أخبار محلية

هل القمّة هي السبب الوحيد لتدهوّر علاقة بعبدا وعين التينة؟

قد تكون القّمة العربية الاقتصادية التنموية هي السبب في التوتّر الأخير بين بعبدا وعين التينة على خلفية دعوة ليبيا إلى لبنان وعدم توجيه الدعوة إلى سوريا، لكنها من المؤكد ليست السبب الوحيد لتدهوّر الحال بين الرئاستين الأولى والثانية.
في الظاهر هناك القمة العربية بشقيّها الليبي والسوري، لكن المسار السياسي للسنتين الماضتين من الحكم يُظهر أن الأمور لم تكن أبداً بخير بين الطرفين، ولم تكن علاقة عون – بري على شاكلة تفاهم رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. وقد شهدت المرحلة السياسية الأولى من عمر العهد أكثر من جولة اشتباك بين عين التينة وبعبدا والتيار الوطني الحر، والخلاف الأكبر كان في مرحلة الانتخابات النيابية عندما فجّرت “زلّة لسان” وزير الخارجية جبران باسيل الخلاف وتسبّبت بإشعال الساحة السياسية بين أمل والتيار، وانعكس ذلك بطبيعة الحال على الرئاسة الأولى التي تشظّت بالمعركة قبل أن يندفع رئيس الجمهورية للاعتذار من عين التينة لترتيب وتهدئة الأوضاع.
السجالات بين الطرفين تحصل غالباً تحت عناوين سياسية متعدّدة ويتمّ تجاوزها من أجل المصلحة الوطنية، لكن ثمّة من يتحدّث اليوم عن دوافع سياسية كثيرة تقف وراء فتح مواجهة عين التينة وبعبدا، ربطاً بسوداوية المشهد السياسي والمسار الحكومي وربطاً بالعلاقة التي تشهد هبّة باردة وأخرى ساخنة مع الوزير جبران باسيل، ما أدّى إلى رفع منسوب الصدام، فخلف التشنّج الأخير يقف الثلث المعطّل الذي يريده باسيل في الحكومة فيما يبدو أن الثنائي الشيعي على موجة واحدة برفضه منح تكتل لبنان القوي والرئاسة الأولى 11 وزيراً، وحيث بات واضحاً أن هناك وحدة “موقف” بين رئيس المجلس وحزب الله إذ لا يُمكن لبري أن يخوض مواجهة من هذا الحجم بمعزل عن حزب الله علماً أن الموقف واحد برفض مشاركة ليبيا في القمّة العربية المقبلة.
في الشكل يتمّ تظهير الخلاف برفض رئيس المجلس مشاركة الوفد الليبي في القمّة العربية باعتبار الجانب الليبي لم يُقدّم أي تعاون في كشف الإمام المغيّب موسى الصدر كما يحتجّ بري على عدم دعوة سوريا إلى لقاء الرؤساء العرب في بيروت، وفي المضمون هناك محاولة حشر واضحة من قبل عين التينة للرئاسة الأولى التي تعوّل على القمّة وتعتبرها استثنائية تعطي دفعاً للعهد، ويستغرب العونيون ومن هم في فلك الرئاسة كلّ هذه الحملة التي يروّج لها ضدّ القمّة ومشاركة ليبيا بعد سقوط النظام الليبي المسؤول عن تغييب الإمام الصدر، وحول سبب التجييش الجاري اليوم بعد مشاركة ليبيا بوفد رفيع المستوى في قمّة بيروت عام 2002.
ما يزعج بعبدا اليوم في توتير الأجواء عدم تفهّم عين التينة التزامات الرئاسة تجاه القمّة ودول الجامعة العربية وبأن الدعوة تحصل من قبل الجامعة العربية وليست من صلاحية البلد المضيف، وأن بعبدا أتمّت كلّ الاستعدادات والترتيبات لقمّة صُرف عليها اعتماد بعشرة ملايين دولار وهي بالأساس تحصل في مرحلة سياسية حرجة تتعلّق بعدم تأليف الحكومة بعد .
بين توضيح من بعبدا وآخر من عين التينة، الواضح أن الشرخ في موضوع القمّة واقع لا محالة، فعين التينة أعلنت التعبئة ضدّ القمّة وجمهور حركة أمل وإعلامها وقيادتها السياسية تقاطع القمّة، فيما بعبدا أجرت مناورة حيّة وأصبحت في جهوزيّة تامّة لاستقبال الضيوف العرب من مطار رفيق الحريري إلى الواجهة البحرية حيث تُعقد القمّة والمنطقة المغلقة للفنادق حيث يُقيم الرؤساء العرب. والخلاف بين عين التينة وبعبدا واقع ملموس وهو امتداد لمدّ وجزر في العلاقة ينام ويستفيق كلّ فترة على وقع ملف متفجّر آخر .

مروى غاوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى