
جوزاف عون رئيسٌ للفترة الانتقاليّة… ولن يُكمل ولايته كارين القسيس
لقد بات المشهد واضحاً للعيان، وما كان يُقال همساً في الكواليس أصبح اليوم تصريحاً علنياً تُؤكّده مؤشّرات الميدان وتحليلات عدد من الخبراء الأميركيين، الذين رجّحوا أنّ ضربةً عسكريّة وشيكة ستستهدف لبنان في الساعات القادمة، وبالتالي ستكون عمليةً خاطفة لا تستغرق وقتاً طويلاً، تعقبها مفاوضات مباشرة، تُفضي إلى ولادة وجه جديد للبنان، مغاير تماماً لما نعيشه اليوم.
الأميركيّون والسعوديّون منحوا رئيس الجمهورية، جوزاف عون، فرصةً نادرة لإثبات نفسه رئيساً لدولة “شرعيّة وسياديّة”، وللحكم بقبضة من حديد، غير أنّه أضاعها، معتقداً أنّ التعامل مع الأميركيين أمرٌ يسير، إلاّ أنّ النتائج جاءت عكس حساباته تماماً، ولعلّ خير دليلٍ على ذلك ما جرى خلال آخر زيارة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الكنيست، إذ لم يُبدِ أي إشادة بعون كما روّج بعض الإعلاميين، إنّما حمّله مسؤولية ملف “نزع” سلاح حزب1الله، إذ يدرك ترامب تماماً أنّ عون لا يملك تأثيراً فعلياً في هذا الملف، لا من قريبٍ ولا من بعيد.
واليوم، لم يعد أحدٌ راضياً عن أداء الرئيس سوى “أبو طوني” و”أبو علي” وقلةٍ من الإعلاميين، ومع ذلك، فإنّ المنطق السياسي يقتضي أن يُقيَّم أيّ رئيس بناءً على إنجازاته وأفعاله، لا استناداً إلى كاريزما أو مظهر أو صورة إعلاميّة برّاقة، فصحيحٌ أنّ لكلّ مواطن حريةَ التعبير والرأي، لكن السياسة ليست ميداناً للعاطفة، إنّما ساحةٌ لتحكيم العقل والحسابات الدقيقة.
وكما يُقال: لا تقولوا طوّل هالليل، قولوا بكرا جايي نهار”، من وجهة نظري المتواضعة، هذا ما سيحصل فعلاً في الأشهر القادمة، ما لم تُطرأ تطورات غير محسوبة، فبعد جولة المفاوضات المرتقبة، سيطلّ على لبنان رئيسٌ جديد للجمهورية، غير الرئيس عون، ولن يكون إلاّ ذلك القائد الجالس على رأس التلّة، أحببتموه أم لا، هو الوحيد المُؤهل لإدارة لبنان الغد.



