أخبار محلية

لهذا السبب لم تنفجر علاقة “حزب الله” وسعد الحريري بعد

تأخّرت الحكومة تسعة أشهر وتعثّرت ولادتها أكثر من مرّة لكن المفارقة في مرحلة المفاوضات الشاقّة أن التصعيد السياسي بقي مضبوطاً بين المحاور المتشنّجة، فتوتّرت العلاقة بين حزب الله وسعد الحريري ولكن من دون أن تتفجّر بينهما رغم التشنّج الذي رافق عملية التأليف والخلاف حول تمثيل اللقاء التشاوري .
حرص حزب الله كما سعد الحريري على حفظ خط الرجعة وشعرة معاوية بينهما وتشابكت معطيات لعدم أخذ العلاقة إلى الخط الساخن. من جهة سعد الحريري كان القرار واضحاً بالتعاون مع حزب الله كما حصل في الحكومة السابقة التي تجاوزت الخلافات الإقليمية ودفعت الرئيس المكلّف كما يقول قريبون منه ليقيم توازناً بين مسألتين، أن لا يترأس حكومة تشكّل تحديّاً للمجتمع الدولي الذي يتخوّف من سيطرة حزب الله على الحكومة بعد سيطرته على مجلس النواب ، وأن لا يذهب الى خلاف بالمقابل يؤدي إلى الاستغناء عن حزب الله ووضعه خارج الحكومة خصوصاً أن الحريري يعتبر حزب الله جزءاً من المكوّن السياسي اللبناني الذي لا يجوز الاقتتال معه.
من جهة حزب الله كان واضحاً منذ البداية أن لا رغبة لحزب الله بافتعال خلاف داخلي كبير يُطيح بالحريري أو يدفعه إلى الاعتذار عن التأليف، فتجربة الحكم مع الحريري لم تكن سيئة وحزب الله كان أول الداعمين لعودة الحريري في أزمة السعودية. ووفق المعلومات لدى حلفاء الطرفين فإن حزب الله رفض عروضاً مفخخة لاستبدال سعد الحريري في رئاسة الحكومة لقناعة راسخة لدى الحزب بأن الاستغناء عن الحريري مغامرة خطيرة تؤثر على الأوضاع السياسية والاقتصادية من جهة ولأن بدلاء الحريري في الرئاسة لا يتمتّعون بالغطاء العربي والدولي وحتى الداخلي المؤيد حيث أن لا أحداً من القوى السياسية في الداخل من رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب إلى الإشتراكي والقوات والمردة يؤيد هذا الطرح.
عوامل كثيرة جعلت الخلاف لا ينفجر بين بيت الوسط وحارة حريك، فالحريري لم يخطىء مع حزب الله وتجاوز مسألة تمثيله في وزارة الصحة كما “غضّ النظر” عن نهائيات مداولات المحكمة الدولية واتهام حزب الله، فيما كان حزب الله حريصاً على إزاحة الملفات المتفجّرة وحصرها بإطار ضيّق ومحدود طوال أزمة التأليف.
يحرص متابعون على وصف العلاقة بالتالي “اليوم سعد الحريري يريد أن يكون رئيساً للحكومة وحزب الله يريد أن يتمثّل بشكل مختلف عن تمثيله السابق”. على هذا الأساس تسير العلاقة ويتوقّف المراقبون عند إشارات من قِبل الطرفين تؤكّد التعاون الجيد واستمرار ربط النزاع بينهما. الرسالة الأبلغ أتت قبل فترة من بيت الوسط بلقاءين حملا دلالات سياسية، فالرئيس سعد الحريري لم يلاقِ طروحات الموفد الأميركي ديفيد هيل تجاه حزب الله واعتبر أن حزب الله حالة إقليمية ودولية وليست مهمّته أو من اختصاصه مواجهته ويرفض أن يكون رأس حربة في هذا المشروع وتعريض الاستقرار والوحدة الوطنية لأي خطر. فيما كان استقبال الحريري للسفير الإيراني قبل القمة العربية رسالة إيجابية أيضاً من السراي إلى حزب الله المعني أكثر من غيره بمفاعيل الصراع الأميركي – الإيراني تدعوه لتحييد لبنان عن الكباش الإقليمي والتزام النأي بالنفس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى