قد تكون كلمة “فضيحة” باتت امرا عاديا لدى عدد من المسؤولين اللبنانيين من كثرة ما تشهده هذه البلاد من “فضائح”. ولكن ان تصبح فضيحة صحّية تهدد حياة الأطفال والنساء، امرا عاديا لا يستدعي تدخل وزير الصحة د راكان نصرالدين ولا تحركه، فهذا ليس بالأمر العادي او المقبول لأن تقاعصه تهديد مباشر لحياة الناس والأطفال بينهم وهم الفئة الأكثر ضعفا والأكثر حاجة للحماية!
فوزير الصحة الذي لم يحرّك ساكنا بعد مرور أسبوعين كاملين على خروج فضيحة الادوية غير المطابقة للمواصفات التي تبيعها pharma M، مطالب اليوم بتحرك سريع لأن الادوية التي تعبئها الشركة بطريقة غير سليمة وخصوصا منتجي probiolife و bebelax الذين يوصفان للأطفال حصرا!
وفي حين ان بعض القوى الأمنية اللبنانية، أصدرت تعاميم داخلية، منعت بموجبها على الطبابات العسكرية والأطباء المتعاونين معها، وصف ادوية شركة pharma M، الى حين انتهاء التحقيقات، حماية لصحة المرضى وخصوصا من الأطفال، لا يزال وزير الصحة لم يحرّك أي ساكن.
حتى ان نقيب الصيادلة في لبنان وبعد انتشار فضيحة ان probiolife يحتوي على بكتيريا ميتة قد تسبب التسمم، قال اليوم انه بانتظار ان تتخذ وزارة الصحة الإجراءات المطلوبة، لأن النقابة تلتزم بقرارات الوزارة لحماية المرضى. فأين الوزارة اليوم من حماية المريض؟ لماذا لا يتم اتخاذ قرار احترازي بسحب الأصناف غير المطابقة للمواصفات من الأسواق الى حين صدور نتائج التحقيقات وصدور نتائج التحليلات المخبرية في مختبرات عالمية موثوقة؟
لماذا لم يتخذ الوزير الى هذه اللحظة أي اجراء؟هل ينتظر توصية من رئيسة مصلحة الصيدلة كوليت الرعيدي التي سبق ان خرجت الى العلن أيضا فضيحة شراكتها مع شركة pharma m؟
اسبوعان مضيا على فضيحة تمسّ مباشرة صحة أطفال وحوامل ومرضى. واذا خلال أسبوعين لم يتمكن الوزير الشاب الذي كانت توضع عليه الكثير من الامال من اتخاذ ولو اجراء احترازي يحمي المرضى، فهذا يدفع الى طرح الف سؤال وسؤال حوله وحول وزارة الصحة.
الملف لا يحتمل التلكؤ باقفال المعمل الى حين خروج نتائج التحقيقات او على الأقل سحب الأصناف من الأسواق.. والتلكؤ قد يعني امرا واحدا فقط وعلى الوزير التنبه من التورط.
