مقالات صحفية

أورتاغوس لنعيم قاسم: العاصفة تهبّ مرتين

أورتاغوس لنعيم قاسم: العاصفة تهبّ مرتين

كتب سامر زريق في “نداء الوطن”:

 

يواجه لبنان راهنًا ما يمكن توصيفه بعملية إعادة استنساخ المشهدية نفسها التي عاشها العام الماضي، من ناحية التصعيد الإسرائيلي المتدرج، ورفع نسق استهداف قادة “حزب الله” كمًّا ونوعًا، في موازاة تصعيد الضغوط السياسية والدبلوماسية، وما صاحبها من حركة موفدين رامت دفع “الحزب” إلى إبداء نوع من المرونة. كلّنا نذكر جولات الموفد الأميركي آموس هوكستين لإبرام تسوية تحيّد لبنان عن رادار البطش الإسرائيلي، وتحذيراته من جدية التهديدات، والتي لم تجد آذانًا صاغية لأن إيران أبت ونحرت القيادات التاريخية لحزبها.

 

خلال الأيام الماضية، رفعت إسرائيل نطاق عملياتها لتطول قيادات عسكرية ميدانية بارزة في “الحزب”، تعرفهم أكثر من بطانته اللصيقة، بالتزامن مع جولة الموفدة الأميركية، مورغان أورتاغوس قرب الحدود اللبنانية، برفقة وزير حرب نتنياهو، وإشرافها على تنفيذ إحدى العمليات.

 

الأمر الذي يحمل رسالة ضغط على صناع القرار اللبناني مغلّفة بالتحذير من قادم أسوأ، توخت من خلالها تمهيد الأرضية لزيارتها بيروت، قبل الوصول إلى ذروة الانفجار حسب التوقيت الإسرائيلي المغطّى أميركيًا بما تعدّه واشنطن قرارًا لبنانيًا بعدم حصول مواجهة سياسية مع “الحزب”، وتفضيل تطبيق “حصرية السلاح” بنمط حبّي تعاوني لا يحقق الفائدة المرجوّة، حيث تركت الدولة رئيس الحكومة نواف سلام يقاتل وحيدًا، وأظهرته كأنه يحمل ثأرًا شخصيًا إزاء “الحزب”، فيما هو يسعى بما لديه من أوراق وأدوات متاحة، على محدوديتها، إلى تثبيت مسار الدولة، وحماية البلاد، وحاضنة “الثنائي الشيعي” خصوصًا، من ضربة إسرائيلية لا يمكن التنبّؤ بمآلاتها.

 

ومع ذلك، هناك رسائل تصل إلى لبنان كما “الحزب”، تكتسي بما يمكن اعتباره “قبّة باط” لبعض الفاعلين الإقليميين، عربًا ومسلمين. ثمة وجهتا نظر متعارضتان إزاء هذه الرسائل وتأويل مدلولاتها: الأولى، عدم ترحيب القوى الإقليمية المؤثرة بإسقاط نظام الملالي، وتفضيلها بقاءه ضعيفًا وبحاجة إلى مساعدتها بالذات.

 

ويستدلّ أصحاب هذه النظرة بـ “دوزنة” خطاب الدولة الرسمي، وباختيار الرئيس سلام منبر قناة “الميادين” لإطلاق مواقف تصبّ في خانة ترطيب العلاقة بين السراي و”الحزب” ومن خلفه حاضتنه الشعبية. في موازاة وساطة يقودها أحد الفاعلين الإقليميين لإعادة ترتيب الأمور بين دمشق وطهران، وتبادل العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارات، وتسهيل وصول “بعض” السلاح إلى وكلاء إيران. وفي هذا السياق يلاحظ امتناع الأخيرة عن إطلاق مواقف سلبية تجاه دمشق منذ مدة.

 

فيما الثانية تدرج هذه الرسائل ضمن إطار ا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى