إنطلقت اليوم الأربعاء، الجلسة المسائية من اليوم الثاني لمناقشة البيان الوزاري في مجلس النواب اللبناني، واستهل الكلمات، النائب في تكتل “لبنان القوي” سيمون أبي رميا، الذي توّجه إلى وزير الطاقة والمياه ندى البستاني بالقول: “ليس مسموحاً أن نقول بعد اليوم للناس عرقلونا ولم يسمحوا لنا بالعمل، لأن الشعب اللبناني تعب من الكلام”.
وأضاف: “حان الوقت للتحرك الجدّي وأدعو الى أن يكون كلام النواب أمام المجلس النيابي حول الفساد بمثابة اخبار لدى النيابة العامة للملاحقة والمحاسبة”، معلناً منح الثقة للحكومة.
من جهته، كشف عضو كتلة “التنمية والتحرير”، النائب ياسين جابر، أنّه “تمّ تعطيل العشرات من القوانين ومحاربة الفساد تبدأ بتطبيق القوانين”، وتمنى جابر على “وزيرة الطاقة تشكيل لجنة فنية خاصة للكشف على محطات التكرير لمحاولة معالجة الأمر”.
وتابع: “العدو الإسرائيلي يقترب من الحدود اللبنانية ليضع يده على حقل الغاز المشترك ويجب الاستعجال في التنقيب بالبلوك رقم 9″، وأعلن جابر منحه الثقة للحكومة، لافتاً إلى أنّها مشروط بفترة 100 يوم.
وكان للنائب في تكتل “الجمهورية القوية، سيزار المعلوف، كلمة تساءل فيها: “ما هي جدوى الأموال التي سنحصل عليها من “سيدر” إذا بقيت السلة في بلدنا مثقوبة؟”، وأضاف: “هل كتب علينا نحن أبناء البقاع ان نكون متروكين؟ هل يعقل ان البقاع لا يحتوي على مطار لنقل البضائع؟ بدل تصدير منتوجات لبنان يصدر شبابنا الى الهجرة”.
وطالب المعلوف: “بإنهاء مهزلة ملف النفايات وتخفيض أغلى فاتورة خليوي في العالم”، لافتاً إلى أنّ “الجميع اعترف بشفافية وزراء القوات وانهم على قدر المسؤولية وكتكتل سهلنا تشكيل الحكومة لأننا نريد بناء الدولة ونريد مصلحة الوطن”.
من جهته، قال زميله زياد الحواط: “اللبنانيون صاروا إما شهداء أو مشاريع للشهادة لأن النهب والهدر يسرحان ونعيش في جمهورية تستهتر بأبنائها”، مضيفاً: “دولتنا تحتاج لأكثر من بيان وزاري انشائي تحتاج لوضع حد للإثراء غير المشروع نحن في دولة تحتاج لمن يضرب بيد من حديد من تمتد يده على حقوق الناس”.
وسأل الحواط: “أين هي مشاريع انماء الريف لتثبيت اللبنانيين في ارضهم؟ اين الصناعة التائهة من دون متابعة؟ اين تطوير السياحة الدينية والريفية؟”، لافتاً إلى أننا: “في بلد غارق في الفساد حتى اذنيه حتى النفايات تحولت الى منجم ذهب لبعض المستفيدين على حساب صحة المواطن”.
وأضاف الحواط: “هل الـ5000 موظف قمتم بتوظيفهم يخضعون للشروط والتقسيم الطائفي؟ المرتكب هنا معروف فهل يحاسب؟ نحن لم نوظف احداً”، مطالباً: “الحكومة مشتركة بتعهد واضح بعدم زيادة الضرائب فالناس جاعت ولا ينقصها”.
وكان لعضو “تكتل لبنان القوي”، النائب هاغوب ترزيان، كلمة أشار فيها إلى أنّ: “تسمية الحكومة “حكومة إلى العمل” متميزة بالشكل إنما يجب أن ننتظر أن تكون بالفعل إلا أن كلمة الإنتظار ليست مستسهلة لدى اللبنانيين”، داعياً الحكومة “لتطلق يد القانون لقطع رأس الفساد أينما وجد وتطوير القطاع الرياضي وإعطاء تحفيزات للشركات الكبرى من أجل دعم الرياضة”.
فيما دعا النائب عدنان طرابلسي في كلمته “الحكومة لأن تكون جديرة منذ البداية وتحدث صدمة ايجابية وتمنع الفساد والفاسدين والهدر والهادرين”.
وقال عضو تكتل “الجمهورية القوية”، بيار بو عاصي في كلمته: “اليوم ومن موقعي كنائب عن الامة اللبنانية جمعاء وكوزير سابق للشؤون الاجتماعية، وقناعة مني بأن الانسان المحتاج يجب ان يكون في قلب اهتمامات الدولة ومؤسساتها، لابد لي من التوقف عند الشأن الاجتماعي بشكل خاص”، لافتاً إلى أنّ: ” العمل الاجتماعي في لبنان قائم على الشراكة بين الدولة ممثلة بوزارة الشؤون الاجتماعية ومؤسسات الرعاية. فالدولة تضع السياسات والمعايير وتمول (جزئياً أو كلياً ) وتراقب”.
وفي موضوع القروض السكنية قال بوعاصي: “القروض السكنية هي قروض طويلة الامد، فإن الحلول يجب ان تكون مستدامة. ويبقى السؤال بالاضافة الى الخطة المعتمدة، ما هي مصادر التمويل؟”.
هذا اشتعل سجال حاد، بين النائبين بيار بو عاصي ونواف الموسوي، على خلفية سجال سابق بين النائبين نديم الجميل والموسوي في الجلسة الصباحية بشأن الرئيس الشهيد بشير الجميل.
فبعدما دعا بوعاصي في ختام كلمته الى احترام رموز الآخرين وقادتهم كما تطلعاتهم، ردّ الموسوي بحدّة قائلاً: “مقاومتنا هي عزنا وشرفنا ومن يتهجم علينا ويهدّدنا بكسر رجلنا سنكسر له رقبته”، فتدخل عندئذ الرئيس نبيه بري شاطباً كلام الأخير من محضر الجلسة.
هذا وأّكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب أنيس نصار، الاستمرار بقول الحقيقة مهما كانت صعبة، مضيفاً “البيان الذي نناقشه اليوم حلم يجب أن يتحول الى حقيقة”.
وسأل نصّار: “كيف تم توظيف آلاف المواطنين رغم قانون تجميد التوظيف في الإدارة العامة؟”، معتبراً أنّ “مستوى الشفافية في لبنان متدن جداً، وأنّه لا يمكن التغني بمحاربة الفساد متى كانت الوزارات التي تفوح منها رائحة الفساد مع نفس التيارات السياسية”.
وأضاف “في وزارة الطاقة حيث لا 24/24 كما تمت الوعود، هل تتذكرون حملات نورت؟ هل نتوقع بواخر جديدة تضع الشعب اللبناني أمام زيادة الفساد فساداً؟”.
وفي الختام، رفع دولة الرئيس نبيه برّي، جلسة مناقشة البيان الوزاري الى الثالثة من بعد ظهر يوم الجمعة، مرجحاً أن تمتد الجلسات حتى يوم السبت.
وكانت الجلسة الصباحية لمناقشة البيان، قد بدأت بكلمة للنائبة بولا يعقوبيان، التي أشارت إلى ان الحكومة هي “حكومة محاصصة للقروض، ومؤلفة من الكتل النيابية التي من المفترض بها ان تراقب الحكومة فكيف تراقب وهي صورة مصغرة عنها؟”، معلنة “حجبها الثقة عن الحكومة”.
أما النائب أنور الخليل، فاعتبر في كلمته ان الفساد مستشر كمرض سرطاني في جسم الادارة الهزيل وكان على الحكومة ان تعطي الاولوية للاصلاح الاداري ولكل اجراء يحارب الفساد.
من جهته، قال النائب سامي الجميل انه “لا يمكن لاي عمل ان ينجح من دون منافسة ولا يمكن لاي حكومة ان تنجح من دون معارضة وبالتالي نحن لن نعطي الثقة للحكومة لان ما رأيناه لا يوحي بالثقة”.
وكان هناك كلمات أيضاً، للنواب حسين الحاج حسن، جورج عدوان، زياد أسود، الياس حنكش.
يشار إلى أنّ الجلسة الصباحية شهدت سجالاً بين النائبين نديم الجميل ونواف الموسوي.
زر الذهاب إلى الأعلى