
شيخ العقل نوّه بزيارة البابا لاوون: طلبنا منه الضغط على اسرائيل لمنع تجدّد الحرب
كشف شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى ان رؤساء الطوائف الاسلامية تمنوا على قداسة البابا لاوون الرابع عشر التدخل لعدم تجدّد الحرب على لبنان، والضغط على اسرائيل للوصول الى تسوية تنهي الحروب وتفتح ابواب السلام، بما تملكه حاضرة الفاتيكان من دبلوماسية ناعمة ولكنها قوية.
وقال الشيخ أبي المنى في حديث لقناة “الجديد”: “الزيارة مباركة بشكلها وبمضمونها، فهي تحمل رسالة السلام. لقد سررنا كثيراً بهذه الزيارة وعشنا أجواء فرح وامل مع قداسة البابا وفي كل المحطات التي توقف عندها، عسى ان نكون كذلك بعد هذه الزيارة، فنتلقف المعاني ونعيش مضمونها فعلاً لا قولاً فقط”.
اضاف ردا على سؤال، “لكأن قداسة البابا رمى المسؤولية علينا وعلى الخارج ايضاً، هو ادّى واجبه بانه اطلق رسالته، وحاول من خلالها زرع الامل وتشجيع اللبنانيين بان لا ييأسوا وان لا يحبطوا، اما الفعل على الارض فهو واجب علينا وعلى الخارج، باعتبار ان الرسالة موجهة للداخل وللخارج”.
تابع: “لا نقول ان الزيارة ستنهي كل مشاكل لبنان وكل الحروب من حولنا، ولا يجوز التخفيف من أهميتها. فقد جاء قداسته حاملاً غصن الزيتون وزرعنا واياه شجرة الزيتون، شجرة السلام. فهو جاء برسالة سلام وعلينا ان نستفيد منها. لبنان يمر بمراحل صعبة وعصيبة، كما مرّ في الماضي ولكننا دائما كنا ننهض ونعيد بناء الامل بالحوار والتلاقي، بالتأكيد على وحدة الوطن وعلى اننا جميعا وطنيون ولبنانيون وكلنا واحد في مواجهة التحديات والتي ما زالت قائمة. مثل هذه الزيارات تعيد الامل وتنشّط اللبنانيين وتشجّعهم، وتدفعهم لبناء وطنهم الذي هو محطّ انظار قداسة البابا وانظار العالم، فلا يجب ان نهمله او ان نيأس ونتخلى عنه لسوانا. لبنان يحتاجنا جميعاً”.
وأردف: “السلام هو ثقافة في البداية وهو رسالة دينية ايضا، تحملها كل المرجعيات الروحية التي تنادي بالسلام وبهذا التقارب وبالتلاقي، بالمحبة المسيحية والرحمة الاسلامية. نحن بحاجة الى الرسالات السماوية وهذا النداء الإلهي، الذي جاء لخير الانسان والمجتمع. نحن بحاجة الى ان نجسّد هذا النداء عملا على الارض، بالاحتكام الى الدستور. وبالتلاقي على قواسم مشتركة، لانقاذ لبنان وانجاز مشروع بناء الوطن. وباحترام الدولة والولاء لها اولاً واخيرا، وبان نحترم وطننا وان نكون متشاركين في بناء الدولة”.
وسئل حول دعوة البابا للمصالحة فأجاب، “البابا قال ان المصالحة لكي تكون ثابتة تحتاج الى تحديد هدف، هل حدّدنا الهدف، لكي تكون المصالحة بين اللبنانيين ثابتة والدستور اللبناني ثابتا؟. الهدف بناء الدولة والتأكيد على دور المؤسسات”. “نعم شعرنا بالاطمئنان خلال اللقاء، الذي امتد لساعة من الوقت، بهدوء واصغاء تام من قبل قداسة البابا وبدقة، مبدياً اشارة مع كل عبارة نتكلمها بانه فهم المقصود، وانه يدري واقع لبنان، وهو على معرفة يومية بما يحصل، وليس غريبا عن لبنان ولا عن جنوبه. تكلمنا عن التاريخ وعن العلاقة مع الباباوات، وعلاقتهم مع امراء الجبل سابقا على امتداد قرون، وتكلمنا عن الحاضر الذي يحتاج الى ان نكون معا كمسلمين وكمسيحيين”.
واستطرد: “قلت لقداسته، لا يمكننا ان نعيش بدون المسيحيين، والمسيحيون كذلك لا يمكنهم العيش بدون المسلمين، فكلنا بحاجة لبعضنا البعض. شعرت باطمئنان، لانه يعرف ما هي مشكلة لبنان، وكان يقول ان لبنان بحاجة الى اصدقائه. كان يشير تلميحا الى الامور، بعدما سمع عن واقع جنوب لبنان وعن العدوان الدائم والمستمر منذ القدم على لبنان، كان يشير بأن الموضوع ليس سهلا وان اسرائيل صعبة ولا يمكن ان يكون الحل بسهولة، لذلك فهو يحتاج الى ضغط دولي والى تأثير دولي، وقال انه لا يملك الجيوش ولا القوى العسكرية ولكنه يملك الدبلوماسية الناعمة والقوية بنفس الوقت، اذ هو على صلة بكل دول العالم تقريبا هو قادر ان يؤثر، ولذا تمنينا عليه ان يُبقي لبنان في قلبه، وان يؤثر على دول القرار، لكي تنهي الحروب ولكي لا تتجدد الحرب في لبنان والتي لا يريدها احد. لكن هذا يحتاج الى ضغط على اسرائيل، للوصول الى تسوية، والى انهاء زمن الحروب واحلال السلام. هذا ما تمنياه عليه وما المح هو اليه، بان الفاتيكان ستستمر في الضغط وفي محاولة التأثير لعدم تكرار المآسي والحروب”.
تابع شيخ العقل: “كنا متوافقين معه على رسالة السلام، ونحن نتبنى ما قاله قداسة البابا في موضوع السلام والدعوة الى السلام وعدم اليأس، وتشجيع اللبنانيين الى عدم الشعور بالاحباط والى النهوض ببلدهم، والى استثمار هذه الرسالة. نحن اليوم تقع علينا مسؤولية كيفية استثمار هذه الرسالة واستنهاض الشعب اللبناني والعالم من حولنا، لكي نحقق السلام المنشود. هذه الرسالة هي مسؤولية علينا كمرجعيات روحية، كما على السياسيين والدولة والجهات الرسمية والجميع. عسى ان نتلقف الرسالة ونستفيد من الزيارة ومن هذه المحطة التاريخية”.
وختم: “اطماع العدو كبيرة، ونحن لا يمكن ان نقف مكتوفي الايدي، وقلتها لقداسة البابا ان الوحدة الوطنية هي امضى سلاح، ولو لم يكن لدينا سلاح قوي بمستوى سلاح العدو، ولكن الوحدة الوطنية هي امضى سلاح، والتعاون المشترك، والعمل المشترك هو ايضا سلاح قوي”.



