ما يقوم به وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري إنجاز يستحقّ التهنئة، حتى باعتراف خصومٍ في السياسة. من لجأ من المواطنين الى عدّادات المولدات صُدم إيجابيّاً من الانخفاض الهائل في الفواتير، ما يبرز الهامش الكبير لأرباح أصحاب المولدات، منذ عقود.
ويبدو واضحاً مضيّ خوري في خوض معركته ضدّ أصحاب المولدات المخالفين، وهي معركة نأمل أن يتابعها خلفُه في الوزارة، إن خرج خوري من الحكومة، وفي ذلك ظلم إذ يكون الوزير الأكثر إنجازاً في وزارته، بين وزراء “لبنان القوي”، أُخرج من الحكومة.
ولكن، في الوقت الذي يواجه فيه خوري مافيا المولدات، وفي الوقت الذي يعلن فيه الوزير جبران باسيل حرباً على الفساد، يأتي تشويه الصورة من “أهل البيت”.
فقد فوجئ أهالي الضبيّة الأسبوع الماضي بانتشار فرق تقوم بتمديد كابلات كهربائية على العواميد التابعة لمؤسسة كهرباء لبنان بحماية شبّان يرتدون سترات كُتب عليها “انضباط”، ويحملون مسدّسات حربيّة، وهم تحرّكوا بأمرٍ من منسّق قضاء المتن في التيّار الوطني الحر عبدو لطيف.
أثار الأمر أثار ريبة المواطنين الذين اتصلوا برئيس البلدية الذي بدوره أرسل شرطة البلدية لاستطلاع الأمر ليتبيّن أن المشروع يتضمّن تمديد كابلات لمولّدات جديدة يتمّ تركيبها في المنطقة لتزويد المنازل بالكهرباء، وهي تعود لشقيق لطيف الذي يبدو أنّه استخدم نفوذه لهذه الغاية.
وأدّى ذلك الى حصول توترٍ في المنطقة بسبب الوجود المسلّح ما استدعى تدخّل جهاز أمن الدولة وإجراء إتصالات على أعلى المستويات أفضت إلى استكمال تمديد الكابلات.
وإذا كان من حقّ أيّ لبناني، في ظلّ غياب التشريعات، أن يعمد الى تركيب مولّد وبيع الطاقة الكهربائيّة، كما يفعل كثيرون، فإنّ هذه الحادثة تدفعنا الى طرح أسئلة عدّة:
لماذا يعمد مواطنٌ الى تركيب مولدات كهرباء في وقتٍ يشكو فيه أصحاب المولدات من التراجع الكبير في هامش أرباحهم؟
لماذا تركيب المولدات المحميّة من مسؤول في التيّار الوطني الحر، في وقتٍ يخوض “التيّار”، عبر وزيرٍ يمثّله، حرباً على فوضى القطاع؟
كيف يُقدم مستثمرٌ على دفع مبالغ ماليّة كبيرة إذا كانت الكهرباء ستؤمّن على مدار الساعة في المستقبل القريب، وفق الخطة المعتمدة من قبل وزارة الطاقة؟
إنّ ما حدث، والذي يلطّخ نزاهة ما يقوم به الوزير رائد خوري، نضعه برسم الوزير جبران باسيل الذي يُسأل عن تحريك عناصر انضباط مسلّحين ينتمون الى “التيّار” لحماية تركيب مولدات كهرباء. ولعلّ أمثال من قاموا بهذا التصرّف الميليشيوي هم أكثر من يسيئون الى باسيل و”التيّار”… فهل “يركّب” لهم “عدّاد المحاسبة
المصدر : mtv