
كتب الخبير الاقتصادي د. وليد ابو سليمان عبر صفحته على فيسبوك :في حديثه اليوم لإحدى الصحف يقول وزير المالية: «لا إنفاق بلا مدخول»… عبارة تكررت على لسان وزير المال، وتستخدم اليوم كمدخل لتبرير سياسات ضريبية جديدة قد تزيد من الأعباء على الناس، بينما تغيب الرؤية الشاملة لإصلاح الدولة ومؤسساتها.
نعم، لا يمكن الإنفاق بلا إيرادات، لكن السؤال الحقيقي هو: هل نحن نبني الإيرادات على قاعدة عدالة ضريبية؟ على قاعدة إصلاح حقيقي في إدارة الجباية والجمرك والعقار؟ أم على حساب الناس الأكثر هشاشة، عبر ضرائب غير مباشرة مثل ضريبة المحروقات أو التفكير برفع الـTVA؟
المشكلة اليوم ليست في القاعدة الاقتصادية التي يرددها الصندوق، بل في طريقة تطبيقها في بلد منهك، بلا مؤسسات فاعلة، وبلا ثقة، وباقتصاد قائم على الكاش و”التدبير بالتي هي أحسن”. المطلوب ليس المزيد من الضرائب فقط، بل خطة متكاملة: إصلاح الإدارة، مكافحة التهرب، إعادة هيكلة الدين والمصارف، ووضع رؤية اقتصادية اجتماعية تحفّز الإنتاج وتستعيد ثقة المواطن والمستثمر في آن معا.
مختصر مفيد: التقشف ليس إصلاحا. والضرائب وحدها لا تبني دولة. والعبور من الأزمة يتطلب شجاعة سياسية قبل الأدوات المحاسبية. شجاعة تسمّي الأمور بأسمائها وتضع خطة تليق ببلد منهار، لا بمجرد سدّ فجوات مؤقتة. #لبنان