ثقافة ومجتمع

رؤساء الكنائس في متحف حيفا: المجسّمات المسيئة إهانة لنا كمسيحيين

مسيحيو حيفا يتظاهرون احتجاجاً على عرض عمل فني يسيء للنبي عيسى المسيح عليه السلام في معرض “ماك يسوع” لفنان صيني في حيفا. والمتظاهرون يشتبكون مع الشرطة الإسرائيلية ويطالبون بإزلة العمل الذي يسيء للمسيحيين. بالتزامن مع دفاع افتتاحية صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن عرض اللوحة المسيئة للسيد المسيح وتنتقد المحتجين، ورؤساء الكنائس المسيحيّة في حيفا يقولون في بيانٍ لهم إنه “لايُمكننا أن نتغافل عن توقيت إخراج هذه الصور إلى العَلَن”.

ثار غضب المسيحيين في مدينة حيفا بعد أن اكتشفوا في معرض “ماك يسوع” في متحف الفنون بالمدينة أعمالاً فنية للفنان الصيني ياني لنولين تمسّ بمشاعر المسيحيين، حيث يظهر في المعرض تمثال لرونالد ماكدونالد على صورة النبي عيسى المسيح عليه السلام.

الأعمال الفنية للفنان الصيني المعروضة في المتحف منذ بضعة أشهر، عرف بوجودها مؤخراً فقط بعض المسيحيين العرب الذين يعيشون في حيفا، وأبلغ هؤلاء أصدقاءهم بوجود هذه الأعمال، وانتشر الخبر سريعاً.

وتظاهر يوم الجمعة الماضي نحو 200 عربي مسيحي بالقرب من المتحف احتجاجاً على المعروضات المسيئة للنبي. ورفع المتظاهرون لافتات طالبوا فيها بإزالة المعروضات فوراً. كما حاولوا الدخول إلى المتحف بالقوة لإزالتها، لكن الشرطة الإسرائيلية منعتهم.

ودارت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة الإسرائيلية، حيث ألقى بعض المتظاهرين الحجارة على أفراد الشرطة، نُقِل ثلاثة من أفرادها جراء ذلك إلى المستشفى بعد إصابتهم بالرأس.

وعملت الشرطة الإسرائيلية على اعتقال أحد المتظاهرين وأجرت معه تحقيقاً.

وقالت مصادر الشرطة إن “تصرفات بعض المتظاهرين كانت خطيرة ومخالفة للقانون”، موضحة أنها “تنوي القبض على بقية المتظاهرين الذين تصرفوا بعنف لاعتقالهم من أجل التحقيق معهم”.

تجدر الإشارة، إلى أنه وقبل التظاهرة، ألقى بعض المحتجين ليلاً زجاجات حارقة على المتحف، وانفجرت لكنها لم تُحدث أضراراً.

يذكر أن المعروضات في متحف حيفا للفنون تعرض في إطار معرض “Shop It”، وهو معرض نقدي يتناول ثقافة الاستهلاك.

وبرر القيمون على المتحف قائلين إن “الأعمال الفنية التي نشرت في متحف المعرض سبق وأن عرضت في متاحف كثيرة في أوروبا، وهي تشير إلى الاستخدام الساخر من قبل المنظمات العملاقة للرموز الدينية، وتنتقد ثقافة الاستهلاك العالمية والرأسمالية للفنان الصيني ياني لنولين وهو مسيحي بحد ذاته”، وفق ما قالوا.

وأضافوا أن “كل محاولة لإيجاد علاقة بين المعرض والعنصرية ليست ذات صلة، ولا يجوز أن يتطور الحوار مهما كان معقداً إلى العنف، ويجب أن يكون حواراً ثقافياً حتى في حالات التوتر”، معتبرين أن “إلقاء زجاجات حارقة على المتحف يشكل تصعيداً للتحريض وكاد أن يلحق أضراراًَ بالأرواح”.


هآرتس: مسّ بالمشاعر الثقافية

وتعليقاً على ما حدث، دافعت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية” في افتتاحية لها تحت عنوان “مسّ بالمشاعر الثقافية”، عن عرض اللوحة المسيئة للسيد المسيح في المتحف، وانتقدت المحتجين، كما هاجمت موقف وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغف التي طالبت بإزالة اللوحة.

وقالت الافتتاحية “تظاهر مئات المسيحيين الجمعة الماضي أمام متحف حيفا للفن، بسبب لوحة تعرض فيه منذ خمسة أشهر وتسمى (ماك يسوع)، وتعرض يسوع المصلوب في صورة رونالد مكدونالد، وأصيب في التظاهرات ثلاثة من أفراد الشرطة الإسرائيلية. وقبل ليلة من التظاهرة ألقيت زجاجة حارقة نحو المتحف”.

وانتقدت الصحيفة وزيرة الثقافة ريغف التي “امتنعت حتى الآن عن الشجب العملي للعنف ضد المتحف، ولكنها لم تفوّت مرة أخرى الفرصة للرقابة”، وفق الصحيفة.

وتابعت الصحيفة، أن “ريغف بعثت برسالة إلى مدير عام متاحف حيفا الخميس الماضي قبل التظاهرة مطالبة بإزالة اللوحة”. وكتبت ريغف إلى المدير العام تقول مهددة بأنها “ستمسّ بالدعم الذي تقدمه وزارتها للمؤسسة، قائلة “وصلت إلى علمي شكاوى عديدة عن مسّ خطير بمشاعر الجمهور المسيحي”.

ولفتت الصحيفة إلى أنه “وبدلاً من الدفاع عن الثقافة في وجه محاولات المسّ بها، انضمت ريغف إلى المهاجمين وشوشت مهامها مع مهامة المرشدة السياسية التي مهامتها الحفاظ على “طهارة” الثقافة، في ظل الخروج الفظ عن صلاحياتها”.

ونشرت الصحيفة نفسها ما كتبته ريغف وجاء في رسالتها أن “التبخيس في الرموز المقدسة للأديان وللعديد من المؤمنين في العالم كفعل احتجاج فني ليس شرعياً، ولا يمكنه أن يشكل عملاً إبداعياً في مؤسسة ثقافية مدعومة من أموال الدولة”.

صحيفة “هآرتس” أشارت إلى أن “جمعية حقوق المواطن توجهت إلى مساعدة المستشار القانوني للحكومة، دينا زلبر بطلب أن توضح للوزيرة ريغف بأنه “ليس من صلاحيتها التدخل في مضامين الإبداعات الفنية”. ولفتت إلى أنه “حتى الأسباب الأكثر غموضاً في قانون أسس الميزانية لا تتضمن المسّ بالمشاعر الدينية”. وانتقدت الصحيفة إسناد ريغف للمتظاهرين.


رؤساء الكنائس المسيحيّة في حيفا: لايُمكننا أن نتغافل عن توقيت إخراج هذه الصور

ومساء اليوم الأحد أصدر رؤساء الكنائس المسيحيّة في حيفا بياناً جاء فيه:

خمسة أشهر منذ افتتاح معرض الفنون في متحف حيفا، حتى انكشفت حقيقة الصور والمجسّمات التي تُسيء بشكلٍ واضحٍ ومباشرٍ للسيّد المسيح والسيّدة العذراء والصليب المقدّس، وهو ما نعتبره إهانةً لنا كمسيحيّين أصيلين ومتجذّرين في هذه البلاد منذ 2019 عامًا. وعليه، فإنّنا نريد أن نلفت انتباهكم إلى الأمور التالية:

1)لايُمكننا أن نتغافل عن توقيت إخراج هذه الصور إلى العَلَن عبر صفحات التواصل الاجتماعيّ وموجة التحريض التي رافَقَتْه.

2)هناك مَن يرغب في استخدام الورقة المسيحيّة التي تخدم توجُّهاتهم الشخصيّة والسياسيّة، وهي مؤطَّرة بأبعاد الدفاع عن الحقوق المسيحيّة، بحيث قاموا بتحريضهم إلى جرّ شبابنا نحو المجهول، مُتَفَهمِّين في الوقت عينه حَرقة الشباب المسيحيّ كردّ فعلٍ عفويٍّ على الصور المشينة.

3)المطالبة بإزالة الصور والمجسَّمات المسيئة لرموزنا الدينيّة هي حقٌّ مشروع، ونحن ككهنة، لا يمكننا إلاّ أن ندعم كلّ مطالبة مُحِقَّة ضمن أُطُر القانون والأنظمة المرعية الإجراء في دولة إسرائيل.

4)كمسيحيّين، لا يمكننا أن نُعبِّر عن استيائنا وغضبنا المشروعَين بطرقٍ لا تمّت إلى مسيحيّتنا بصلة.

وقع البيان “الإيكونومس ديمتريوس سمرا، الأب ديراير هوفاكميان، القسّ الكنن حاتم شحادة، الأب يوسف يعقوب، الأب عبدو عبدو، الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى.


المصدر : موقع المصدر الاسرائيلي + هآرتس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى