أخبار محلية

” من واشنطن ولندن إلى كميل شمعون وبشير الجميّل”

البلد لم يعد يهدأ يوماً. تصريحٌ يأخذه إلى هناك وتصريحٌ يأتي به إلى هنا، وهكذا دواليك. أحد التصريحات الأخيرة للوزير جبران باسيل يقول فيه إنّ “لبنان يُمكن أن يُعلّم واشنطن ولندن كيفيّة إدارة الدولة من دون موازنة”، إلاّ أنّه يُمكن الإضافة على ما سبق أنّ “لبنان بات يعلّم واشنطن ولندن والعالم، العيش في التكاذب والتفاهة والتاريخ المُشوَّه… وأكثر”.

أكثر من إنجاز سينمائيّ في جمهورية نادين لبكي، لم نعد نرَ. ويبدو أنّ لبكي وجدت لها مُنافساً مُحترفاً، بل منافسين، في الإخراج والتمثيل في كفرناحوم – لبنان.

أحد القياديين في “التيار الوطني الحر”، يُغرد عن مكافحة الفساد “من دون هوادة” في ملف المولّدات الكهربائيّة وهدر الأموال العامة في مجلس الخدمة المدنية وتعاونية موظّفي الدولة والتحقيقات، وضبط تهريب جمركي وإقفال مستودع وتوقيف مخلّص جمركي”.

لا نبحث عن جنس البطل في الإصلاح والتغيير، لأنّ الرأي العام سئم هذا المنطق، ولكن هل من المُفيد تسييس هذا الشعار وربط جهاز التفتيش المركزي ورئيسه جورج عطيّة، المعنيّ الأوّل بالتحقيقات في إدارات الدولة، بجهة سياسيّة لا يعمل تحت رايتها ولا في أحد مكاتبها لاستثمار العمل الذي يقوم به؟ وهل يجوز أيضاً الإستثمار سياسياً في الجهود التي يقوم بها مُدير عام الجمارك بدري ضاهر لتسجيلها في سجلّ الإنجازات؟

هذه الذهنيّة لا تقلّ فساداً عن الفساد السياسي والمالي، وهي لا تخدم مَن يُريد أن يُنسي اللبنانيين، سيّما المسيحيين، تجربتَي رئاسة كميل شمعون وقيادة بشير الجميّل، وبالتأكيد أنّها ستجعل الجميع متعطّشاً لنموذج فؤاد شهاب في الحكم والإدارة والقيادة.

عين الناس على همومهم، وعلى 20 عاماً مُقبلاً من حياة أولادهم وأحفادهم، بينما هناك جمهورٌ يُغرّد في مكانٍ والواقع في مكانٍ آخر. جمهورٌ يُجيِّش الطائفيّة والتحريض ومنطق العدّ و”بيّي أقوى من بيّك؟”، يُهادن متّى أخذوه إلى الهدنة و”يُشعلها” متى جرّوه نحو المواجهة… الجمهور السيّء نقمةٌ على قائده، فكيف بالأحرى على رئيس جمهورية من رحمه؟

لنترك واشنطن ولندن اللذين يحكمان العالم، ولننظر إلى أنفسنا. على الحساب الخاص بالرئيس العماد ميشال عون على “تويتر” صورة للتلميذ الضابط متسلّماً سيف التخرّج من رئيس الجمهورية اللواء فؤاد شهاب، صورة وُضعت منذ بداية العهد ولم تُنزَع حتى اليوم. ربّما على هذا الجمهور القراءة في كتاب الشهابية لخدمة رئيسه، وليس البحث عن استبدال التجربة “الكتائبيّة” والشمعونيّة بتجارب موتورة، وبلا “عقل”، لأنّ لبنان لم يعد “حقل تجارب”.

Mtv lebanon

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى