
بقلم ريتا جوزيف الدكاش- في تاريخ ١٩- ١٠- ٢٠٢٢٢ ذهبت إلى بعبدا تحديدًا إلى القصر الجمهوري لمقابلة «بي الكل» فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون. ولكن لماذا قررت زيارة «جبل بعبدا»؟ أنا مريضة Cancer وفي الفترة الاخيرة ساءت حالتي كثيرًا وأصبحت زياراتي متتالية إلى المشفى. حينها أدركت مدى صعوبة المستحقات الماليّة ونقص الأدوية وبخاصةً أدوية مرضى السرطان، وعلمت حينها حجم خطورة الوضع الذي وصل إليه لبنان
لذلك، قرّرت وبمساعدة من بعض الأصدقاء الذين أشكرهم من كل قلبي، على أخذ موعد من القصر الجمهوري لمقابلة الرئيس. عندما عرف فخامته بمرضي، أكرمني بموعد في أقرب وقتٍ ممكن حتى أنه أرسل أحد سائقيه ليقلّني من المنزل ويعيدني. ذهبت أنا ورفيقي لأنه يحبّ كثيرًا فخامته. عندما وصلنا لا أستطيع وصف الشعور الذي أحسسناه. بعدها دخلنا إلى مكتب فخامة الرئيس واستقبلنا استقبال مميّز وراقي مثله. هنا أخبرته لماذا أتيت وبماذا كنت أحلم
جلسنا وبدأنا بتناول الحديث عن عائلتي التي يعرفها والتي هي من حارة حريك ضيعته. ثم تطرّقنا لموضوع عملي ثم مرضي والعلاج الذي أتّبعه والادوية التي آخذها، كيف أشعر، إلخ… وتكلّمنا بعدها عن لبنانه الحبيب. أفتخر بوجود رئيس أصيل، شامخ، محارب، مليء بالأخلاق وعازم على تصحيح كل ما يفيد مصلحة هذا الوطن وشعبه كونه يؤمن بالتنوع والاحترام والمساواة في حقوق الجميع. كما وأنه أخبرنا أنا ورفيقي بأن الوضع إلى الأحسن وسيتحسن أكثر بعد الاتفاق الذي سيقام قريبًا بين لبنان وقبرص. دامت المقابلة حوالي نصف ساعة ثم قررنا أن نغادر بعد أخذ الصورة المعتادة معه. عندما وقفت من مكاني وبسبب مرضي، بدأت رجلاي ترتجف وتسكع لدرجة سقوطي على الأرض والرئيس واقف ينتظرني وكان جدًا قلقًا عليّ. بعد نهوضي تصوّرنا وطلب وأصرّ أن ينقلوني إلى السيارة بواسطة الكرسي النقّال كي لا أمشي وأقع.
خلال عودتنا إلى المنزل، بدأت ورفيقي نتكلّم عن هذا الإنسان، هذا الرئيس المليء بالإنسانية والمحبة والعطاء. فعلاً فوجئتُ بحنانه ورقيّه وذكائه وبكل هذا الحب والإيمان بوطنه وأبنائه. كما إيمانه الكبير بالله عندما طلب مني أن لا أفقد إيماني بالله ولا حتى حبي للحياة لأنهما بامكانهما دفع الانسان الى المواجهة والنجاح مهما كانت ظروفه قاسية ومستحيلة.
هل فعلاً هذا هو العماد ميشال عون الذين يتكلمون عنه بالحرام ويستخفون به كما أنهم يستعملون كلماتٍ نابية بحقه؟ في الحقيقة لم أرَ في حياتي ألطف وأحنّ وأكرم وأوفى منه. كما وأني لم أرَ أصدق وأذكى وإنسان وطني أكثر منه..
في الحقيقة أطلب وأنادي الشعب اللبناني بأن لا يحكم على فخامة الرئيس قبل مقابلته والاستماع إليه. كل واحد يمكنه أن يقول ما يشاء ولكن الانسان الذكي الذي يريد معرفة الحقيقة عليه بنفسه التفتيش عنها للوصول إليها كما كانوا يفعلون «غاستون باشلار» و «رينيه ديكارت». كانوا يشكّون في كل شيء ثم يبدأوا بالتفتيش بأنفسهم عن الحقيقة كي يقتنعون. بينما بعض من الشعب اللبناني لا يريد حتى سماع الحقيقة بعد غسل الدماغ الذي تلقّونه.
في الختام، «المثابرة مفتاح النجاح» وهذا ما أراد العماد ميشال عون تطبيقه خلال تولّيه رئاسة الجمهورية. ولكن الشجرة المثمرة تُرشق بالحجارة.
أحبك من كل قلبي فخامة الرئيس وأعشق طيبتك ورقيّك كما صراحتك ونحن على يقين بأن مستقبل لبنان قريبًا للأحسن كما أطلعتنا ونشكرك على المصائب التي واجهتها للدفاع عن وطننا وحفظ كراماتنا.