
المركزية
خلت مواقف حزب الله وقياداته من أي تلميح او اشارة الى امكانية الانخراط في عملية اسناد لايران بعد الحرب التي اعلنتها إسرائيل عليها فجر الجمعة الماضي، واكتفى الحزب حتى الساعة بالادانة والشجب. وفي اول تعليق له على هذه التطورات، قال الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في بيان “نُدين بشدّة ونستنكر أبلغ استنكار العدوان الإسرائيلي الخطير والمجرم المدعوم من الإدارة الأميركية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية. لا يوجد أي مبرر لهذا العدوان الإسرائيلي سوى إسكات صوت الحق الداعم والمساند للشعب الفلسطيني في غزة الصمود والإباء وقضيته في تحرير فلسطين والقدس والمقاومة في لبنان والمنطقة (…) تابع “إننا في حزب الله ومقاومتنا الإسلامية وشعبنا المجاهد مُتمسكون بِنهجنا ومقاومتنا، ونُؤيد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في حقوقها وموقفها، وفي كل ما تتخذه من خطوات وإجراءات للدفاع عن نفسها وخياراتها. ولن يجني العدو الإسرائيلي المجرم وراعيته الطاغوتية أميركا إلاَّ الخزي والعار والخسران”.
هذا التموضع الذي لم يأت على ذكر اي تحرك عسكري محتمل من قبل حزب الله، جيد ومرحب به، بحسب ما تقول مصادر سيادية لـ”المركزية”. لكن الخشية كبيرة من الا يكون هذا الموقف، نهائيا وثابتا. بمعنى آخر، الخشية موجودة من احتمال ان يتغيّر تموضع الحزب في قابل الايام. لماذا؟ لأكثر من اعتبار. الاول ان يكون الايرانيون بداية لم يستوعبوا ان ما يجري هو فعلا حرب عليهم ولم يدركوا حجم المواجهة ولا حجم الدمار الذي ستلحقه بهم إسرائيل وحجم الخرق الاسرائيلي لهم ولأمنهم، فربما هم ظنوا ان المسألة شبيهة بما كان يجري ابان طوفان الاقصى، اي ان تضربهم إسرائيل (كما في تصفية إسماعيل هنية في طهران)، فيردون ببضعة صواريخ، وانتهى. ولهذا السبب لم يروا حاجة لتدخل الحزب، فكان موقف الاخير، الادانة فقط.
اما العامل الثاني، فهو احتمال ان يكون انكفاء الحزب يعود الى مقتل كل من كانوا صلة الوصل بينه وطهران. وغياب حلقة الربط هذه، منعت وصول اي كلمة سر او توجيه ايراني اليه، فقرر الاكتفاء بالبيانات والاستنكارات.
غير ان الحرب الإسرائيلية تبين انها كبيرة وقد تتهدد مستقبل النظام، كما ان المرشد الإيراني يعمل على اعادة بناء الهيكلية العسكرية التي قضت عليها إسرائيل. فهل يمكن لهذين المعطيين، ان يبدلا في توجه الحزب، فيُطلب اليه الدخول في عملية عسكرية لمساندة ايران؟ الجواب في قابل الأيام، علما ان ما يجب عدم اسقاطه من الحسابات هنا، هو التخبط داخل قيادة الحزب، بين من يؤيد دخول الحرب ومن يعتبر ان البيئة غير قادرة على تحمل اعبائها ويُذكر ان المحور لم يساند لبنان كما يجب حين اطلقت اسرائيل حربها ضد حزب الله.