أبي اللمع :
“الثلث المعطّل بدعة دستورية كبيرة والهدف منها تعطيل البلد”
“موقفنا من سوريا سيحدده موقف سوريا من لبنان”
المصدر: الديار
إليان مارون ضاهر
حلقة مفرغة يدور فيها لبنان، ولا أثر لأيّ مخرجٍ، فقد كثُرت العقد وقلّت الحلول، كما انعدمت عند البعض الرغبة في الحلّ. وبعد مرور أسابيع وأشهر، وبعد وعود وعهود بالاسراع والعمل الحثيث لتشكيل الحكومة، ورغم تنازلات من بعض الافرقاء، فالأزمة مكانك راوح. كما أتت القمّة العربيّة الاقتصادية اليوم، لتُظهّر حجم الكارثة التي يغرق فيها لبنان…
وممّا لا شكّ فيه أنّ التنازلات في هذه الحالة لا بدّ منها، للقيام بالبلد والنهوض بإقتصاده، ومّما لا شكّ فيه أيضاً أنّ أحد الفرقاء الذين ضحّوا بمطالبهم في سبيل إيجاد حلّ هو فريق القوّات اللبنانيّة، إن لجهة وزير مع حقيبة سياديّة، أو حتّى لجهة عدد الوزراء القوّاتيّين، وللإضاءة على موقفهم من الأزمة الراهنة، كان لنا اتصال هاتفيّ مع النائب إدي أبي اللمع.
**الملفّ الحكومي**
البداية كانت من الملفّ الحكومي حيث أشار أبي اللمع أنّ المشكلة منقسمة الى قسمين، قسم داخليّ وآخر خارجيّ، بالنسبة للشقّ الداخلي من المشكلة، فهو متعلّق بما يُسمّى عقدة توزير سنّي من 8 آذار، الى جانب موضوع الثلث المعطّل أوالضامن.
وردّاً على سؤال حول إذا ما كانت القوّات تعتقد أنّ مطلب النوّاب السنّة محقّ، أشار أبي اللمع أنّ الإشكاليّة بنظر القوّات ليست حول أحقّية توزير سنّي من اللقاء التشاوري أم لا، إنّما حول توقيت هذا المطلب الآن الذي وصفه بـ”المريب”، وسأل لماذا لم يتمّ التقدّم بهذا الطرح من قبل، منذ بداية المشاورات الحكوميّة وتوزيع الحقائب، ولماذا انتظروا الى الآن بعد أن ذُلّلت كلّ العقد وتنازلنا عن الكثير من حقوقنا، ولم يتمّ الحديث عنها حينها بشكل موضوعي أو جدّي بل تمّت الاشارة اليها فحسب بشكل هامشيّ.
وبالنسبة لموضوع الثلث المعطّل، أكّد أبي اللمع أنّ هذه بدعة غير دستوريّة كبيرة، ومفهوم هذا الثلث يدلّ اسمه عليه: “معطّل” اي أنّه مفهوم سلبي والغاية منه التعطيل، رغم محاولة تغليفه وتجميله بمسمّى “الثلث الضامن”، والتيار الوطني الحر يُطالب بأن يتمثّل اللقاء التشاوري بوزير من حصّته وبذلك تكون حصّة رئيس الجمهوريّة والتيار الوطني الحرّ ارتفعت الى 11 وزيراً بدل 10 وزراء.
وأمّا بالإنتقال الى الشقّ الخارجي، فأشار النائب القوّاتي الى أنّه هنالك تقاطع مصالح إقليمي دولي معرقل لتشكيل الحكومة، وهو خاضع لتحاليل سياسيّة كثيرة، ولا يمكن لأحد أن ينكر أنّ الأزمة الإقليميّة الكبيرة المحيطة بلبنان تؤثّر علينا، وقد يكون البعض منتظر لاستقرار الامور حتّى يعزّز موقعه ويرفع سقف مطالبه.
**القوات ليست نادمة على تفاهم معراب ولكن…**
وعن سؤال حول اذا ما كانت القوّات اللبنانية نادمة على ورقة تفاهم معراب، نفى أبي اللمع أنّ تكون القوّات قد ندمت على هذه الورقة ولا على دعم ميشال عون للوصول الى الرئاسة وهم يعتبرون أنّ هذا أمر كان يجب أن يحصل وحصل، ولكنّ التهرّب من هذا الإتفاق من طرف جبران باسيل هو الذي لم يكن جيّداً، خصوصاً وأنّ القوّات قد قدّمت تنازلات لكي يرتاح البلد من الفراغ الذي دام ما يُقارب سنتين رغم أنّ الدكتور جعجع نفسه كان أحد مرشّحي رئاسة الجمهورية.
** متفائلون من لقاء بكركي وسيخرج بالنتيجة المرجوّة **
وبالنسبة للقاء الذي جمع القيادات المسيحيّة، الذي دعى اليه مار بشاره بطرس الراعي مؤخّراً، وإذا ما كان يُنتظر أن يأتي بنتائج عملية، لفت الى أن الافرقاء اتّفقوا على ان يعملوا معاً للوصول الى نتيجة ويبدو أنّ هنالك اصراراً من البطريرك على انهاء الازمة، ومن المنتظر أن يؤدّي الى نتائج ملموسة وعمليّة خصوصاً وأنّه تمّ وضع سقوف معيّنة لوضع البلد واحترام الدستور وتطبيقه بشكل واضح وسليم وعدم خلق اعراف جديدة وخلاصة الاجتماع والورقة التي صدرت عنه تؤكّد والبطريرك مصرّ على السعي للاسراع بتشكيل الحكومة.
**المصالحة مع المردة كانت نتيجة اجتماعات مطوّلة ومشاورات عديدة**
وعند سؤاله عن العلاقة مع المردة، وعن توقيت المصالحة التاريخيّة التي جمعت بين جعجع وفرنجية تحت مظلّة بكركي، وهي مصالحة كان المسيحيون بانتظارها منذ وقت طويل، فلماذا الى الآن حتّى تحقّقت، ولماذا لم تحصل قبل الانتخابات ولماذا لم يكن هو الحليف بدل ميشال عون، أجاب أنّ قنوات الحوار كانت جارية منذ فترة واللقاءات والاجتماعات التي كانت تهدف الى تحقيق هذا التقارب تعود لفترة ليست قصيرة، وما المصالحة الّا خلاصة هذه الجهود واللقاءات.
**القمّة الاقتصاديّة مكسب للبنان إنّما…**
وأمّا بالنسبة لموضوع القمّة الاقتصاديّة وهل يقدر لبنان الرازح تحت وطأة الديون أن يتحمّل تكاليفها، أجاب أبي اللمع أنّ هذه القمّة الاقتصاديّة كانت قادرة على اعادة الثقة بلبنان وبالاقتصاد اللبناني وتعزيز موقعه لجهة أنّه وبرغم أزماته بقي قادراً على استضافتها والتحضير لها، و مجرّد حصول القمّة الاقتصادية في لبنان هو مكسب كبير للبنان. ولكنّ هذه الثقة كانت منقوضة لأنّ قيادات الصفّ الاوّل من الدول لم تحضر، ولكنّ الوضع هكذا يبقى أفضل فيما لو تأجّلت القمّة أو اعتذر لبنان عن استضاتها، وهو الأمر الذي كان سيهدم كل ما تبقّى من ثقة بلبنان.
**موقفنا من سوريا متعلّق بموقفها من لبنان**
وبالانتقال الى الموضوع السوري، وعلى ضوء العلاقة السلبيّة التي كانت قد سادت بين القوات والدولة السوريّة، سألنا أبي اللمع حول الطريقة التي سيتمّ فيها التعاطي مع هذه الدولة التي تتقاسم مع لبنان حدوداً مشتركة، ولا مفرّ من إقامة علاقات معها، ردّ النائب القوّاتيّ أنّ الحرب السوريّة شارفت على الانتهاء، ولكنّ الوضع في سوريا لم يستقرّ بعد نهائيّاً، ولم تستقم الأمور بعد، إنّما أشار الى أنّ ما يُقال أنّ وضع الرئيس الأسد اليوم أفضل من السابق هو صحيح، ولكنّهم في انتظار كيف سيتمّ التعامل من قبلهم مع لبنان، وإذا ما كان لبنان ما يزال في نظرهم بلد ملحق أو تابع لسوريا.
كما أنّ هنالك العديد من الامور التي تؤثّر على الموضوع وكلّ شيء متعلّق بالتطوّرات والمواقف من لبنان والتي ستتحدّد في المستقبل، وهذه المواقف مرهونة بكيف سيتمّ التعاطي مع لبنان وهذا هو ما سيحكم مواقفهم من سوريا في المستقبل.
زر الذهاب إلى الأعلى