أعلنت مؤسسة Citizen Lab التي كشفت استخدام أدوات تجسس إسرائيلية في التنصت على الصحفي جمال خاشقجي، أن موظفيها استجوبوا من قبل “وكلاء سريين دوليين”.
ولفتت وكالة “أسوشيتد برس” السبت، أن الوكلاء السريين، انتحلوا صفة مستثمرين، قاموا باستدراج موظفين في المؤسسة البحثية التي تنشط في كندا، واستجوبوهم لساعات حول اكتشافاتهم المتعلقة بوجود بصمات إسرائيلية في قضية خاشقجي الذي قتل في قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأشارت الوكالة إلى أن الغموض لا يزال يلف الطرف الذي ينتمي إليه هؤلاء “الوكلاء”، لافتة إلى أن تصرفاتهم تشابه ما يستخدمه المحققون الخاصون الذين يتقمصون شخصيات وهمية لجمع معلومات استخباراتية أو مواد تشهير أو معطيات مشوهة لسمعة شخصيات بارزة داخل الحكومات أو أوساط الأعمال.
وفي بداية الأمر، تسلم اللاجئ السوري العامل في Citizen Lab، بحر عبد الرزاق، في السادس من ديسمبر، رسالة عبر شبكة LinkedIn للتواصل الاجتماعي من رجل عرّف عن اسمه غاري بومان، وقيل إنه مسؤول جنوب إفريقي في شركة مختصة بالتكنولوجيا المالية (تبين لاحقا أنها وهمية) ويقيم في مدريد، حيث اقترح على عبد الرزاق الانضمام إلى “مبادرة جديدة” لمساعدة اللاجئين.
ووافق عبد الرزاق على اللقاء بهذا الرجل في فندق Shangri-La في تورونتو الكندية، لكن بدلا عن مشاكل اللاجئين، سرعان ما تطرق الحديث إلى تحقيق Citizen Lab في استخدام أجهزة شركة NSO الإسرائيلية في التجسس على خاشقجي والمقربين منه.
وكشف عبد الرزاق أن بومان وجه إليه أسئلة مثيرة للاستغراب، بما في ذلك ما إذا كان اللاجئ السوري يؤدي الصلاة وما إذا يشعر بكراهية تجاه إسرائيل.
وبعد هذا الحادث، تلقى موظف آخر في Citizen Lab، جون سكوت-رايلتون، رسالة مماثلة من رجل يدعى نفسه ميشيل لامبيرت، رئيس شركة باريسية مختصة بالتكنولوجيات الزراعية (وهي وهمية أيضا).
وأعرب هذا الشخص عن اهتمامه ببرنامج عمل عليه سكوت-رايلتون سابقا، وهو متعلق بوضع خرائط باستخدام صور تلتقط بواسطة طائرات ورقية.
واقترح لامبيرت على سكوت-رايلتون اللقاء في مطعم بفندق Peninsula في نيويورك، لكن الموظف كان يشكك منذ البداية في حسن نية “المسؤول الفرنسي”، لاسيما في ظل ما حدث سابقا لزميله عبر الرزاق.
ولذلك وصل سكوت-رايلتون إلى اللقاء مجهزا بأدوات تنصت وتسجيل أيضا، وجلس على طاولة مجاورة صحفيون من “أسوشيتد برس”.
ولاحظ سكوت-رايلتون داخل المطعم أشخاصا تابعوا حواره مع لامبيرت والتقط أحدهم صورا، كما وضع “المسؤول الفرنسي” على الطاولة قلما لاحظ فيه موظف Citizen Lab عدسة كاميرا.
وتكرر خلال هذا اللقاء السيناريو السابق، إذ بدأ لامبيرت يوجه أسئلة بخصوص “العنصرية ومعاداة السامية” داخل Citizen Lab ودراساتها المتعلقة بـNSO.
وفي نهاية اللقاء، دعا سكوت-رايلتون إلى الطاولة صحفيي “إسوشيتد برس″، ما حيّر لامبيرت، الذي رفض الإجابة على أسئلتهم واكتفى بالقول: “أعرف ما أفعله، ولا يجب علي تقديم أي توضيحات”.
ودان رئيس Citizen Lab، رون ديبيرت، بأشد العبارات هذه التصرفات، واصفا إياها “تحركات شريرة وراء الكواليس″، وشدد على أن أي اعتداء ماكر على منظمته هو اعتداء على الحرية الأكاديمية عموما.
من جانبها، أصدرت NSO بيانا نفت فيه أي صلة مباشرة أو غير مباشرة لها بعمليات سرية موجهة ضد هذه المؤسسة البحثية، مشددة على أنها لم تستأجر أي وكلاء لإجراء تحقيق خاص مع موظفي المؤسسة.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أعلنت Citizen Lab أن أجهزة تجسس منتجة من قبل شركة NSO الإسرائيلية استخدمت للتنصت على الهاتف التابع لأحد المقربين من الصحفي جمال خاشقجي.