
في ظل الترتيبات السياسية التي تسبق الاستحقاق النيابي عام 2026، بدأت الخلافات بين الزعيمين الدرزيين طلال أرسلان ووليد جنبلاط تطفو على السطح من جديد، ما يُنذر بتعثر محاولات التلاقي بين الجانبين، رغم المساعي الظاهرة للتهدئة.
ففي زيارة سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية وعلماء دار الإفتاء إلى كليمنصو، برز موقف حاسم لرئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان، حيث عبّر بوضوح عن رفضه للتسويات التي تحاول تبييض صفحة النظام السوري، مديناً ما وصفه بـ”الجرائم المرتكبة في السويداء وجبل العرب”، ومؤكداً أن طائفة الموحدين الدروز كانت وستبقى ركيزة في استقلال سوريا، بقيادة الزعيم *سلطان باشا الأطرش.
هذا التصريح الصريح أثار امتعاض بعض الحاضرين ، لا سيما أنه لم يصدر أي بيان إعلامي مشترك عقب الاجتماع، ما فُسّر على أنه تباين في المواقف داخل البيت الواحد.
أما بخصوص اللقاء السياسي في بلدتي بعلشميه وعاليه، فقد أكدت مصادر مطلعة أنه لم يحمل طابع التنسيق الانتخابي بين جنبلاط وأرسلان، بل على العكس، كشف عن تباين كبير في الرؤية والأهداف، خصوصاً لجهة تحييد لبنان عن التجاذبات الإقليمية والتمسك بثوابت طلال أرسلان، الذي شدد على أنه لن يسمح بالمسّ بأي رمز ديني أو تجاوز دور مشايخ الطائفة.
وفي سياق متصل، جدد أرسلان التأكيد على أن دروز سوريا لهم مرجعياتهم، وهم أدرى بشؤونهم، رافضاً أن يُنصّب أحد نفسه متحدثاً باسمهم.
هل تسقط محاولات جمع أرسلان وجنبلاط على لائحة انتخابية موحّدة؟ الأيام المقبلة ستكشف حقيقة التحالفات، لكن الأكيد أن الخلاف السياسي عاد إلى الواجهة… بقوة.