تحليل السياسات

جعجع: ما توصّوا حريص… إذا شفنا في تزحيط رح نزحِّط من الحكومة!

مرلين وهبة_"الجمهورية"

‏من معراب حشد «الحكيم» أمس إعلامياً، بعدما كان يحشد قبل الأمس نيابياً لخطة المواجهة، وذلك بعد أن لمس أنّه ما زال في حاجة إلى إقناع مزيد من النواب لتوقيع العريضة النيابية المطالِبة بتصويت المغتربين. ويرى في الأقلام والإعلام عاملاً مهمّاً لتحفيز 5 نواب على الأقل، لتوقيع هذه العريضة، كاشفاً أنّ عددهم بلغ حتى الساعة 62 نائباً، ومستغرباً وعاتباً على بعض النواب من بين الـ68 الذين صوّتوا على اقتراح قانون «تصويت الانتشار لـ128 نائباً»، إلّا أنّهم تردّدوا في توقيع العريضة التي يأمل منها خيراً، ليبرزها في وجه رئيس مجلس النواب نبيه بري، كي يُدرج اقتراح القانون المعجّل المكرّر في جدول الهيئة العامة، ومنتقداً أداءه، ويذكّره بأنّ العادة جرت في أن تصوّت الهيئة العامة على القوانين المعجّلة المكرّرة، أمّا التي تُحال إلى اللجان للدرس، فهي القوانين العادية!

من معراب و‏متوجّهاً إلى الإعلاميِّين، تمنّى جعجع الضغط والتسويق في موضوع تصويت المغتربين، إن من خلال حَضّ من تبقّى من نواب لتوقيع العريضة، أو من خلال حضّ الحكومة على إنجاز استفتاء خارجي للمنتشرين حول خيارهم في هذا الإقتراح، خصوصاً أنّ الوقت ينفد وعلى وزارة الداخلية البدء بالتحضيرات في تشرين، وهي في حاجة إلى لمعرفة القانون التي ستسير وفقه، كاشفاً أنّ خطوات لاحقة ستتخذها «القوات اللبنانية» في هذا الإطار، ومنها الضغط على الحكومة لإنجاز الاستفتاء، وحراك خارجي للجالية اللبنانية سيبدأ في الأسابيع المقبلة.

ما يقلق الحكيم…
‏صحيحٌ أنّ «الحكيم» بدا قلقاً إزاء موضوع السلاح الذي في رأيه «كان السبب في بلاء لبنان على كافة الأصعدة، ولا سيما منها الصعيد الاقتصادي». إلّا أنّ الذي يشغل بال جعجع أكثر هو «البطء في أداء العهد والبطء في اتخاذ القرارات المصيرية الحاسمة خصوصاً في موضوع سلاح «حزب الله».

 

عن لقائه وعون…
‏مثلما يتأنّى رئيس الجمهورية جوزاف عون في اتخاذ خيار المواجهة مع «الثنائي الشيعي» في موضوع تسليم السلاح، يتأنّى جعجع في اختيار العبارات التي يصف فيها علاقته مع الرئيس عون ولقائه به، ويقول للإعلاميين: «رئيس الجمهورية ما بدو مشكلات في الداخل، وطلب مني مزيداً من الوقت لأنّه يُجري حالياً مع الرئيس سلام نقاشاً مع بري و«حزب الله».
وأضاف جعجع: «بدوري أوضحتُ للرئيس أنّه أخذ الوقت الكافي لذلك، وأنّه مرّ على العهد 5 أشهر، ولا يمكن إعطاء الحزب وقتاً أطول فيماطل ويتذرّع…»، موصياً إياه بأنّ المسألة لا تحتاج إلى تأنٍّ بل عليه إلتقاط اللحظة «قبل أن ينفد الوقت من أيدينا. لأنّ المجتمع الدولي وحتى الأشقاء العرب بدأوا بالتوجّس من البطء الذي تدار فيه مسألة تسليم السلاح…».
وكشف جعجع عن مزيد من تفاصيل اللقاء بينه وبين الرئيس عون حين قال له «إنّ القصة ما بدّها تأنٍّ، بدها حزم ووضوح».
من ناحية أخرى، لمس حعجع، وفق تعبيره، أنّ عون «يتعاطى بالمسألة بقلب طيّب، إلّا أنّ الفريق الآخر ليس كذلك». لذلك، يجب على عون، وفق جعجع أن يقرأ ذلك ويعاملهم بالمثل.
ما يُقلق جعجع أكثر من مسألة السلاح هو تموضع الرئيسَين عون وسلام في الوسط، وفق تعبيره، إذ يبدو منظر الرجلَين ووسطهما بري المحنّك في السياسة، سيُفقِدهما بوصلة التحرّك ولن يمكنهما من لعب دورهما، وفي هذه الحال سيعتبر المجتمع الدولي والولايات المتحدة أنّ السلطة اللبنانية غشّتها.
في المقابل، يقول جعجع إنّه لم يفقد الثقة بعون على رغم من التأخير والبطء في الإقدام على اتخاذ القرارات، مؤكّداً أنّ رئيس الجمهورية «يُفكّر مثل «القوات اللبنانية» والأطراف السيادية لكنّه يخشى الحرب الأهلية»…
ويضيف جعجع: «نحن أعطينا الرئيس وقته واستمرّ يحاول لأكثر من 5 أشهر، وقد حاول بالطريقة الفضلى، لكنّه لم ينجح ولم يلقَ نتيجة لذلك. حان الوقت ليكون أكثر حزماً». كاشفاً بأنّه قال له «إذا فشلت المشاورات بينك وبين «الثنائي» فالأجدى أن تطرح ورقة برّاك على مجلس الوزراء».
وفي السياق، لم يُبدِ جعجع أي خوف أو تخوّف من سلاح «حزب الله» بعد اليوم. ويقول عنه: «لم يَعُد له قيمة ووجود وقوة». ويعتبر أنّ الحزب «يحاول اليوم استعمال وهج السلاح لمكتسبات داخلية».

 

الإستقالة واردة!
لماذا لا تبادرون إذا ما استمر الأداء البطيء للعهد؟ ولماذا لا تُهدّدون بالإستقالة من الحكومة ومن المجلس؟ يجيب جعجع على هذا السؤال مبتسماً فيقول: «واردة، وما توصّوا حريص، إذا شفنا في تزحيط رح نزحِّط من الحكومة وكل شي بوقته حلو». أمّا المعلومة التي ختم بها جعجع كلامه وقد تحمل وجوهاً عدة، فكانت عندما قال «إنّ الأشهر المقبلة ستكون حاسمة!»، وأردف «إذا مش هالأسابيع!».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى