستكم أننا قد نُغلب ولكن لا نستسلم، نحن لن نستسلم رغم عظم المصاب، لأننا من عشاق إمام صنع من الموت حياة، وأن الدم ينتصر على السيف بشعار: هيهات منا الذلة، ولو خُيّرنا بين السيف والذُّل لن نختار إلا السيف، فالموت خير من الذل في هذه الدنيا لغير الحق».
وأضاف: «نحن اليوم في ظل من أحببت أميننا العام سماحة الشيخ نعيم قاسم، ومن أحببتهم وأحبوك على عهدنا لك ولمن سبق من قادة وشهداء، نحفظ وصيتكم الأساس: حفظ المقاومة، مهما بلغت التضحيات، ونصبر ما اقتضت الحكمة للصبر، وحفظ شعبنا الصابر المحتسب، ولن نقبل بالذل وانتهاك السيادة، والسيد موسى الصدر كان ينادي: «السلاح زينة الرجال»، لأن السيادة والعزة لا تحمى إلا بالقوة وإلا نهشتكم الذئاب، لن نفرط ولن نكون من المتلومين، بل نختار الاقتحام إذا جد الجد».
وختم مطالباً الدولة «بالحماية والسيادة»، قائلاً «لن يتحقق ذلك إلا ببذل كل جهد لتنفيذ التعهدات التي قطعتها. وعليها أن لا تضعف مهما بلغت الضغوطات، فأمريكا ليست قدراً لبنان أقوى بشعبه الأبي. وليعلم أنه لا كلام قبل الانسحاب وإيقاف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية وقبل إعادة الإعمار، إننا على عهدنا الذي قطعه شهيدنا الأسمى في دعم شعبنا الفلسطيني وحقوقه المغتصبة وإقامة دولته».

بلاسخارت إلى إسرائيل

في المقابل، اعتبر «لقاء سيدة الجبل» في بيان «ان الإشارات الإيجابية الإقليمية والدولية تتكثف مع توجه المنطقة إلى مشهد جديد في حين لا يزال لبنان يراوح مكانه، مراهناً على حلٍ يأتيه من الخارج وينقذه من المواجهة المباشرة مع «حزب الله» لنزع سلاحه».
ولفت «اللقاء» كلاً من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة «إلى ضرورة استخدام سلطة الدولة وشرعيتها لمواجهة ما يتعرض له لبنان جراء عدم الشروع الفعلي في تطبيق خطاب القسم والبيان الوزاري».
وذكّر بأن «الوقت ليس لمصلحة الدولة في لبنان في خضم كل التغييرات الإقليمية والدولية المتسارعة»، مطالباً بأن «تباشر الدولة بما لديها من سلطة وصلاحية نزع السلاح غير الشرعي بلا أي تلكؤ أو تباطؤ وفرض سيادة الشرعية، لأن عدم الإقدام سيؤدي إلى القضاء على أمل اللبنانيين في الدولة».

الجيش ينتشر جنوب عيتا الشعب… وتوقيف متعامل مع إسرائيل في الجنوب

وتساءل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، «ما إذا كانت تتجه البشرية إلى الغرق من جديد في غمار الحروب والفوضى في كل مكان». وكتب على منصة «اكس»: «هل ان أبواب الحوار أُقفلت إلى غير رجعة ولم يعد للعقل مكان لتنظيم العلاقات البشرية والدولية وهل من الضروري العودة إلى الطوفان نوح».
أما على خط الأمم المتحدة، فقد بدأت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس – بلاسخارت، زيارة لإسرائيل حيث من المقرر أن تلتقي بكبار المسؤولين الإسرائيليين. وأفاد بيان عن مكتبها «أن الزيارة تشكل جزءًا من المشاورات الدورية التي تجريها المنسقة الخاصة حول الخطوات الرامية إلى تعزيز التقدم المحرز منذ دخول تفاهم وقف الأعمال العدائية في تشرين الثاني/نوفمبر حيز التنفيذ، وتعزيز تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701».
وواصلت المنسقة الخاصة «دعوة جميع الأطراف إلى التقيد بالتزاماتها وتهيئة الظروف اللازمة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار الدائمين على طول الخط الأزرق».
أمنياً، دخلت قوة مؤلّفة من الجيش اللبناني و«اليونيفيل» إلى منطقة الحدب – جنوب عيتا الشعب للمرة الأولى منذ الحرب الأخيرة. وأوقف الأمن اللبناني في بلدة حاروف في النبطية عضواً في «حزب الله» اتضح أنه يتعامل مع الاستخبارات الإسرائيلية. وأفادت الأنباء أن الموقوف يدعى محمود أيوب، ويشغل موقع المدير المالي في مستشفى راغب حرب.

شهداء الجنوب

واستشهد شخصان، الأحد، جراء غارتين شنتهما طائرات مسيّرة إسرائيلية على محافظة النبطية جنوبي لبنان، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية، في بيان: «سقوط شهيد في الغارة التي شنها العدو الإسرائيلي، واستهدفت سيارة على طريق دبل، قضاء بنت جبيل» في محافظة النبطية. ويرجح أن يكون الضحية هو الجريح الذي أعلنت عنه وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية في وقت سابق الأحد.
وأفادت الوكالة حينها «بإصابة شخص جراء استهداف مسيّرة معادية لسيارة من نوع رابيد، على طريق عيتا الشعب- دبل، في قضاء بنت جبيل».
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائرة تابعة له هاجمت أحد عناصر «حزب الله».
وادعى متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر منصة «إكس»، أن المستهدف ينتمي إلى منظومة الصواريخ المضادة للدروع بـ«حزب الله» في منطقة أرنون، جنوبي لبنان.
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ارتكبت إسرائيل آلاف الخروقات التي خلفت ما لا يقل عن 208 قتلى و501 جريح، وفق إحصاء لوكالة الأناضول استناداً إلى بيانات رسمية لبنانية.
وفي تحد لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحاباً جزئياً من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطر عليها في الحرب الأخيرة.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

ورشة لاستقبال السيّاح

استعداداً لموسم الصيف ولاستقبال السيّاح، يشهد محيط مطار رفيق الحريري الدولي ورش عمل لتأهيل الطرق المؤدية من المطار إلى وسط العاصمة بيروت، فضلاً عن تحسين الخدمات وبينها الإنتقال من المطار بالحافلات التي ستضعها وزارة الأشغال العامة والنقل للمرة الأولى بتصرف المغادرين.
وأعلنت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في سوريا، إعادة فتح معبر العريضة الحدودي مع لبنان في ريف طرطوس، ابتداءً من صباح الثلاثاء.
وقالت في بيان: «نحيط المسافرين الأكارم علماً بأنه سيتم افتتاح معبر العريضة الحدودي مع لبنان أمام حركة عبور المسافرين صباح يوم الثلثاء الموافق 03-06-2025»، موضحة «أن هذه الخطوة تأتي رغم استمرار أعمال الترميم والصيانة، حرصاً على تسهيل تنقل الأهالي خلال عطلة عيد الأضحى المبارك».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى