ثقافة ومجتمع

هل عندكم حلٌّ؟

شربل عازار_"MTV"

مؤلِمٌ وموجِعٌ المَشهَد. ليلة عيد الأضحى المبارك. أبناء بلدي يتدافشون خارج بيوتهم مهرولين بالآلاف بسبب “تويت” من “أدرعي”، فيَهرعون الى المجهول والمُسيّرات فوق رؤوسهم تحصي أنفاسهم وترصد أرقام هواتفهم وبصمات أعينهم، والعدو في غرفة عمليّاته  الاكترونيّة يلهو بنا “بتكبيس الأزرار” تماماً كما يَلهو الأطفال بِلعبِهم. ساعات طويلة من حبس الأنفاس على شاشات التلفزة نُتابع بالدقائق “الدرونات” المُغيرَة التي لم يَرمِها أحدٌ بِحجرةٍ، ونُراقب سقوط القنابل التحذيريّة، وبعدها القنابل التدميريّة التي غاصَت في أعماق الأرض تحت تسع بنايات وشَظَّت عشراتٍ أخرى ومَحَت معالمَ وسيّارات،  والجميع يتفرّج عاجزاً عن الدفاع وعن الصمود والردّ والتصرّف، حتى نَفَّذت إسرائيل كلّ مآربها وأهدافها في تلك الليلة الليلاء، من عين قانا الى ضاحية بيروت.

ليست هي المرة الأولى، منذ ٢٧ تشرين الثاني الماضي، التي تَستَبيح فيها إسرائيل كلّ الأجواء اللبنانيّة من الناقورة للخيام حتى الهرمل والعاصي مروراً بالضاحية الجنوبيّة، وبعد كلّ استباحةٍ يطفو على الساحة السياسيّة السؤال “الحزّورة المستعصيّة”، الذي وُجِد مُذ كان الكونِ،
من خُلِقَ قبل، البَيضة أم الدجاجة؟ وترجمته في الوضع اللبناني:
من المسؤول عن مآسينا اليوم، أَهيَ الاعتداءات الإسرائيليّة، أم أنّ سلاح حزب الله هو الذي يَستجلِب العدوان؟

المتمسّكون بِحصريّة السلاح بالجيش اللبناني وبالقوى الأمنيّة الشرعيّة وَهُم الأكثريّة وانا منهم، يعتبرون أنْ لا خَلاص للبنان في ظلّ سلاحَين شرعي وغير شرعي، لبناني وغير لبناني، وفي ظلّ دولةٍ ودويلة، وفي ظلِّ معابر ومرافق مُستباحة برّاً وبحراً وجوّاً، وفي ظلِّ قضاءٍ أعرج وماليّة مُنتَهَكَة، و”ناس بسمنة وناس بزيت” على مستوى التهريب والتهرّب الضريبي والهَرَب من دفع الرسوم والاشتراكات وغيرها من الأمور، ولا إمكانيّة في ظلّ السلاح ومصادرة “قرار الحرب”، لا إمكانيّة للمجيء بالاستثمارات ولا وبالهبات والمساعدات لإعادة الإعمار.

أمّا نظريّة “الممانعة والمقاومة وحزب الله” فهي تتراوح بين مَقولة “أنّ السلاح باقٍ حتى مجيء المهدي المنتظر”، وبين “أنّ اليَدَ التي تمتدّ على سلاح المقاومة سوف نقطعها”.
ويأتيك وزير الخارجيّة الإيراني ليُعلِنَ من بيروت “أنّ الدبلوماسيّة وحدها لا تكفي لاسترجاع الأرضِ، لذلك يبقى السلاح ضرورة”. طبعاً  عبّاس عراقجي يتحدّث بالشأن اللبناني وليس عن إيران !!

ولكي لا نَدخل بإشكاليّة البيضة قبل، أم الدجاجة، هل يمكننا أن نسأل “حزب الله” كيف يرى السبيل لخروج لبنان من مستنقع الحرب والدمار والتهجير فيما لو افترضنا أن الشيخ نعيم قاسم هو رئيس الجمهوريّة والحاج محمد رعد هو رئيس الحكومة والحاج وفيق صفا هو رئيس مجلس النواب ونواب كتلة “الوفاء للمقاومة” هم وحدهم مجلس الوزراء؟
هل عندكم حلٌّ غير الخطابات والشعارات والاستنكارات والماورائيّات؟

أفيدونا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى