كان الموزع اللبناني هادي شرارة، وشلة من أصدقائه، ومن بينهم النجمة اللبنانية مايا دياب، يسهرون في المكان الفخم The Village في منطقة الضبية، الواقعة في شرقي بيروت، حين فوجئ الساهرون به، وهو يصرخ بأعلى صوته على أحد الموظفين، الذين يهتمون بخدمة الزبائن، وراح هادي يتلفظ بكلمات نابية يعني سوقية، يخجل منها ابن الزقاق الأمي الذي لم يسمع الموسيقى بحياته.
ننقل المشهد كما رأيناه وسمعناه:
العامل: “أستاذ هادي أعتذر منك كثيراً.. الويسكي التي طلبتها غير موجودة عندنا.. أنا بأمرك كيف أخدمك تفضل.”
هادي شرارة: “روح انقلع من وجي ولا.. بعد كل هالوقت جايي تقلي ما في؟! ولا مين إنتَ”
العامل: “ما تقلي انقلع واحترم حالك”
هادي لم يعجبه دفاع العامل عن كرامته، فصرخ وهجم عليه يضربهُ، ما اضطر العامل أن يدافع عن نفسه بشجاعة، لفتت كل الساهرين، وبسرعة فائقة انضم من على طاولة هادي لمساعدته على “التلبيط والخبيط”، بينما سارع زملاء العامل لمساعدته على الدفاع عن نفسه، ووقعت المعركة بين الفريقين والتي استمرت لدقائق، وكانت معركة من النوع الذي لا يليق بفنانة مثل مايا دياب، ترافق الفنان هادي شرارة، والمفروض أن يحسب ألف حساب، قبل أن يقترف غلطة بحضورها، كي يحميها، ويؤمن لها حضوراً يليق بها، وهذا ما يفعله أي رجل جنتلمان..
لكن هادي تصرف وكأنه يرافق مجموعة “بلطجية”.
صاحب المكان The Village حضر على الفور، وعمره حوالي الأربعين عاماً، ضرب هادي بقفا مسدسه على رأسهِ، لكن ليس قبل أن يحاول أن يفهمه بالحسنى، أي حاول صاحب المكان أن يلقنه درساً قائلاً له:
“لا أسمح لكَ بإهانة أي موظف في مؤسستي.. نحن هنا بخدمة ضيوفنا لكننا لسنا عبيداً لأحد.. وأي موظف من أكبر عامل إلى أصغر عامل نعدُهُ وكأنه صاحب المكان ولا يمكنك إهانته أو التعرض لكرامته..”
لكن هادي أراد أن يمارس غطرستهِ، فرفع صوته، ويدهُ وهز برأسه مقطباً جبينه، وحاول الهجوم ثانيةً على الرجل صاحب المكان، لكنه لم يعرف أن ليس كل الرجال ذكوراً يلفون ذيولهم ويهربون، إذ فاجأه صاحب المكان وضربه على جانب من رأسه بقفا المسدس، وكانت الضربة مدروسة، بحيث توجع هادي وتركِعُه لكن دون أن تؤذيه أو تعطبه.
في هذه اللحظات صرخت مايا وقالت لهادي: “وقف بقا جرصتني”
فأجابها: “كلي خ يا شرمو..”
تركت مايا المكان، وأكمل صاحب المشروع The Village وموظفوه، بطرد هادي ومن معه على الطاولة، وانتهى المشهد المهين بحق فنان من المفروض أنه يقود واحداً من أهم استديوهات التوزيع في لبنان.
والمفروض أنه ابن أهم إعلامي لبناني (الراحل رياض شرارة) وزوج واحدة من أهم الأصوات (كارول صقر) وهو والد لطفل وطفلة، وشقيقُه يعمل مرافقاً لمايا دياب، بدل أن يعمل في استديو أخيه.
والمفروض على أي رجل يدعو سيدة إلى العشاء أن يكون “جدع” و”راجل” وأن لا يعرضها للإهانة والفضيحة.. فكيف إذا كانت مايا دياب.. فهل يعقل أن يصرخ بها: يا ش كلي خ؟
الجرس