لم يكن مستغرباً الخبر الذي ورد من دولة التشيلي في أميركا الجنوبية ويفيد بحلول لبنان في المرتبة الثانية في بطولة أميركا الجنوبية في المشاوي أو Barbecue.
البطولة التي شارك فيها ثلاثة وثلاثون فريقاً استطاع الفريق اللبناني الفوز بالمرتبة الثانية فيها، بعدما استساغت لجنة التحكيم كثيراً النكهة اللبنانية المميّزة في أطباق السمكة الحَرّة والخروف اللبناني المحشي والدجاج المتبّل مع الصعتر والثوم والبهارات اللبنانية.
لبنان الذي تغلّب بنكهة أطباقه على دول مشهورة بلحومها كالبرازيل والأرجنتين والمكسيك والأوروغواي يتطلّع إلى
بطولة العالم للمشاوي التي ستُقام في تموز المقبل، ولا شك أننا سنحتلّ مرتبة متقدّمة جداً، لن نستطيع تحقيقها لا في المونديال ولا في الأولمبياد ولا في بطولات التنس والسباحة وألعاب القوى والشطرنج وغيرها من الرياضات البدنية والذهنية.
وقد علّق أحد العاملين في قطاع المطاعم والفنادق بالقول: “لماذا الاستغراب فهل هناك لبناني لا يُجيد شَي اللحم وخصوصاً في عطلة نهاية الأسبوع، فنحن شعب يعنيه “المنقل وشيش اللحمة” أكثر من تشكيل الحكومة.”
ففي أدبياتنا وتراثنا وعاداتنا كالكثير من الشعوب تُعتبر حفلات الشواء والمناسف وكلّ ما يمتّ إليها بصلة من هوايات اللبنانيين ومن عاداتهم التي تأخذ حيّزاً كبيراً من اهتماماتهم ومشاغلهم، فتخدّرهم رائحة اللحوم المشوية والدخان المنبعث من المواقد و”المناقل” وتُنسيهم هموم المعيشة والسياسة والبيئة والمستقبل…
فكثيراً ما نشاهد في يومياتنا وإعلاناتنا دخان الشواء و”منقل الفحم ” “مشاوي والشباب” و”هويلو” و”ولعها” وغيرها من الكلمات اللبنانية الأصيلة. ولطالما يردّد اللبنانيون التعابير المتعلّقة بهذا التراث العظيم…
يلعب “المنقل” دوراً أساسياً في جلسات اللبنانيين وهو يستعمل أيضاً لمستلزمات “الأراكيل” وما أدراكم ما هي أهمية “الأراكيل”..
من هنا لا حاجة لتشريع زراعة الحشيش وحتى تعاطيه، فدخان المشاوي و”الأراكيل” كاف لتخديرنا.
زر الذهاب إلى الأعلى