أخبار محلية

وهاب يشارك في تشييع مهاب صبح في مجدليا في مأتم شعبي مهيب

شيعت بلدة مجدليا اليوم في مأتم شعبي مهيب، فقيدها المأسوف على شبابه المرحوم مهاب صبح، بحضور رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب، وقيادة الحزب، وألقى رئيس مجلس الأمناء في حزب التوحيد العربي، عصمت العريضي كلمة تأبينية للفقيد، ورثاه الشاعر فيصل الصايغ.
ومما جاء في كلمة العريضي:
“يقولون عيداً، فبأية حالٍ عدت يا عيد، هو الموت يأتي فجأة، يختطفنا الواحد تلو الآخر، ومن نعمة الإيمان فينا، نتقبل ذلك بالرضى والتسليم، لكن الموت ضيف ثقيل، يقع علينا بين حين وآخر فيترك فينا جراحاً عميقة لا تلتئم طالما نحن على قيد الحياة”.
وتابع: “ها هو كانون وبرده القاسي وشتاؤه العاصف، يختطفنا الواحد تلو الآخر، ونذهب في الأرض والثرى، نزرعها من دمنا ومن جسدنا وروحنا، تنبت زهراً وربيعاً، وتنتج فينا غلالاً ومحاصيل وفيرة، هو كانون الولادة، ولادة النور والعقل والمعرفة والإيمان والعمل في سبيل الناس، وتقديم كل ما يجب لخدمة الناس، كاون الولادة التي شعّ علينا خيراً ويمنًى وبركة وفي نفس الوقت هو كانون الشهادة والإستشهاد، كانون الدفاع عن حقنا وأهلنا، عن كراماتنا وناسنا، عن كل ما فينا عن الشجر والحجر والبشر، عن النهر وأشجار الليمون والزيتون، كانون يأخذنا ويترك فينا بصمة بعرق جباهنا التي تلامس مشارف الشمس وإشراقة الفجر، فليكن صقيع كانون بُرداً وسلاماً على الجثامين التي انزرعت في ثراه، وليكن هذا الثرى رحمة من العالمين لهؤلاء الناس الذين نفتقدهم من أي مكان كانوا”.
وأضاف العريضي: “وأنت يا مهاب، أيها الحبيب والصديق والرفيق والأخ، ما عرفناك إلا محباً، وفياً، طاهراً نظيفاً، عفيفاً، ما عرفناك إلا مقداماً وشجاعاً، ما عرفناك إلا نسمة من الخير تلفح هذه القمم وهذه الوديان”.
وتابع: “أولادك يا مهاب، كانوا ينتظرونك لتعود إليهم في ليلة العيد بيدٍ تحمل ربطة خبز وبيد كعكة عيد ولعبة للأطفال، لكنك جئت إليهم ونمت وحيداً على فراشك الأخير وهم ناموا الى جانب أهلهم، ووالدتهم يسألونها عنك ولا يفهمون لماذا أنت تنام وحيداً، قد يأتي الوقت وقد يأتي الزمن الذي يدرك فيه هؤلاء الأطفال كيف فقدوا أباهم وهو ذاهب الى عمله لتطعهم رزق الحلال بعرق جبينك، وبكفك الناصع الأبيض النظيف، تعلقت بهم يا مهاب، ونحن نعرف جيداً كم كنت متعلقاً بأولادك وكم كنت تحبهم وكيف تعاملهم وتأخذهم معك الى كل الأمكنة، كانوا ينتظرون أن تأخذهم اليوم الى مدينة الملاهي لكنك ذهبت أنت الى ثرى مجدليا، ثرى هذه البلدة الوادعة الأمينة، هذه البلدة المجاهدة والمناضلة الوفية، هذه البلدة التي ما خرّجت يوماً إلا بالرجال الرجال والأبطال الأبطال”.
وختم العريضي بالقول: “نعم يا مهاب، نتحمل نحن الكبار فقدان الكبار لكن الطفولة كيف ستتحمل هذا الفقدان في هذا الطقس القارس من كانون؟.
تحتضنك مجدليا، ونِعمَ البلدة التي تحتضن أبناءها بمختلف انتماءاتهم، فنحن يا سادة قوم واحد ومجتمع واحد وعشيرة واحدة وكرامة واحدة وما يصيب أحدكم يصيبنا وما يحزن أحدكم يحزننا وما يفرح أحدكم يفرحنا، بهذا الإيمان نحن ما نحن، وبهذا الإيمان جئنا اليوم لوداعك الأخير لنقول لك، باسم حزب التوحيد العربي رئيساً وأعضاءً ورفاق بأننا سنكون أوفياء لأولادك كما كنت أنت وفياً لنا ولهذا الحزب الذي إنتميت إليه.
الصبر للعائلة الكريمة، والصبر لكل المحبين والرفاق، والعزاء لكل الذين شاركوا في هذا اليوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى