أخبار محلية

ما لم يقله “السيد” من قبل!

على مدى ما يقارب الثلاث ساعات، أطّل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، من على شاشة “الميادين”، التي تتوجه إلى جمهور عريض، داخل لبنان وخارجه، وبعد غياب لا علاقة له بصحته، إذ بدا بالأمس في أتمّ عافيته، لم يترك شاردة وواردة إلاّ وتحدث عنها، وبالأخص في ما يتعلق بالأمور الإقليمية.

أما في الشق اللبناني فإن ما قاله عن الحكومة لم يحمل جديدًا، بإستثناء إصراره على تشكيلها في أسرع وقت من أجل مصلحة الشعب اللبناني، مؤكدًا “أننا قدمنا كل التسهيلات منذ اليوم الأول”.
وفي هذا الأمر قد لا يوافقه كثير من السياسيين اللبنانيين، الذين لا يزالون يعتقدون أن “حزب الله” هو الذي يعرقل قيام الحكومة، من خلال ربطه أي حل لها بتمثيل “اللقاء التشاوري”، مع ما رافق كل فترة “التعطيل” من شروط وشروط مضادة.
وعلى رغم نفيه أن لا علاقة لا لإيران ولا لسوريا بعرقلة التأليف فإن ثمة من يعتقد أن العكس هو الصحيح، وذلك إستنادًا إلى معطيات عدّة، قد يكون من بينها التطورات المتسارعة على الساحة السورية والصراع الظاهر بين واشنطن وطهران، وهذا ما يفسّر تأخير ولادة الحكومة اللبنانية، وذلك من أجل أن يكون لكل منهما موقع متقدّم على الساحة اللبنانية.
وبغض النظر عن تشابك المصالح الدولية والإقليمية وتأثيراتها السلبية على ولادة الحكومة العتيدة، التي قاربت من موعد إطفاء الرئيس الحريري الشمعة التاسعة للتكليف، فإن ما قاله نصرالله بالأمس له أكثر من دلالة سياسية، ولو في شكل عرضي، ولكنه مقصود، عندما تحدّث بإسم كل الشيعة، الذين لم يطالبوا أبدًا في اي مكان، والمقصود مع الفرنسيين، بالمثالثة “ولم نتحدث عنها بالمطلق”، وهو بدا وكأنه يردّ ولو بطريقة غير مباشرة على بيان بكركي الأخير، على أثر اللقاء النيابي الماروني، وعلى ما نقله إليه وفد الحزب من هواجس البطريرك الراعي في آخر لقاء له معه.
أمّا ما قاله نصرالله، في حديثه بالأمس، عن إتفاق الطائف، وهنا بيت القصيد، فهو كلام جديد ولم يسبق له أن قاله من قبل بهذه الصراحة والوضوح، عندما قال بالحرف “نحن لا نريد تغيير اتفاق الطائف“، وهذا يعني في السياسة أن “حزب الله” طوى فكرة “المؤتمر التأسيسي”، ولو إلى حين، لأنه سمع في الآونة الأخيرة كلامًا كثيرًا عن ضرورة التمسك بهذا الإتفاق والحفاظ عليه، ومن أكثر من مرجع، ومن بينهم الرئيس نجيب ميقاتي الذي لا يترك مناسبة إلاّ ويتحدث فيها عن أهمية تطبيق إتفاق الطائف وإحترام ما جاء فيه من بنود من شأنها تنظيم الحياة السياسية وتحفظ الوحدة الداخلية من خلال فصل السلطات وتعاونها الإيجابي في ما بينها والحفاظ على صلاحيات كل من الرئاسات الثلاث، وبالأخص صلاحيات رئاسة الحكومة.
ففي كلامه الجديد عن إتفاق الطائف وضع نصرالله بالأمس النقاط على الحروف، وهو كلام واضح وصريح صادر عنه شخصيًا بالصوت والصورة، وليس كلامًا منقولًا عنه. وفي ذلك ما يثبت أن المرحلة المقبلة، في حال تمّ التوافق على تشكيل الحكومة قبل فوات الآوان، سيكون عنوانها الأساسي الحفاظ على الطائفومندرجاته الدستورية، فصلًا عن عناوين أخرى، وقد يكون شعار مكافحة الفساد من أهمها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى