أخبار محلية

تبّاً لكم… باللّغتَين!

لم أزر فنزويلا يوماً. لكنّ المرء لا يحتاج لزيارتها ليدرك أنّ الغالبيّة الساحقة من الشعب الفنزويلي تعيش في فقرٍ، والفساد يعمّ البلاد، بينما يضطرّ الناس هناك للاختيار بين السيء والأسوأ، تماماً كحال الكثير من الشعوب، خصوصاً العربيّة.

تشهد فنزويلا ما يشبه الربيع العربي. سيءٌّ ينقلب على سيّء، وأيادٍ خارجيّة تتدخّل دعماً لهذا الفريق أو ذاك، ودمٌ يسيل في الشارع. هي حال الدول الضعيفة، ولو كانت، كما فنزويلا، تنام على أكبر احتياطي نفطي في العالم، بينما العائلات تنام فيها وقد أكلت في المساء ممّا جنته في النهار، بالكاد.

لن يحقّق الرئيس المنقلِب النهضة لفنزويلا وشعبها واقتصادها، ولو كان مدعوماً من ساكن البيت الأبيض الذي لا يأبه لا لفنزويلا ولا لحال غيرها من الدول، ولا بقاء الرئيس المنقلَب عليه سيُخرِج الفنزويليّين من فقرهم ويضع حدّاً للفساد.

شعوبٌ تئنّ، لكنّ الثورات لم تعد تُجدي. شاهدوا فوضى الربيع العربي وما بعده. عودوا الى ثورات الماضي التي كانت تحرّكها مصالح وتلوّثها تجاوزات. تتّسخ الثورات، غالباً، بغبار الشارع وفوضاه وتعدّياته، ثمّ تنظّفها كتب التاريخ المدرسيّة حيث لا يبقى من الثورات إلا الشعارات الرنّانة وخطب الكلام القليل والفعل اليسير.

وفي فنزويلا اليوم يسقط الضحايا في الشارع، وهو ما يحصل في الخرطوم حيث يدخل عمر البشير عامه الثلاثين في رئاسة بلدٍ لم يعرف يوماً هنيئاً في عهده، ومع ذلك رشّحه حزبه أخيراً لولاية جديدة تبدأ في العام ٢٠٢٠.

لن يشبه الـ ٢٠٢٠ السوداني بشيء ٢٠٢٠ دبي التي أعطانا حاكمها محمد بن راشد، في كتابه الأخير، دروساً في كيفيّة الحكم والنهوض بالدول تجعلنا نأسف على حالنا، خصوصاً في لبنان الذي دخل أمس الشهر التاسع من تكليف رئيس الحكومة، ولا إنجاب، ولو أنّنا حبِلنا من هذه السلطة السياسيّة التي يتمسّك كلّ فريقٍ فيها بحصّة وحقيبة، وتلك التفاهات التي نسمعها منذ تسعة أشهر…

قلبنا مع فنزويلا، وقلبنا، أيضاً، على حالنا في لبنان. تسعةُ أشهر بلا حكومة. تبّاً لكم، كي لا نقول عبارةً أخرى. ماذا تعني “تبّاً لكم”  بالإسبانيّة، لغة الفنزويليّين، كي تُقال هناك أيضاً لسياسيّيهم الفاسدين؟

المصدر:

داني حداد – MTV

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى