
هشام الحاج… فنان استثنائي في زمن الانحدار الفني
في زمن كثر فيه الصخب وقلّ فيه المعنى، وفي مرحلة بات فيها الفن تجارةً أكثر منه رسالة، يبرز الفنان هشام الحاج كنموذج نادر لفنان أصيل، حافظ على هويته الفنية، واحترم جمهوره ومسيرته، فكان استثنائياً بكل ما للكلمة من معنى.
في هذه الأسطر القليلة، لا نكتب مجرد مديح، بل نسلط الضوء على مسيرة رجل اختار أن يبقى وفياً للفن الحقيقي، صوتاً يحمل النغمة الجميلة، والكلمة الراقية، والأداء النابع من القلب.
هشام الحاج، وعلى عكس كثيرين في الساحة الفنية، بقي بعيداً عن الأضواء الفارغة والاصطدامات الإعلامية. لم نسمع عنه يوماً أنه دخل في صراعات أو افتعل ضجيجاً ليُذكر. هو من القلائل الذين ما زالوا يعتبرون أن “الفن رسالة”، وأن الالتزام بها شرف.
وما يميّزه أكثر، هو ثباته على المبادئ داخل بيته قبل فنه. فحياته العائلية، واستقراره، واحترامه لقيمة الأسرة، تشكّل جزءاً من صورته الناصعة التي لا تقل بريقاً عن حضوره على المسرح.
هشام الحاج… أنت قيمة فنية وإنسانية نفتخر بها، ووجودك اليوم في عالم يعج بالسطحية هو بحد ذاته مقاومة للحفاظ على الذوق، والأصالة، والاحترام.