كتبت صحيفة الحياة تقول: اجتمع أركان الدولة اللبنانية أمس في الكنيسة التي شُيدت على اسم شفيع الطائفة المارونية. فالقداس الذي ترأسه راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر في الجميزة، لمناسبة عيد مار مارون، جمع رؤساء الجمهورية ميشال عون، والمجلس النيابي نبيه بري، ومجلس الوزراء سعد الحريري، والرؤساء السابقين ميشال سليمان وحسين الحسيني وفؤاد السنيورة وتمام سلام، إضافة إلى وزراء ونواب وسفراء وشخصيات.
وفي العظة التي ألقاها مطر رحّب بعون، سائلاً الله أن “يُسدِّدَ خُطاه إلى ما فِيهِ خَيرُ لُبنانَ وَإنقاذُهُ مِن الأَخْطارِ المُحْدِقةِ بهِ”، كما رحّب ببري والحريري “اللَّذَين يُضفِيَانِ بِحضُورِهِمَا المُحبِّ معنا، فَرحاً خَاصًاً”.
وأضاف: “نَحمدُ اللهَ على أَن تَبَاشيرَ هذه البَهجةِ اسْتَبَقَت العيدَ بأيَّامٍ، مُتلازِمةً مع إِطلالةِ الحكومةِ اللبنانيَّةِ الجديدةِ التي أَدْخَلت إلى قُلُوبِ المواطنين أَملاً مُتجدِّداً بِانطلاقةِ لُبنانَ على طَريقِ اسْتعادةِ ذَاتِهِ وَتَثبيتِ دَورِهِ في إطارِ المنطقةِ”. وتابع: “لاحظنا في الدَّاخل شبه إجماع على حسن استقبال هذه الحكومة، لأنَّها جمعت في صفوفها غالبية الكتل والآراء، وهي مدعوَّة بإذن الله إلى العمل صفاً واحداً على إعادة ثقة اللبنانيين بوطنهم”.
ورأى مطر أن المواقف العربية والدولية المؤيّدة للحكومة الجديدة “دلّت بغزارتها على أن لُبنانَ يبقى فوقَ السِّياسةِ، وطناً يحمل رسالةً خاصَّةً أدخلها البابا الرَّاحل يوحنَّا بولس الثاني إلى التاريخ، عندما أعلن أنَّ لُبنانَ هُو أكثرُ من وطنٍ، وأنَّ رِسالتَهُ هي العيشُ المشتركُ الحرُّ والسَّويُ بين أطيافه”.
وزاد: “إنَّنا، بروحِ هذه الرِّسالة، نشكر الله الذي ألهم البابا فرنسيس الزيارة التي قام بها هذا الأسبوع إلى دولة الإمارات العربية الشقيقة، حاملاً إليها سلام الأخوَّة الإنسانيَّة ورغبة في الحوار البنَّاء بين المسلمين والمسيحيين، وداعياً من كل قلبه إلى وقف الحرب في العراق وليبيا واليمن وسورية”.
ولفت مطر إلى أن “خلاص لُبنانَ لا يكونُ إلا بالحفاظ على هوِّيَّته وعلى الثوابت التي رَسَمَتْ عَبرَ التَّاريخ ملامحَ وجُودِه”. واستدرك أن “الأمر لا يعني أنَّ لُبنانَ غيرُ قابلٍ لِلتَّطوُّر، إذ إنه سنَّةُ الحياة ويأتي بالتجديد”.
وأضاف: “قد يكون الوقت الرَّاهن غيرَ مُواتٍ لطرح مثل هذه الأمور، إلى أن يسودَ البلاد جَوٌّ من الحياة الطبيعيَّة، ومن ثمَّ نعود إلى التطوير الضَّروريِّ عندما تقوى صحَّةُ البلادِ، وتصبح قادرة على الاحتمال. فإلى انتظام الحياة العامَّة نحن أوَّلاً مَدعوُّونَ، لمُوَاجهةِ الاستحقاقاتِ الصعبة المعروفة، وإجراء إصلاحاتِ مطلوبة”.
وأشار إلى أن “الشعب يُطالب مَسؤُولِيهِ بأن يكونوا في هذه المرحلة يداً واحدةً وقلباً واحداً من أجلِ لُبنانَ. فالإصلاحُ لا يَتمُّ إِلا بتضامنٍ وطنيٍّ شاملٍ، لا لِبْسَ فيه ولا تردُّد”.
وبعد انتهاء القداس، وفيما اكتفى عون بمعايدة اللبنانيين، قال بري: “اليوم العيد عيدَان، وسيتمّ الحكم على المرحلة المقبلة وفق الأعمال”. كما بارك الحريري للبنانيين العيد، فيما قال وزير الخارجية جبران باسيل: “عيد مار مارون للجميع، ومتفائل بالمرحلة المقبلة
المصدر : الوكالة الوطنية للإعلام
زر الذهاب إلى الأعلى