أخبار محلية

الى دروز لبنان: “لا تتمَوْرنوا”!

ألاحظ، بحكم المتابعة التي تفترضها المهنة، حركةً تسود طائفة الموحدين الدروز منذ أشهر، حيث كانت الفئة اللبنانيّة الوحيدة التي لم تتجاوز الانتخابات النيابيّة ونتائجها، فسقطت، مرّتين، في محظور الدم، والثالثة، التي يقال إنّها ثابتة، قد نشهدها في أيّ لحظة.
غالباً ما تنتهي الخلافات الدرزيّة بالدم. والدم الآخر، الذي يسري في العروق، لم يبرد لدى مناصري وليد جنبلاط وطلال ارسلان في الشويفات، حيث تتكرّر الإشكالات ويجول مطلوبون للعدالة مع سلاحهم، ما قد يجعل احتمال تطوّر أيّ خلاف، ولو على موقف سيّارة، الى تبادلٍ لإطلاق نار وصولاً الى إطلاق قذائف وقنابل، كما حصل مرارا في السابق.
لا يتوقف الأمر عند ما يحصل في الشارع. نسمع، على المنابر، كلاماً بنبرةٍ عالية وتهديداً وتلويحاً بعظائم الأمور، وكأنّ الطائفة مقبلة على معركةٍ ضدّ عدوّ غريب، بينما المقصود غالباً في التهديد هو ابن طائفة وابن وطن وحليف سابق أو، حتى، لاحق. فالتحالفات تتبدّل داخل الطائفة، بتبدّل الظروف والمصالح. مرّةً تكون العلاقة جيّدة بين جنبلاط وارسلان، ومرّةً أخرى يقترب ارسلان من وئام وهاب، ثمّ تجد الأخير قريباً من المختارة وبعيداً عن خلدة.
شتم الثلاثة بعضهم مرّات، وتحالفوا مرّات، وما عاد شهيدٌ الى قيد الحياة، ولن يعود. يحتاج الأمر، في الطائفة التي يديرها، روحيّاً، شيخ عقل، أو شيخين في هذه الأيّام، الى بعض تعقّل والى كثيرٍ من الهدوء والحكمة. يحتاج الى تصريحاتٍ أقلّ، والى الكفّ عن البيانات والتغريدات، فتهدأ النفوس وتستعاد لغة العقل وقد باتت مفقودة، خصوصاً في الفترة الأخيرة.
معيبٌ أن يسقط المزيد من الشهداء. ومعيبٌ أيضاً أن يكون بعض أبناء الطائفة في قلّة، بينما الزعماء يتقاتلون بدل النظر الى شؤون المناصرين الذين يهتفون “بالدم، بالروح”، وبعضهم يقصد الأمر فعلاً، كما أظهرت التجارب.
يقول المثل الشعبي “ما متت، ما شفت مين مات”. فلينظر الدروز الى حال الطوائف الأخرى، الى قتال الموارنة الذي يحملون نتائجه على كاهلهم منذ عقود. “لا تتمورنوا” في هذه
داني حداد ” mtv “

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى