حالة الطقس

ميريام تغادرنا اليوم بعدما ضربت بيد قطبية من شمال لبنان الى جنوبه

ضربت العاصفة «ميريام»، «بيدها» القطبية الجليدية مختلف المناطق أمس، حيث سجل تدنٍ في درجات الحرارة، مصحوباً بأمطار غزيرة ورياح شديدة، تسببت باقتلاع العديد من اللافتات واللوحات الإعلانية على الطرقات، وألحقت خسائر في البساتين الزراعية خصوصاً الحمضيات، وتدمير الخيم البلاستيكية. كما لامس موج البحر الـ 6 أمتار، فتوقفت حركة الصيد والملاحة ساحلاً. أما في القرى الجبلية، فتساقطت الثلوج بكثافة بدءاً من ارتفاع 600 متر، ووضعت فرق وزارة الأشغال والدفاع المدني والبلديات في حال استنفار وجهوزية تامة لمواجهة آثار العاصفة. كل ذلك، دفع بالمواطنين إلى ملازمة منازلهم، إلا في الحالات الطارئة كما أقفلت المدارس والثانويات الرسمية والخاصة أبوابها تجاوباً مع قرار وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال مروان حماده الذي أعلن إعادة فتح المدارس والثانويات والمهنيات وعودتها إلى العمل في شكل طبيعي صباح اليوم في المناطق كافة، وترك لكل مدير مدرسة في المناطق المرتفعة والنائية تقدير الوضع في محيط المدرسة لجهة حال الطرق وسلامة الوصول إليها.

وهطلت الأمطار بغزارة في العاصمة بيروت، مترافقة مع زخات برد قوية ورياح عاتية، من دون تسجيل زحمة سير على مداخلها الرئيسة وعلى طرقاتها رغم تشكل بعض المستنقعات والبحيرات على بعض الاوتوسترادات التي لم تعرقل حركة المارة.

الجنوب

في صيدا، أحكمت العاصفة ميريام طوقها القطبي، حاملة معها رياحاً قوية لامست سرعتها المائة كلم بالساعة وأمطاراً غزيرة وصقيعاً على الساحل، وجليداً وثلوجاً على الجبال. وشلت العاصفة حركتي الملاحة والصيد البحري في ميناء صيدا واجتاحت الأنواء رصيف المرفأ والباحة الشمالية للقلعة البحرية، وحالت دون مغادرة باخرة تجارية مرفأ صيدا الجديد. وأدت سرعة الرياح التي تجاوزت التسعين كلم في الساعة إلى ارتفاع الأنواء البحرية لأكثر من ستة أمتار. وضرب بعضها الكورنيش البحري الشمالي للمدينة، واجتاحت جزءاً منه في منطقة الحمام العسكري جارفة معها كميات من الحصى والأتربة. وتسببت العاصفة في تضرر بعض أشجار الحمضيات في منطقة العدوسية في الزهراني. وفي منطقة جزين، سجل تساقط للثلوج على ارتفاع 800 متر وبدأت مع ساعات المساء تلامس الـ 600 متر.

وأصيب العسكري في الجيش اللبناني «ر. ق.» بجروح جراء اصطدام سيارته من نوع مرسيدس بعمود على اوتوستراد البيسارية في الزهراني إثر انحرافها بفعل الأمطار والرياح. ونقل الجندي من قبل الصليب الأحمر اللبناني إلى مستشفى الراعي في صيدا لتلقي العلاج وحالته مستقرة.

وفي صور والنبطية، ألزمت شدة الرياح وارتفاع موج البحر صيادي الأسماك في ميناء صور بعدم الخروج إلى عرض البحر. وقال نقيب الصيادين خليل طه: إن الصيادين لم يتأثروا بهذه العاصفة ولا تلك التي قبلها بسبب تحصين الميناء بكاسر الأمواج. وأغلق مرفأ صور التجاري في وجه الملاحة البحرية بسبب اشتداد العاصفة حيث بلغ ارتفاع موج البحر أكثر من خمسة أمتار. وبعد الظهر، تحولت مناطق شرق صور لا سيما في حي الزراعة إلى بحيرة عائمة. وفي منطقة النبطية تسببت الأمطار الغزيرة والسيول بإقفال الطريق التي تصل بلدة أنصار بالبابلية في محلة الجزيرة وغرق عدد من السيارات بالسيول أثناء محاولتها العبور.

وفي العرقوب، حملت العاصفة «ميريام» الثلوج التي بدأت تتساقط في شبعا وكفرشوبا تحديداً ومرتفعات العرقوب وجبل الشيخ مصحوبة برياح شديدة وضباب كثيف وانخفاض درجات الحرارة التي لامست الصفر. وأكد رئيس اتحاد بلديات العرقوب محمد صعب أن «البلدية بجهوزية تامة لمواجهة العاصفة لا سيما تأمين الجرافات لفتح الطرق بالتنسيق مع وزارة الاشغال العامة».

الشمال

البقاع

وتابع محافظ البقاع كمال أبو جوده مع كل من قائد منطقة البقاع الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العقيد ربيع مجاعص والمدير الإقليمي للدفاع المدني في البقاع فايز الشقية والمدير الإقليمي لوزارة الأشغال في البقاع أحمد الحجار، قضية المواطنين المحتجزين على طريق ضهر البيدر بفعل التساقط الكثيف للثلوج والانزلاقات. وأعطى توجيهاته حيث جرى إخلاء طريق ضهر البيدر من أي سيارات محتجزة، داعياً المواطنين إلى «عدم سلوك طريقي ضهر البيدر وترشيش زحلة في الوقت الراهن».

وأكد أحمد الحجار، أن «وزارة الأشغال وخصوصاً في البقاع، على أهبة الاستعداد لمواجهة أي عاصفة أو منخفض جوي»، لافتاً إلى أن «طريقي ضهر البيدر وترشيش – زحلة، من صلب اهتمامات الوزارة التي تعمل بشكل مستمر مع مركز جرف الثلوج على فتحهما كونهما الشريان الحيوي بين بيروت والبقاع».

وأدت الرياح القوية إلى أضرار فادحة في الأشجار المثمرة وخيم البلاستيك وشبكات الري وخيم النازحين وخطوط الكهرباء وسقوط عدد من أعمدة الإنارة على طريق الهرمل – القاع. وتابع قائمقام الهرمل طلال قطايا الوضع بالتنسيق مع بلديات المنطقة، في الوقت الذي سيرت قوى الأمن الداخلي دوريات ووضعت فرق الإسعاف التابعة للصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني والإسلامي في حال جهوزية. وسجلت أضرار متفرقة في مشاريع القاع التى اجتاحتها سيول مخلفة أضراراً في السهول والمزروعات وشبكات الري والطرق الزراعية.

وتفقد رئيس بلدية القاع بشير مطر مخيمات النازحين السوريين حيث اجتاحت العواصف عدداً من الخيم ودمرت بعضها وألحقت أضراراً بعدد آخر. وأجرى مطر اتصالات بالجهات الإغاثية والصليب الأحمر والمؤسسات الإنسانية لتأمين الدعم اللازم والعمل على إيواء العائلات المتضررة ريثما يتم إصلاح الأضرار.

وفي راشيا، شهدت المنطقة تساقطاً كثيفاً للثلوج في معظم القرى الجبلية، خصوصاً في قرى ينطا وبكا ودير العشاير وعين عطا وعيحا وكفرقوق والسلطان يعقوب ولبايا ومشغرة وميدون. وأكد رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ صالح أبو منصور أن غرفة العمليات بجهوزية تامة لمواكبة العاصفة.

وأعلن النائب سيمون أبي رميا في بيان أنه «بعد الاتصالات الحثيثة التي أجراها مع مدير عام الطرق والمباني في وزارة الأشغال العامة والنقل طانيوس بولس، تم تجهيز مركز جرف الثلوج في إهمج بآلة لرش الملح تفادياً للانزلاق خلال الجليد، كما تم تصليح ثلاث آليات لجرف الثلوج أهمهم الآلية مع «توربين» التي تقاوم كثافة الثلوج وسماكتها»، مشيراً إلى «أن هذه الخطوات ستُساعد في تأمين طرق سالكة وآمنة خلال العواصف في مناطق: العاقورة – مجدل العاقورة – سرعيتا – الغابات – لاسا – قهمز – افقا وعين الغويبة، بالإضافة إلى قرطبا – المغيري ويانوح».

(المستقبل)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى