إستبشر الجميع خيرًا بحلول عام 2020 آملين أن يكون عامًا أفضل من الأعوام التي مضت. حلّ هذا العام وفي جعبته مفاجآت وأسرار كشف عن الكثير منها قبل إنتهاء الجزء الأوّل منه ليصدم المتفائلين.
ففي كلّ شهر تظهّرت أحداث “عجيبة” إذا صحّ القول وحتى في كلّ أسبوع من الشهر وفي اليوم الواحد. أحداث حوّلت من كان متفائلاً بحلول 2020 إلى متشائم فكثرت “النكت” مؤكدة مقولة إبن خلدون: “إذا رأيت الناس تكثر الكلام المضحك وقت الكوارث، فاعلم أن الفقر قد أقبع عليهم وهم قوم بهم غفلة وإستعباد ومهانة، كمن يساق للموت وهو مخمور”.
خمر هذا العام أصابنا جميعًا ولم تقتصر الأحداث على الأزمة الإقتصادية والمالية وإقفال المؤسسات وصرف العمال وسعر الصرف في سوق سوداء، فالصفعة الكبرى ضربت العالم بأسره مع إنتشار فيروس كورونا.
ولكن هل انتبه أحد للجزء الممتلئ من الكوب؟ صحيح هناك أزمة إقتصادية ومالية، إلا أنّ ثورتنا وحّدتنا. صحيح أن نسب البطالة ارتفعت والفقر ازداد وحُجرنا في منازلنا خوفًا من العدوى لكن وجدنا أبناء بلدنا إلى جانبنا للمساعدة وعدنا بعض الشيء إلى جذورنا، إلى الأرض والعائلة والمنزل.
توقفت عجلة الحياة التي كنّا ندور بها بسرعة فائقة فانتفضت الأرض علينا لتأخذ استراحة، لتقول لمن أنهكه العمل ليلا نهارًا عد إلى أطفالك واعطهم من وقتك فهم بحاجة إليك. ولتقول لمن غرق في تفاصيل الحياة اليومية هناك من رباك ورعاك ينتظر فرحة لقائك… ولتقول أضعتم البوصلة رغم كلّ التطوّر… فالحياة في مكان آخر.